الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حلم إقامة العاصمة الإدارية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدا رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية اللواء أحمد زكى عابدين فى كلمته أمام الرئيس السيسى، بمثابة الرأى المكمل للآراء التى قيلت فى ذات المناسبة، كان اللواء عابدين حريصًا أن يردد أمام الرئيس وعلى الهواء مباشرة أن حلم إقامة العاصمة الإدارية ليس سهل المنال، ويتطلب جهودًا وإمكانيات مالية ضخمة جدا كى يتم إنجاز المشروع كما ينبغي، ونوه بأن التنفيذ الجيد يتطلب تضافر وتعاون جميع الوزارات والهيئات ذات الصلة، مع شركة العاصمة الإدارية التى لا يمكن لها بمفردها أن تنجز هذا المشروع العملاق.
اللواء عابدين كان دبلوماسيًا إلى أقصى الدرجات عندما قال إن تكليفه برئاسة مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية، بدد النوم من عينيه ليلة إخباره بقرار الرئيس بتكليفه بالمنصب الجديد، وبعبارات موحية أشار إلى أن تكليفه بالمهمة كان بمثابة حمل ثقيل ألقى على كتفيه، الرجل لم يقل هذه العبارة بذات الوضوح ولكنه ألمح بالمعنى بين ثنايا عباراته التى كان يتحدث بها واصفا خواطره بعدما بات رئيسا للشركة التى تتولى الإشراف ومتابعة تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
حرص اللواء عابدين أن يكون مباشرا ومحددا عندما حدد وبشكل واضح المعضلات التى تحتاج إلى تدخل سريع ومباشر من الرئيس لإزالتها.. قال إن هناك احتياجا سريعا لتدبير إمكانيات مالية ضخمة لتجهيز المرافق «مياه، كهرباء، طرق»، اللازمة لتنفيذ المشروع بشكل متكامل، خصوصا مع تضاعف مساحات الأراضى التى كانت مخصصة للمشروع من عشرة آلاف وخمسمائة فدان إلى أربعين ألفًا فى المرحلة الأولي، وإلى أكثر من مائة وثمانين ألف فدان فى جميع المراحل، الأمر اللافت أيضا أن اللواء عابدين كان حريصا أن يلتمس من الرئيس ألا يضغط لاختصار مدة التنفيذ، منوها بأن عمليات التنفيذ تجرى على مدى اللحظة ودون توقف، ولكن لا مجال للإسراع بمعدلات التنفيذ أكثر ما هى عليه الآن، وأومأ الرئيس وبابتسامة عريضة بما يفيد موافقته على طلب اللواء عابدين.
اللواء عابدين أرجع مضاعفة مساحات أراضى المشروع، إلى ازدياد طلبات المستثمرين للحصول على قطع أراضٍ فى العاصمة الإدارية بأعداد لم تكن متوقعة، وأكد أنه لا يستطيع إلا أن يستجيب لطلبات جميع الراغبين فى الحصول على أراضٍ للاستثمار المنوع فى العاصمة الجديدة، وهو ما يحتاج إلى تذليل أية عقبات تعترض تجهيز الأراضى بالمشروع بكافة المرافق.
الحقيقة.. وكما كانت طلبات رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية على الهواء مباشرة، كانت استجابة الرئيس السيسى على الهواء مباشرة أيضًا، وحرص الرئيس على أن يقول علنا للواء أحمد زكى عابدين، لقد استعرضت المشكلات التى تواجه المشروع على الهواء مباشرة، فإننى اطمئنك وعلى الهواء مباشرة بأن الدولة وقبل البدء فى المشروع دبرت جميع متطلباته وخاصة المتطلبات المالية، وأضاف الرئيس أن الدولة لم تخطط لتنفيذ مشروع العاصمة الإدارية اعتمادا على المداخيل المالية التى قد تتحصل أو يدرها المشروع فقط، ولكن لديها جميع الاعتمادات المالية اللازمة.
الرئيس كذلك وعلى الهواء مباشرة كلف مساعده للمشروعات القومية المهندس إبراهيم محلب، بسرعة الاجتماع بكل من رئيس شركة العاصمة الإدارية والوزراء المختصين، لحصر جميع المشكلات التى عرضها اللواء أحمد زكى عابدين، ووضع تصورات لحلها فورا، وعرض الأمر على الرئيس بأقصى سرعة لتلافى كل هذه المشكلات.
أتصور أن التحاور بهذه الطريقة بين رئيس شركة العاصمة الإدارية والرئيس، يجب أن يرسخ لفكرة ضرورة أن يكون المسئول التنفيذى حريصًا على المكاشفة والمصارحة، ولا يكون حريصا على رفع يديه محييًا ومرددًا كله تمام يا فندم، خصوصا أن ما يطلب تدبيره المسئول من احتياجات ومتطلبات، يسهم فى إنجاز ما يتمنى الرئيس إنجازه فى سبيل إعادة بناء الدولة.