الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بن لادن.. أسرار ما قبل "الرصاصة الأخيرة"

روايات متضاربة.. ومصير غامض

بن لادن
بن لادن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة وضرب مقر برج التجارة العالمى شنت أمريكا الحرب على أفغانستان من أجل إرهابى القاعدة أسامة بن لادن الذى اتهمته بأنه وراء هذه التفجيرات، وبعدها شنت الولايات المتحدة حربًا على العراق.
فى مايو 2011 أعلنت أمريكا تصفية بن لادن فى غارة لقواتها، وقالت إنها رصدت لشخص يدعى «الكويتى» يقول لشخص آخر فى مطلعها: «أنا رجعت إلى الجماعة من جديد»، وتلك كانت هى الكلمة التى قادت الفريق الأمريكى إلى رصده ومتابعته لمدة 20 يوما، يخرج يقطع عشرات الكيلومترات ليتحدث فى الهاتف ويدخل كافيهات الإنترنت ويرسل رسائل إلى أشخاص قريبين من القاعدة.
وكشفت وثائق استخباراتية أمريكية، أن فريقا تدرب على الغارة على المجمع السكنى الذى قتل فيه بن لادن، وأنه تم بناء نسخة طبق الأصل وبالحجم الطبيعى الدقيق للمجمع الداخلى مع الجدران المنقولة، وبدأ الفريق الذى سيطر الأدميرال مكرافن على قيادته فى التدريب على أى مخاطر قد يتعرض لها. رعب أمريكا من بن لادن ظل مستمرًا حتى بعد أن قتلته، فصرح أوباما أنه اتخذ قرارًا بإلقاء جثة بن لادن فى البحر من على ظهر حاملة الطائرات «يو إس إس كارل فينسون» فى شمال بحر العرب، وأشار إلى أنه أكد إجراء غسل للجثمان قريب من الطقوس الإسلامية من على حاملة الطائرات وإلقاءه فى البحر لكى لا يتحول قبره إلى مزار دينى أو سياحى. البعض يرى أن الرواية الأمريكية كاذبة، خصوصا أن حلم أمريكا كان أسر بن لادن لتتاجر بالقضية أمام العالم، خصوصا أنها تعلم أن بن لادن ليس صيدًا سهلًا.. وما زالت الروايات الأمريكية المختلفة حول بن لادن تتوالى وآخرها كتاب يرصد حياة بن لادن من القتال إلى التصفية الذى ألفه جندى فى البحرية الأمريكية.

