الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مجزرة الروضة ولجنة لشئون القبائل فورًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تحية تعلو فوق التحية للشهداء، ومن البداية العزاء لأهالى الشهداء، إنه الإرهاب العابر للدولة والمجتمعات من السعودية إلى سوريا إلى العراق إلى البحرين وأخيرا وليس آخرًا على ما يبدو إلى العريش، أثناء صلاة الجمعة الأسبوع الماضى زرع الإرهاب عبوات ناسفة داخل جامع أو زاوية الروضة ببئر العبد فى شمال سيناء لتقتل أكثر من ٢٠٠ مصل بخلاف أعداد كبيرة من الجرحى والمصلين، ومن بين الشهداء والمصابين عدد كبير من الأطفال ولم يكتف الإرهاب بزرع العبوات الناسفة بداخل المسجد، بل وقف بسيارته المدججة بالسلاح ليفتح وابلا من النيران على من ينجو من المصلين داخل الجامع، الصادم أن الإرهاب زرع متفجرات فى طريق سيارات الإسعاف التى أسرعت لمكان الحادث لنقل المصابين إلى المستشفيات، الغريب أن الإرهاب يستخدم الأطفال والسيدات فى زرع المتفجرات، والمعروف فى البيئة الصحراوية أنه من العادات والتقاليد البدوية عدم تفتيش النساء.
إنه الإرهاب الذى لا يقيم وزنا لنفس بشرية ولا لمقام دينى ولا حرمة للمساجد ولا لشعوب تفتش عن استقرار فى الحاضر وأمل لمستقبل.
ويلاحظ أنه عند كل إنجاز كبير تقوم به الدولة تعقبه عملية إرهاب يذهب ضحيتها عدد من الشهداء، ففى الأسبوع الماضى احتفل المصريون بافتتاح أكبر مشروع استزراع سمكى فى الشرق الأوسط (بركة غليون)، الذى وفر خمسة آلاف فرصة عمل للشباب بشكل مباشر، وتحويل تلك المنطقة إلى مكان جاذب للعمل بخلاف السعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك لتخفيف المعاناة عن الناس وإتاحة المزيد من فرص العمل أمام الشباب والرسالة المهمة لهذه النقلة والقفزة الغذائية الكبيرة أن مصر ماضية فى طريقها لتحقيق الاكتفاء الذاتى مهما كانت التحديات، إضافة إلى ذلك الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس السيسى لقبرص والاجتماع الثلاثى ما بين الرئيس السيسى والرئيس القبرصى والرئيس اليونانى والنجاح الكبير الذى حققه الرؤساء الثلاثة فى ترسيم الحدود واستغلال حقول الغاز التى تقع فى البحر المتوسط ويبرز فى هذا السياق الضربة القوية التى وجهها جهاز المخابرات العامة بالقبض على خلية تجسس تركية وما تم كشفه من معلومات خطيرة من خلال اعترافات التسعة والعشرين من أعضاء الخلية ونجاح الشرطة فى القبض على المجموعة الإرهابية بوادى النطرون.
لم نكن يوما نتوقع نحن- الناس العاديين- أن يصل الإرهاب إلى هذا الحد من الجنون بقتل المصلين والأطفال. الا تؤرقكم أيها الإرهابيون صورة مصر النقية والطاهرة، ألا تفكرون بالأطفال الذين استشهدوا أثناء الصلاة بسبب عبواتكم الناسفة التى دنستم بها بيت الله، أى دين تؤمنون به يبيح ذلك!!
للمكان دلالة وللزمان مغازيه، هذه العملية الإرهابية محاولة لكسر الأمل ورسالة تحذير لأهل العريش) بأنكم إذا لم تكونوا مع الإرهاب سيكون مصيركم هو ما حدث للمصلين فى جامع الروضة (إنها مؤامرة دولية كاملة الأركان)، ومن المؤكد أن هناك أطرافا دولية شاركت فى تخطيط وتمويل هذه العملية (تركيا وقطر وإسرائيل) ويحتمل مشاركة بعض الأجانب فى عملية قتل المصلين بهدف التعتيم على الإنجازات التى تمت على أرض مصر خلال الأسابيع الماضية على كل المستويات، المصالحة الفلسطينية- توحيد صفوف الحركة الشعبية فى جنوب السودان، على خلفية هذه التطورات تكشف العملية الإرهابية أن الإرهاب بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة بفضل ضربات الجيش والشرطة، وهذه العملية الإرهابية بمثابة رسالة للعالم بأن الإرهابيين ما زالوا موجودين حتى يصلهم التمويل والأموال الطائلة، ويرى عدد من الخبراء أن العملية الإرهابية الأخيرة تعتبر تَغييرا نوعيا لعمليات الإرهاب، ذلك أنهم بعد تضييق الخناق عليهم لم يجدوا أمامهم إلا استهداف المدنيين، وهو ما قاموا به مؤخرا من عملية بشعة أقَل ما توصف به أنها مجزرة قام بها إرهابيون بلا ضمير ولا دين ولا إحساس ولا عقل ولا إنسانية، ولا يستبعد من هذه العملية جماعة الإخوان الإرهابية، والهدف الأساسى من هذه المجزرة والإصرار على قتل أكبر عدد من المصلين هو معاقبة كل القبائل والأسر بالعريش وتحذيرهم من التعاون مع الجيش والشرطة، ولكن كل الثقة فى وطنية قبائل العريش، والتاريخ يذكر موقفهم، من رفضهم للاحتلال الإسرائيلى لسيناء بعد حرب ٦٧، ورفضهم كل إغراءات موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى فى ذلك الوقت.
وطنية قبائل العريش ليست محل جدل أو تشكيك أو خوف، فهم دائما وأبدا المدافعون عن حدودنا الشرقية بعد الجيش.
وعلى عمق المخاطر وحجم الجراح فى النفوس لا بد من استعراض طبيعة المعالجات الجارية وما يصلح منها وما لا يصلح، وعلى كل المواقف لا بد من عقاب من دفع ومول الإرهابيين، ومن خطط لهم، وهم الأولى بالعقاب وفى هذا السياق نقترح أن يعاد تشكيل وإنشاء لجنة القبائل بأحد الأجهزة السيادية ليكون لها الاتصال المباشر بالقبائل لحل مشاكلهم وتعضدهم أمام الإرهاب، لقد رأى الجميع وعاين كيف أن الإرهاب وصل إلى حد الجنون فى تنفيذ الأوامر الخارجية وإحداث الارتباك، الذى لن يحدث بتماسك المصريين مع الجيش والشرطة. وفق ما تقدم فإن بالإمكان القول والجزم بأن الرد على هذه العملية الإرهابية سيكون حاسما وقويا وفوريا، إنها مصر قطعة من السماء ومن الجنة ومن الوجدان، هذا التزامن المريب بعد كل نجاح لمشروع كبير تحدث عملية إرهابية، وهو ما يستدعى القضاء على الجيوب الإرهابية والخلايا النائمة التى تقوم بتخويف أهالى سيناء، وهم يعيشون وسط الأهالى وينشرون الذعر والإرهاب والخوف، المصريون شعب وجيش وشرطة سيتجاوزون هذه المرحلة الخطرة بفضل توحدهم وتكاتفهم.