لم يشغل باله بالعشرات من حوله الذين يتابعونه وهو واقف كالوتد ممسكا بصنارته لمدة تزيد على النصف ساعة ليصطاد سمكته الكبيرة، والجميع واقف يترقب.
ظن البعض من على بعد أن ذلك التجمع بسبب غريق فى الرياح التوفيقى أسفل كوبرى قطار سندوب بمحافظة الدقهلية، ولكنهم وجدوا رجلا تخطى عمره السبعين عاما يقف على حافة المياه أسفل الكوبرى ممسكا بصنارته ويقاوم رافضا مساعدة الجميع.
أطلق عليه الناس لقب "الوتد" من الذين وقفوا من حوله وأعلى الكوبرى، وبينهم طلاب وموظفون نسوا الوقت ومواعيد عملهم ومحاضراتهم ليشاهدوه وهو يصطاد رغم سنه الكبير يجذب الصنارة تارة ويتركها تارة.
وتظهر على وش المياه سمكة كبيرة ضخمة التقطتها الصنارة يلاعبها الرجل الكبير بصنارته البسيطة لإضعاف قواها ليبدأ النزول برفق فى المياه ويجذبها ليحييه الجميع ويهتفون الوتد الوتد.
وحاول الجميع التقاط الصور التذكارية معه ومع تلك السمكة الكبيرة التى اصطادها إلا أنه رفض وانزعج من التجمعات من حوله التى ظلت واقفه لأكثر من نصف ساعة تتابعه، ولكنه لم يرها إلا بعد الانتهاء من مهمته واصطياد السمكة.
وسأله الجميع عن اسمه إلا أنه رفض ذكر اسمه وبدأ يلوح لهم بالابتعاد حتى يستكمل صيده بعدما وضع السمكة الكبيرة فى الشيكارة التى بحوزته.
