الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

شجرة مريم.. الابنة الثالثة لـ"الأصلية"

شجرة مريم
شجرة مريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تطوير محيط الشجرة والحفاظ عليها أخذ مراحل عدة منذ القرون الأولى للميلاد، مرورًا بإعادة زراعة أحد فروعها، حتى تدخلت وزارة الآثار كجهة منوطة بهذا الأثر التاريخى والديني، وعلى سور المزار كُتبت آية قرآنية عن مريم: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم، وأخرى مسيحية «مباركة أنتِ فى النساء ومباركة ثمرة بطنك يسوع».
يعود بداية تطوير الكنيسة مع ثمانينيات القرن الماضي، وكانت منطقة المطرية مهملة بسبب العشوائيات، والشجرة أيضًا كانت محاطة بسور بسيط فى البداية، بحراسة من خفير واحد من هيئة الآثار، مع تحديد رسوم دخول للزيارة، ولكن بعد فترة فوجئت الكنيسة بأن هذا الخفير خصص لنفسه صندوقًا لجمع تبرعات من الزوار لنفسه، مستغلًا اسم الكنيسة، وقامت الكنيسة بإبلاغ الهيئة وطالبوا بتغييره. ومع بداية التسعينيات تم تطوير المزار وبناء سور كبير وزرع أشجار وافتتحها البابا شنودة ومحافظ القاهرة ووزير الآثار وعدد من مسئولى المنطقة. وتحول المكان إلى مزار سياحى للمصريين والأجانب والعرب من المسلمين والمسيحيين، مع تحديد رسوم دخول للمصريين مختلفة عنها للأجانب. والمكان مفتوح أمام الزيارة للجميع لنوال البركة ورفع الطلبات لأم النور.
وبحسب القائم على حراسة الشجرة الآن؛ فإن معظم النساء اللاتى يأتين لزيارة الشجرة وأخذ بركتها هن نساء عاقرات، يقمن بالطواف حولها مرددات الصلاوات التى تحمل اسم أم النور ومريم الطاهرة، لتتشفع لهن أمام الله ليحقق طلباتهن بالإنجاب والبنات والبنين.
شجرة الجيل الثالث
وبشأن ما أشيع فى فترة حكم الإخوان لمصر عام ٢٠١٢، بأنه تم قطع جزء من الشجرة، نفى القمص برسوم شاكر الواقعة تمامًا، وقال إن الشجرة الحقيقية (الجُميز) التى استظلت تحتها العائلة المقدسة ليست هى الموجود الآن، والموجودة هى الابنة الثالثة للشجرة الأصلية التى عمرت لمئات السنين، وعندما بدت عليها مراحل الانتهاء، تم أخذ فرع من فروعها وأعيد زراعته مرة ثانية بالمكان نفسه، وذلك فى القرون الأولى، وقام بذلك آباء الكنيسة القدامى. وكانت هذه الابنة الأولى لشجرة العائلة المقدسة الأصلية، وبعدها استهلكت أيضًا، وتم زراعة فرع ثان من السابقة، وكانت هذه المرة هى الابنة الثالثة، وفى عام ٢٠١٢، حدث ميل بالشجرة وأثر ذلك فى السور المحيط بها، وفشلوا فى محاولة علاجها، واعتقد البعض أن هيئة الآثار لديها النية فى قطع الشجرة من مكانها، وتمت معالجة الأمر بوضع بعض الأعمدة الخشبية والدعامات لترتكز عليها وإزالة الزيادات منها، ولم يحدث أبدًا أن حاول أحد إزالة الشجرة من مكانها.
دعوة للاهتمام بالمزار السياحي
وعن انتهاء عمر الأفرع نهائيًا من الشجرة أو توقف إنباتها، قال راعى الكنيسة، إنه سيتم أخذ جزء من أصل الشجرة وإعادة زراعته مرة أخرى، لتكون الجيل الرابع لشجرة مريم. ووجه راعى الكنيسة دعوة للمسئولين للاهتمام بالمزار بشكل يليق بمحتوياته التاريخية قبل أن تكون دينية، سواء بتوسيعه وتطويره، خاصة أن هناك وعودا ترددت من المسئولين بنقل المساكن الشعبية فى محيط المزار، للمدن الجديدة، وتمهيد المكان ليتحول إلى مزار سياحى وساحات خضراء، وأن يوضع مزار الشجرة ضمن خطط وزارة الآثار السياحية لجذب السياح، وأن توضع المطرية على أجندة الحكومة لتطوير الأماكن السياحية.
بانورما للرحلة
يشمل المزار أيضًا داخل أسواره متحفا صغيرا عبارة عن بانوراما، يبدأ فى مدخله بلوحة كبيرة للعائلة المقدسة (يوسف النجار ومريم العذراء والسيد المسيح الطفل)، وهى لفنان كورى زار الشجرة فى وقت ماضٍ، وأهدى اللوحة للكنيسة.
ويضم المتحف خط سير العائلة المقدسة ورحلتها فى مصر بداية من هروبها من فلسطين، وبه «مزود» وهو صخرة، قيل إنها جلس عليها السيد المسيح فى طفولته، وصور الأديرة والكنائس والأماكن التى زارتها العائلة المقدسة خلال رحلتها فى مصر.
الجنود الفرنسيون والشجرة
فى أثناء الحملة الفرنسية على مصر ١٧٩٨-١٨٠١، قيل إن عددا من الجنود الفرنسيين زاروا شجرة العذراء لنوال بركتها، وحاول أحدهم قطع جزء من الشجرة ونقله إلى فرنسا، لكن الشجرة نزفت دمًا - وهذه الرواية أيضًا يُرددها بعض الأهالى المقيمين فى محيط الكنيسة- فتوقف الجنود عن ذلك، وقاموا بحفر أسمائهم على فروعها بسيوفهم، تخليدًا لذكرى وجودهم بهذا المكان الأثري.