الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في الفرق بين الإسلام والإيمان!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• الخلط بين الإسلام والإيمان، بين الدين الذى شرعه الله لكل الأنبياء والرسل وإحدى شرائعه، شريعة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، هو إحدى أهم الأزمات التى تعوق وعينا الدينى، والذى يجب أن تهتم المؤسسة الدينيةبإصلاحها، فغنى عن البيان ما يسببه ذلك من تعصب وعدم إدراك وتكفير لأصحاب الشرائع السماوية الأخرى من مسيحيين ويهود، كما يتسبب فى نرجسية دينية قاتلة لدى قطاع ضخم من المؤمنين بشريعة النبى الخاتم. 
• فلفظة المسلم والمسلمين تعنى وفق المقصود الإلهى (مجموع المؤمنين بالشرائع السماوية كلهم ولا تعنى أبدا وحصرا المؤمنين بشريعة الرسول) 
• قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} الشورى ١٣. 
• وتفسير الآيتين {إن الدين عند الله الإسلام} و{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} على أن الإسلام هو شريعة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يتسبب فى تكفير وتعصب بلا حدود!!
• يقول د. محمد عبدالله دراز، من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عام ١٩٥٨: «إن الإسلام هو الدين الذى أوحى به الله إلى كل الرسل والأنبياء، وأن هذا المعنى تحول فى الاستعمال العرفى إلى معنى آخر هو شريعة محمد وحدها؛ حيث ينبغى التحرز من (الدلالة المقصودة أصلا) إلى (الدلالة المفهومة عرفا)، ويتعين الوقوف عند المعنى (الذى أراده التنزيل) دون تحويله إلى المعني (الذى يريده الناس). ذلك لأن استعمال اللفظ يغير المعنى الوارد فى كتاب الله، والمقصود فى التنزيل الحكيم، فيحدث تغيير فى فهم (كل الآيات) التى ورد فيها اللفظ، كما يحدث تبديل فى الفكر الدينى كله»!!!!!
• قال تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ} الحجرات ١٤، {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الأحزاب ٣٥ 
- ومن كتاب الله نفهم الآتى: 
- أن (المسلمين) هم ليسوا أتباع الرسول فقط، بل كل المؤمنين بالأنبياء والرسل، وأن الإسلام لله يتقدم على الإيمان بالرسل، ويسبقه، وأن الإسلام إيمان بالله، وأن الإيمان هو اتباع لشريعة نبى أو رسول أو تعاليمه وما جاء به، ونفهم من المصحف أيضا (أن الجن وإبراهيم ويعقوب والأسباط ويوسف وسحرة فرعون من أتباع موسى، والحواريين من أتباع عيسى، ونوحا ولوطا كانوا مسلمين، وأن فرعون حين أدركه الغرق نادى بأنه منهم)،
- قال تعالى على لسان الجن: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} الجن ١٤.
- وعلى لسان نوح قال تعالى: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} يونس ٧٢.
- وقال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا} آل عمران ٦٧. 
- وقال تعالى: {وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} البقرة ١٣٢.
- وعلى لسان إبراهيم قال تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ} البقرة ١٢٨.
- وعلى لسان الحواريين قال تعالي: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمران ٥٢. وعلى لسان يوسف: {تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِالصَّالِحِينَ} يوسف ١٠١.
- وعلى لسان فرعون: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} يونس ٩٠. وأن أركان الإسلام (ثلاثة) 
• إن أركان الإسلام هى: الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «قل آمنت بالله ثم استقم»، وأن محرمات الإسلام (عشرة) بدأت من نوح (أول الأنبياء من البشر)، واكتملت قبل سيدنا موسى (عليه الصلاة السلام)، ونزلت مكتملة عليه لأول مرة فى الألواح باسم (الوصايا العشر)، ونزلت على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) باسم الفرقان أو الصراط المستقيم أو الحكمة، وقد جاء فى ثلاث آيات من سورة الأنعام (١٥٣/١٥٢/١٥١)
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٥١) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)}.
-أما أركان الإيمان بشريعة الرسول؛ فهى الشهادة بأن النبى محمد هو رسول الله، والالتزام بشعائر رسالته: الصلوات الخمس، والزكاة، والصوم، والحج، أما محرمات الإيمان بالرسول؛ فهى المحرمات الخمسة التى حرمت حصرا على المؤمنين بالرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهى: 
- محرمات النكاح وعددها (١٤)
- محرمات الطعام والذبح على الأنصاب لغير الله والاستقسام بالأزلام (تشوف قسمتك وبختك) 
- الإثم والبغى بغير الحق 
- الربا 
- أن تقولوا على الله ما لا تعلمون 
• هذا بالإضافة إلى الالتزام ببعض الالتزامات التى تمثل أخلاق المؤمن بشريعة سيدنا محمد حصرًا، بداية من عدم السخرية من الناس، وعدم الطعن فى الآخرين، وعدم التنابز بالألقاب، وتجتنب الكثير من الظن بالآخرين، وعدم التجسس على الآخرين، وتجنب الغيبة والنميمة، والالتزام فى التعاملات المالية مع الناس، ودخول البيوت من أبوابها، وعدم إبطال صدقاتك بالمن والأذى، وإذا تداينت بدين تكتبه وتحضر الشهود، وأن تفى بالعقود التى تبرمها، وألا تسرف أو تقتر، وألا تدخل بيت أحد قبل استئذانه والسلام على أهله، وألا تقول ما لا تفعل، وتُحسن إلى الفقراء والمساكين وابن السبيل والجيران والأقارب، ولا ترمى المحصنات، وملتزم بأداء الأمانات إلى أهلها، وبحفظ الفروج، وأن تحكم بالعدل بين الناس، وألا تبخس الناس أشياءهم، وحريص على غض البصر، وتغطية الجيوب إذا كانت أنثى بالغة، وحريص على رفع الحرج عن الأعمى والمريض، وعدم السكر، وضرب الودع، ولعب القمار، والذبح لغير الله، وألا تسرق، وأن تكتب وصيتك، وتقدم البينة دائما عند توجيه الاتهام للغير، وملتزم بمحرمات الطعام التى جاءت فى شريعة الرسول، وتعمل على إفشاء السلام، ونبذ الحرب، والجنوح للسلم، وملتزم بالقصاص فى القتلى، والكفارة فى القتل الخطأ.
- وفى الإسلام عليك أن تتقى الله (حق تقاته)، أما فى الإيمان بشريعة ما؛ فعليك أن تتقى الله (ما استطعت). 
- ولك كفل بإسلامك وكفل بإيمانك، قال تعالى: 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الحديد ٢٨.