الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

البراءة تنتحر.. 15 طفلًا يتخلصون من حياتهم في 2017.. 4 حالات في ديسمبر.. وخبراء: المشاكل الأسرية وألعاب الفيديو وراء انتشار الظاهرة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتوقف عقارب الساعة عندما تدخل إلى غرفة طفل لتجده مشنوقا، تمر حينها بأبشع اللحظات التي لا يتحملها بشر، ولكن ما الدافع وراء أن ينتحر طفلًا لم يتجاوز العاشرة من عمره.
"البوابة نيوز" رصدت انتحار نحو 15 طفلًا في 2017 بينهم 4 حالات خلال شهر ديسمبر فقط.
واقدمت طفلة تدعى منه الله، 11 سنة، في الصف الخامس الابتدائي على الانتحار بشنق نفسها داخل منزلها بمنطقة الهرم بسبب شعورها بتفضيل والدتها لشقيقتها الصغرى عليها.


وقبلها بأسبوع أقدم الطفل "عمر محمود" ٩ سنوات، طالب بالصف الخامس الابتدائي بشنق نفسة "إيشارب" خاص بوالدته واستخدم منضدة كانت بالغرفة ووضع فوقها كرسي ثم صعد عليه، وقام بربط الإيشارب في "مروحة السقف" ثم أدخل رقبته به، وسقط من الكرسي وأصبح معلقا من رقبته في المروحة حتى صعدت روحه إلى بارئها.
شهدت منطقة حلوان واقعة مأساوية بعدما أقدمت طالبة في مقتبل العقد الثاني من العمر على الانتحار شنقًا بسبب تعنيف والديها المستمر لها لمشاهدتها المسلسلات "الهندي" طوال اليوم وإهمال دراستها ودلت التحريات ان الطفله تدعى "مني. أ" 16 بالإعدادية، ومقيمة بمنشية جمال عبدالناصر حلوان، وبسؤال أهل المجني عليها عما حدث تبيَّن أن الفتاة قامت بالصعود أعلى سطح منزلها وشنقت نفسها إثر مشادة كلامية بينها وبين والدتها بسبب مشاهدتها المسلسلات "الهندي" طوال اليوم وتركها دراستها ودروسها.

وشهدت قرية حانوت التابعة لمركز كفر صقر، انتحار حسام ع، طفل يبلغ من العمر 14 سنة، وأكدت التحريات الأولية أن الطفل يعانى من مرض نفسى، يتم علاجه منه، وتخلص من حياته شنقًا داخل غرفة نومه.
وفى نوفمبر الماضى استقبل مستشفى كفر الدوار العام الطفل "ع.م،" 10 أعوام، تلميذ" ومقيم بقرية أبيس السادسة الرئيسية دائرة المركز، جثة هامدة وتبين من الكشف الطبي المبدئي على الجثة وجود آثار شنق بالرقبة وسحجات بالقدمين.
وأكد والده في تحقيقات النيابة أن نجله قام بشنق نفسه باستخدام رباط ضاغط إثر معاتبة والدته له لعدم المذاكرة، ولم يتهم أحدا بالتسبب في ذلك، كما شهدت منطقة العزبة البحرية بحلوان، واقعة مماثله حيث أقدم الطفل كيرلس أيمن، وشهرته "كوكى" 12 سنة. طالب بالصف الأول الإعدادى بمدرسة العائلة المقدسة، على الانتحار بشنق نفسه في مروحة السقف، لعدم تمكنه من الإلمام بمادة الامتحان في اليوم التالي.


