رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عادل عبدالرحيم يكتب .. النظرية الشبراوية في فتنة المهلبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحن شعب يعشق اختلاق الأزمات والجري بالمشوار وراء التفاهات .. تلك هي الحقيقة التي تفتق عنها ذهن العبد لله ، مع الاعتذار عن السرقة لعمنا محمود السعدني الله يرحمه ، وخير دليل على هذه التهمة التي أجهر بها وأجري على الله أننا لا نستطيع العيش بدون الثرثرة على خلق الله أو افتعال فضيحة للحديث عنها أو حتى اشعال فتنة لنتبادل وجهات النظر الأفلاطونية حولها .
وحتى لا يكون الحديث في "الفضاء السرمدي" ، وأرجوكم لا يسألني أحد عن معنى السرمدي لأنني حتى الآن لا أعرفه ، فقد تابعت خلال الأيام الماضية تلك الضجة المفتعلة حول تصريحات د. سالم عبد الجليل ، وكيل وزارة الأوقاف السابق ، التي أدلى بها على إحدى الفضائيات حول اعتبار المسيحيين كفار بالإسلام .. والتي للأمانة ختمها بأن نفس القياس ينطبق باعتبار المسلمين كفار بالمسيحية .
وفي واقع الحال فأنا لا أجد أي مبرر لاستنطاق الرجل بهذا الكلام في هذا الوقت تحديداً .. اللهم إلا كنا نعاني من الفراغ الفكري أو اننا لاقينا الدنيا هادية فأبينا إلا أن نشعللها .. أو بمعنى أدق "مش لاقيين حاجة نعملها فنقوم نشعلل الدنيا كده ببؤين حمضانين من اللي بيخلوا الناس تعيش وتستمتع في ملكوت الجدل العبيط" .
فقبل كل شيء فإنه من أوائل البديهيات في الكون أن الله سبحانه وتعالى منذ أن خلق الأرض ومن عليها شاءت إرادته أن يكون هناك تنوع واختلاف بين البشر فلو كان الله يريد أن يجعل الناس كلهم مسلمين لما أنزل التوراة والمسيحية .. ولم يأمر الخالق عز وجل اليهود بقتل المسيحيين الذين كفروا بما أنزل على موسى في التوراة .. ولم يأمر المسيحيين بقتل المسلمين الذين كفروا بالإنجيل المنزل على عيسى بن مريم .. ولم يأمر المسلمين بقتل اليهود أو المسيحيين أو حتى عبدة الأصنام أو النار وذلك على النحو الذي ورد في سورة الكافرون حيث يقول الحق : "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)".
وبدون أي تعصب يا سادة فإذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل .. فكلمة كفر ليست تصريح بفساد الفكر أو فتوى بإهدار الدم .. لكنها تشير إلى عدم إيمان بمبدأ ما .. مثل الكافر بالرأسمالية أو الاشتراكية .. فإثارة الموضوع بهذه الصورة وفي هذا التوقيت هو عين الخطأ والفتنة خصوصاً مع تعمد توظيف "التحبيشة" اللي بالك فيها .. شيخ وكمان أزهري يرتدي جبة وقفطان وكولا يبقى إديني في الهايف وأي كلام هتقوله يا أسطى حلقوله هيمتعنا ويفرفشنا .. واللي مش مصدق يرجع لحلقة توك شو جمعت د. ضياء رشوان ، نقيب الصحفيين الأسبق ، ود. عماد جاد والتي كانت تقريبا حول نفس ذات المعنى لكن بما أنهما لا يرتديان الزي المستفز للكثيرين .. مرت الحلقة بسلام وبدون أي اتهامات بالإرهاب أو التحريض على القتل .
وبعدين يا اخواننا والله العظيم الدنيا مش كده خالص .. أنا عن نفسي أعتز وأفتخر أنني من أبناء جمهورية شبرا العظمى وهي بالمناسبة صورة مصغرة لمصر .. وهي أيضاً لمن لا يعرفها كانت تسمى "أرض المعارك" .. فلما كانت بتدق خناقة أو "عاركة" ، بالمعنى الشعبي ، في الشارع بتاعنا مع صديق عمري جورج .. كنا بنسبق ولاد عمه بل وأخوته في الوقوف معه ضد كل معتد وضد كل غازي لحتننا .. ونضرب اللي جايين يهجموا على جورج من الشارع اللي ورانا ، وللأمانة برضه كنا بننضرب معاه أو حتى بالنيابة عنه .. لأنه ابن حتتنا .. وهو جورج ذات نفسه اللي مارضيش ياخد جنيه واحد .. بل أنه والله العظيم كان بيشتري البويات على حسابه علشان يجاملني في دهان شقة أختي .. ومامته الله يرحمها هي اللي أهدتنا صاج فراخ يوم فرح أختي .. والله العظيم يا جماعة هي دي مصر الحقيقية سيبكم من كل الهري اللي بيتقال .