الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"مدام أمل" من "كرسي البيسين" لـ"الكرسي اللي جنب" سواق الأتوبيس

مدام أمل أمام
مدام أمل أمام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«بشتغل على العربية وبسدد ديونى.. وعندى ٤ بنات بصرف عليهم»

يتردد اسمها بهيبةِ مخلوطة بالاحترام بين سائقى «ميدان لبنان»، فدائما تجدها تجلس فى الكرسى المجاور للسائق فى الأتوبيس المتجه من «موقف ميدان لبنان» إلى نهاية «شارع فيصل» وعلى يدها طفلتها التى لم تكمل عامها الأول، زيها الرسمى العباءة والطرحة السوداء، وحقيبتها لا تخلو من وسائل الدفاع عن النفس، اضطرها لذلك دخولها إلى عالم يهرب منه الرجال لعدم القدرة على تحمل عواقبه، للوهلة الأولى تظن أنها إحدى الراكبات ولكن من يدقق فى التعليمات التى توجهها بنبرة حادة لكل من يتعامل معها يعرف أنها «مدام أمل» صاحبة «أتوبيس المدام».
«جوزى طلقنى وأنا عندى ٢٧ سنة، ورمالى بناتى الأربعة لقيت نفسى مطالبة إنى أصرف عليهم أكل وشرب وتعليم، مكنتش بعرف اشتغل أى حاجة وقتها، استلفت كتير بس لما الحمل زاد عليا والديون كترت، اضطريت إنى أنزل اشتغل أى حاجة أعيش بيها أنا وبناتى»، هكذا بدأت السيدة أمل فى العقد الرابع من عمرها، حديثها عن رحلة كفاحها، وشقائها فى العمل فى أتوبيسات النقل بعد أن كانت مرفهة فى النوادى، حيث إن زوجها كان يعمل فى إحدى الشركات الكبرى، وكانت تعيش معه فى مستوى راق «من النادى للبيت ومن البيت للنادى».
سكتت قليلا مثبتة نظرها فى الأرض لتستعيد ذكرياتها ثم تابعت: «لما ضاق بيا الحال ولاد الحلال دلونى على شركة بتوظف بأى مؤهل بس لقيت الراتب ٣٠٠ جنيه ودول هيعملوا إيه لكوم اللحم اللى فى رقبتى، صاحب الشركة لقانى مثقفة زودلى مرتبى لـ١٠٠٠ جنيه، وعرض عليا إنى أرهن بيتى واشترى أتوبيس خاص بيا»، ولكن الكارثة التى لم تكن متوقعة هى القبض على صاحب الشركة لبيعه أتوبيسات عليها حظر بنك، وأصبحت مطالبة بسداد ٨ آلاف جنيه كل ٣ شهور، فقادتنى الصدفة السيئة إلى الزواج من رجل آخر كنت متوقعة أنه يقف جنبى، ولكن حدث العكس فهو لا يختلف عن زوجى الأول كثيرا، فلم يفعل شيئا سوى أنه زاد الحمل عليا بولد وبنت منه، ولم يبق أمامى إلا أن أعمل أنا على الأتوبيس وأتابع شغله وتصليحه والحمد لله العيال فى الجامعة، وآه الحياة صعبة وعليا ديون بتمنى أسدها، علشان نفسى آخد أجازة وأرتاح شوية».