الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد عبده.. الإمام المجدد

الإمام محمد عبده
الإمام محمد عبده
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"كلما زادت الأمة جهلًا زادت تمسكًا بقشور دينها، وكلما زادت نكوصًا واستعمارًا، زاد تجهيلها للغير، وهجومها على كل ما يأتى منه بحكم العداء العام الذى لا انتقاء فيه".. كلمات قليلة معبرة لخصت منهج الإمام محمد عبده، والذى تأثر بشكل واضح بأستاذه الشيخ جمال الدين الأفغانى؛ خاصة أنهما اشتركا معًا فى إصدار مجلة "العروة الوثقى" فى باريس، لتكون حركة تجديدية إسلامية تهدف إلى القضاء على الجمود الفكرى والحضارى الذى أصاب العالم العربى والإسلامى فى وقتها، ليؤسس جمعية سرية تحمل الاسم نفسه.
مولده:
ولد الإمام محمد بن عبده بن حسن خير الله عام 1849 ميلاديا، وسط أسرة كبيرة العدد فى قرية ايالة التابعة لمركزشبراخيت بمحافظة البحيرة، فيما قال عن نشأته في سيرته الذاتية: "تعلَّمت القراءة والكتابة في منزل والدي، ثم انتقلت إلى دار حفظ قرآن، قرأت عليه وحدى جميع القرآن أول مرة، وبعد ذلك حملنى والدى إلى طنطا لأجوِّد القرآن فى المسجد الأحمدى لشهرة قرائه بفنون التجويد، وكان ذلك فى سنة 1862".
تعلمه:
التحق "الأستاذ الإمام" بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية، ليعمل مدرسًا للتاريخ في مدرسة "دار العلوم"، كما اشترك فى ثورة أحمد عرابى ضد الإنجليز، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفى إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، ليعود إلى مصر بعفو من الخديو توفيق، وتم تعيينه قاضيًا بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق، ثم محكمة عابدين، ثم ارتقى إلى منصب مستشار فى محكمة الاستئناف. 
تولَّى محمد عبده منصب مفتى الديار المصرية عام 1899، ليكون أول مفتى مستقل عن منصب شيخ الأزهر حتى عام 1905، وفى الساعة الخامسة مساء يوم 11 يوليو عام 1905 فارق الحياة.
مؤلفاته:
رسالة التوحيد.
تحقيق وشرح "البصائر القصيرية للطوسى".
تحقيق وشرح "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" للجرجانى.
الرد على هانوتو الفرنسى.
الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية (رد به على إرنست رينان سنة 1902م).
تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899م.
شرح نهج البلاغة للإمام على بن أبى طالب
العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغانى.
شرح مقامات بديع الزمان الهمذانى.
وفاته:
توفى الشيخ الإمام بالإسكندرية بعد معاناة مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 57 عامًا، ودفن بالقاهرة. 
طالته العديد من الأقاويل تتهمه بالكفر وتتحدَّث عن صلته بالمحافل الماسونية، بالرغم من أنه سبق عصره بعشرات السنين، وساهم فى تحرير العقل الإنسانى من الجمود الذى أصابه على مر قرون طويلة، من أهم وأبرز دعاة الإصلاح والنهضة فى القرن التاسع عشر، كما ساهم فى تحقيق نهضة فكرية عملت على إعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر، ويعد أشهر من حمل راية الدفاع عن المرأة.
وجه لمحمد عبده عدد كبير من الاتهامات بالعمالة والتواطؤ مع الغرب والاستعمار، بسبب أفكاره المتحررة التى اصطدمت بشكل واضح مع العقول المتحجِّرة فى ذلك الوقت، فاستوقفت فتاوى الإمام التى تتناول فتوى جواز إيداع المال وأخذ الفائدة، وأن النقاب ليس من الدين فى شىء، ذوى الأفق المحدودة الذين لم يروا فيها إلا خروجًا على الدين وهدم للتراث. "إن فكرًا يكون مقيدًا بالعادات مستبدًا للتقليد، لهو فكر ميت لا قيمة له"، كمال قال الشيخ محمد عبده.