كشف تقرير لمنظمة الصحة
العالمية، عن أن "السمنة" تسببت في وفاة 4 ملايين شخص حول العالم في
2011، مشيرة إلى أنها تنتشر بين النساء أكثر من الرجال، فيما تتسبب في خسائر تقدر بنحو
200 مليار دولار كنفقات لعلاج الأمراض الناتجة عن السمنة.
وقال التقرير إن الولايات
المتحدة والصين والهند وروسيا والبرازيل ومصر وألمانيا أكثر الدول التي تنتشر بها البدانة،
مشيرة إلى أن معدلات السمنة ارتفعت 10 أضعاف بين الأطفال والمراهقين على مستوى العالم
خلال الأربعين عامًا الماضية.
وقال مختصون: إن عدد المصابين بالسمنة
من الأطفال ارتفع من 6 إلى 47 مليونًا خلال الفترة من 1975- 2016، فيما ارتفعت عدد
الفتيات البدينات من 5 إلى 50 مليونًا.
وأشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى
أن ما بين 20 إلى 25% من الفتيات في كل من مصر وجنوب أفريقيا والمكسيك يعانين من ارتفاع
معدلات مستويات السمنة المفرطة، لتحتل "مصر" بذلك مُقدمة الدول التى يعاني
فيها الفتيات من السمنة المُفرطة.
وقال أحمد محمود، أخصائي التغذية العلاجية،
إن المجتمعات العربية تعاني من أنتشار الأطعمة غير الصحية التي تحتوي على نسب عالية
من الدهون والسكريات بشكل كبير، مع كثرة استخدام الوجبات السريعة التي تحتوي على سرعات
حرارية مرتفعة تسبب السمنة المفرطة.
ويفسر الأخصائي العلاجي لــ "البوابة
نيــوز" أسباب ارتفاع نسبة الفتيات المُصابة بالسمنة المُفرطة في مصر، بأن العادات
والمفاهيم الخاطئة عن الطعام التي نتبعها يوميا تتسبب في كوارث صحية، وأن الإفراط في
السمنة يرجع إلى أسباب وراثية لكنها بنسبة قليلة، وأنه يمكن معالجتها أو التخلص منها
بالإرشادات الطبية، كما أن هناك أسبابًا طبية للسمنة كالخلل في الغدد الصماء، وتناقص
معدلات التدخين، لأن التدخين يتسبب في نقص الشهية.
وأوضح "محمود" أن الذين يصابون
بالسمنة المفرطة يعانون من عدة أمراض مختلفة، وعلى رأسها ارتفاع ضغط الدم، وانسداد
الشرايين مما يسبب الجلطات الدموية، وأيضًا الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى سرطان
الأمعاء والمبيض والثدي بالنسبة للنساء، بالإضافة إلى أمراض الجهاز الهضمي بشكل عام.
فيما أفاد عمار الشاعر، دكتور أمراض الجهاز
الهضمي والكبد، روشتة علاجية للواقعية من السمنة وأولها الالتزام بالنظام الغذائي الصحي
الذي يؤدي إلى فقدان الوزن الزائد، لافتًا بضرورة الإكثار من تناول الوجبات الطبيعية
وغير المصنعة تجنبًا لحدوث الأمراض، مع ضرورة تقليل استخدام السكريات والدهون في الطعام
وعدم الإفراط في تناول الحلويات وتناول الأطعمة الغنية بالألياف.
وشدد "الشاعر" على ضرورة ممارسة
الرياضة بشكل دائم يوميًا لمدة ساعتين، للحفاظ على اللياقة البدنية والمساعدة على إنقاص
الوزن وحماية الجسم من الأمراض التي يتعرض لها من قبل السمنة بدلًا من استخدام الأدوية
العلاجية أو التعرض للعمليات الجراحية لمحاربة "السمنة"، والتي غالبًا ما
يكون لها آثار جانبية سلبية كثرة، كجفاف الفم والإمساك والإسهال والأرق، كما تتسبب
تلك العمليات في الإصابة بأمراض ضغط الدم وقرحة المعدة والقولون، وعدة مشكلات أخرى
في الجهاز الهضمي للشخص الذي يتعرض لها.
وأكد سعيد حسن، أخصائي الصحة النفسية،
أن الأشخاص المصابون بالسمنة المفرطة يعانون من أثار نفسية سلبية، كما أنهم يعانون
من الاكتئاب المزمن، كونهم يرفضون شكل أجسامهم، ويعانون أيضًا من التغيرات الفسيولوجية
التي تؤثر على الحالة النفسية بشكل كبير.
ويفسر الاخصائي النفسي لــ "البوابة
نيوز" أن الأشخاص المصابون بالسمنة يتصفون بالكبت والعدوان الداخلي تجاه الاخرين،
ويشعرون بقلة الثقة في النفس كونهم يتعرضون للإهانة والسخرية من أفراد المجتمع، التي
ينتج عنها قلة العلاقات الاجتماعية والميل إلي العزلة والانطوائية والرغبة في عدم مواجهة
المجتمع.
ويُرجح "حسن" أسباب ارتفاع نسبة
السمنة بين الفتيات في مصر إلى أن القلق والتوتر والتفكير الزائد المتشائم والحرمان
العاطفي والتعرض للضغوطات النفسية التي تتعرض لها الفتيات بشكل مستمر تساهم بشكل كبير
في السمنة المفرطة.