وكانت الواقعة الأكثر بشاعة في الهرم حيث انتحر طفل يبلغ من العمر 12 عاما بشنق نفسه فى، بسبب إجبار والده له على التسول بصحبته وافادت التحريات بقيام "محمد. م" طفل يبلغ من العمر 12 بشنق نفسه بتعليق رقبته بباب إحدى الغرف، بسبب إجبار والده الكفيف على التسول بصحبته، ورفض الطفل الدائم الاستجابة له..
و اقدمت طفلة عمرها 13 عام بمدينه المرج على اشعال النار في نفسها بعد هروب والدتها إلى الإسكندرية، لمحاولة العودة إلى طليقها الأول، والضغط على زوجها الحالى والد القتيلة.
وكشفت التحريات الأولية، أن الأم المتهمة بالخيانة، قامت بالاتصال بابنتها لإخبارها بعدم البحث عنها، وعدم الاتصال بها، وأنها ستغير رقم الهاتف المحمول لعدم محاولة الوصول إليها، فقامت الابنة بالتخطيط لقتل نفسها، وعقب عودة والدها من عمله، قامت بفتح تانك البنزين التروسيكل الخاص به ووضعه على ملابسها، وقامت بإغلاق غرفتها وإشعال النيران بجسدها.
وفى أغسطس الماضى أقدمت طفلة مقيمة قرية مسهلة التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، على الانتحار شنقا باستخدام حبل، بسبب مرورها بأزمة نفسية لقيام والدها بالتعدي عليها بالضرب.
ومن جانبه يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، أن هناك أسباب عديدة تجعل الطفل يقدم علي الإنتحار، في مرحلة مبكرة من العمر، حيث تتراكم العديد من العوامل من بينها المرض، والفشل الدراسي، أو العاطفي، فوق بعضها البعض لتزيد من تفاقم المشكلة، وتقود الطفل للتخلص من حياته، مؤكدًا أن هناك دراسة علمية أكدت أنه نسبة 28 في المائة من الأطفال انتحروا بسبب الألم النفسي.
ونوه فرويز، أن هناك عدة طرق للانتحار في مقدمتها طريقة الشنق، وهي الأكثر شيوعًا وإنتشارًا، منوهًا أن إحدى الدراسات العلمية أشارت إلى اللجواء إلى استخدام تلك الطريقة بنحو 63 في المائة، ثم تتلوها مباشرة طريقة القفز من أعلى المرتفعات.

وأضاف فرويز، أن الطفل لا يقدم على الانتحار، مباشرة حيث تتعد الأسباب ولكن تكون النهاية واحدة، فيبدأ طرف الخيط بتتدهور الحالة النفسية، ليصبح الطفل غير قادر على التكيف مع المعيشة وهنا تبدأ عملية التفكير في الإقدام على الانتحار، مضيفًا أن المشاكل الأسرية غير المستقرة في المنزل تلعب دورًا بارزًا كعامل من عوامل الخطورة للانتحار، من بينها إدمان أحد الأبوين أو ممارسة العنف سواء ضد الزوجة أو الأبناء.
وفي ذات السياق، قال الدكتور علي خليفة، أستاذ علم الاجتماع، إلى أن هناك ألعابا انتشرت مؤخرًا تقود الطفل إلى الانتحار من بينها لعبة مريم، ولعبة الحوت الأزرق، والتي تستغل الأطفال في كشف العديد من المعلومات الشخصية عنهم وعن أسرهم، ثم تقوم بإعطاء العديد من الأوامر لهم سواء بالشنق أو القفز من أعلي، وفي حالة رفض الأطفال للامتثال عن تنفيذ تلك الأوامر تقوم إدارة اللعبة، والقائمين عليها، بتهديتهم بتلك المعلومات الشخصية التي يمتلكونها.
وأردف خليفة، أن غياب الرقابة الأبوية، وإنقطاع لغة التواصل والحوار، تجعل الأطفال يتجهون إلى سلك عدة سُبل للفضفضة مع الآخرين، وإفشاء الأسرار المنزلية لأشخاص أخرين لا يكونوا على ثقة، وتجعلهم يقومون بتنفيذ كل ما يطلب منهم على أكمل وجه حتى لا يتم التواصل مع ذويهم، وإخبارهم بما تم إفشاؤه من أسرار.