كتاب جديد لجندى بـ «البحرية الأمريكية» يكشف: 
تفاصيل الساعات الحاسمة فى عملية صيد «زعيم الإرهاب»
المخابرات الأمريكية رصدت مسئول الاتصال بـ «زعيم القاعدة»..  مروحية تحطمت فى العملية.. وجندى أطلق الرصاص على «بن لادن» فى غرفة النوم.. العملية استغرقت 30 دقيقة.. و«جورانيمو» الاسم الحركى لزعيم القاعدة فى CIA. 
كشف روبرت أونيل الجندى السابق فى القوات البحرية الأمريكية، تفاصيل جديدة حول مقتل زعيم تنظيم القاعدة، وذلك فى كتاب جديد بعنوان The Operator، يروى أونيل أنه كان يسير خلف رفاقه فى فريق SEAL أثناء تفتيش المجمع السكنى لبن لادن المكون من ٣ طوابق، وعند صعودهم إلى الطابق العلوى، بدأ تبادل إطلاق نار عنيف بينهم، وبين خالد نجل بن لادن، الذى كان يحمل رشاشًا من طراز «AK-٤٧»، بعدها صعد أونيل بصحبة رجل الاستطلاع فى الفريق إلى الطابق الثالث، وبعد أن اقتحما غرفة نوم بن لادن، أجهز رجل الاستطلاع على سيدتين، ظنًا منه أنهما ترتديان قمصانًا انتحارية، فيما أطلق أونيل النار على مؤسس تنظيم القاعدة.
ووفقًا لصحيفة نيويورك ديلى نيوز الأمريكية، ذكر أونيل، أنه فى أقل من ثانية واحدة صوَّب سلاحه فوق كتف المرأة اليمنى، وسحب الزناد مرتين، بعدها انقسم رأس بن لادن إلى شقين، وسقط قتيلًا، كما سدَّد رصاصة أخرى إلى رأسه احتياطيًا للتأكد من موته.
يذكر الكتاب أن أعضاء الفريق كانوا يحاولون ضم شقى رأس بن لادن معًا ليلتقطوا الصور، ولم يكن ذلك آخر تشويه نالته جثة بن لادن ـ وفقًا لتقرير نشره الصحفى جاك ميرفى عبر موقع SOFREP المتخصص فى أخبار العمليات الخاصة.
وعن تبرير عدم التقاط الصور لجثمان أسامة بن لادن، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إنها لم تتمكن من العثور على أى صور أو مقاطع فيديو تخص هذا الحدث، وفقًا لرسائل إلكترونية حصلت عليها وكالة أنباء أسوشيتد بريس عام ٢٠١٢.
وبحسب الكتاب، فبعد عودة جثمان بن لادن إلى أفغانستان من أجل المطابقة الكاملة، نُقل إلى سفينة البحرية الأمريكية كارل فينسون CVN-٧٠ لدفنه فى البحر، وفى الثانى من مايو ٢٠١١، فى منطقة ما ببحر العرب، قرأ ضابط من الجيش الأمريكى نصوصًا دينية معدة مسبقًا، ثم ألقوا جثة بن لادن فى البحر. وفى الذكرى الأخيرة لاغتيال أسامة بن لادن، كشف جهاز الاستخبارات الأمريكى، معلومات تتطابق إلى حد كبير مع ما ذكره الجندى الأمريكى أونيل فى كتابه The Operator، حيث ذكرت الوثائق التى نشرها موقع جهاز الاستخبارات الأمريكى، أن جورانيمو هو الاسم المستعار داخل أروقة المخابرات الأمريكية لبن لادن الذى حيرهم لمدة تزيد علي ١٠ سنوات منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر حتى تاريخ التخلص منه، كانوا يتصورون أنه فى ايران أو فى أفغانستان. 
بداية القصة 
فى الساعات الأولى من صباح يوم ٢ مايو ٢٠١١ شن سلاح الجو الأمريكى غارة عسكرية أمريكية على مجمع القيادة قتلت فيه أسامة بن لادن، المطلوب الأول لدى أمريكا، كان نجاح البعثة تتويجًا لسنوات عديدة من العمليات الاستخباراتية المعقدة والشاملة والمتقدمة للغاية والتحليلات بقيادة وكالة المخابرات المركزية، وبدعم من الشركاء فى مجتمع الاستخبارات. كانوا فى انتظار أن يوقعوا بالقاعدة أى خطأ يقع فيه أى عضو من التنظيم، فيستغله رجال العمليات فلا بد من إرسال رسائل أو قبول مكالمات هاتفية أو يعقدون جلسات حوارية وهذا ما يفعله البشر وهذا ما سيكون خيط البداية. 
انتظر جهاز الاستخبارات الأمريكية وبدأ يرصد جميع الشبكات والتليفونات المحمولة وخطوط الإنترنت الموجودة فى أفغانستان وباكستان وبعض دول المواجهة معهم وتعقب الوسطاء ومن يحمون بن لادن وأعوانه وكان هو الهدف أو أى من الأفراد المتصلين بالقاعدة. 
«الكويتي» ـ الخيط الأول 
فى أواخر عام ٢٠١٠، توصلت المخابرات الأمريكية بعد عمليات الرصد والمتابعة إلى مجمع فى أبوت آباد، فى مقاطعة بلدة بختون خوا الباكستانى (مقاطعة بالحدود الشمالية الغربية)، تبعد حوالى ٣٥ ميلًا إلى الشمال من العاصمة الباكستانية إسلام آباد. 
كان السبب المباشر مكالمة رصدت لشخص يدعى الكويتى يقول لشخص آخر فى مطلعها «أنا رجعت إلى الجماعة من جديد»، تلك الكلمة المفتاحية هى التي قادت فريق الرصد الأمريكى إلى رصده ومتابعته عبر ٢٠ يومًا يخرج يقطع عشرات الكيلو مترات، ليتحدث فى الهاتف ويدخل كافيهات الإنترنت ويرسل رسائل لأشخاص قريبين من القاعدة. 
«أبوت آباد» والمجمع السكنى 
جرى رصد الكويتى وتبين أنه يذهب إلى مجمع سكنى غريب الأطوار، له ملامح الحيطة الأمنية غير العادية بالمنطقة، جدران عالية تعلوها أسلاك شائكة وبوابات الدخول مزدوجة، والنوافذ معتمة، لا إنترنت أو هواتف اتصالات واضحة، أصحابه يحرقون كل القمامة بدلا من جمعها، إضافة إلى أن أصحاب المجمع السكنى اثنان شقيقان لم يظهر لديهما دخل أو عمل من شأنه أن يسمح لهما بتحمل مثل هذه الإقامة الكبيرة، هذا جنبا إلى جنب مع علامات أخرى قادت الاستخبارات وفريق الرصد إلى ما قد يكون هذا المكان يستخدم لإخفاء بن لادن. 
بدأ فريق الاستخبارات الأمريكية على الأراضى الباكستانية فى أبوت آباد يرصد هذه الملامح، منها أن الأطفال عندما يلعبون الكرة بجانب المجمع السكنى وتسقط داخله يقومون على الفور بالطرق على الأبواب فيعطيهم صاحب السكن مقابلًا ماديًا للكرة ويعتقد أنه يتخلص منها بالإلقاء فى النار نتيجة لعدم وجود أى أجهزة تنصت بها. 
بدأ التدريب للاغتيال 
كشفت وثائق الاستخبارات الأمريكية، أن فريقًا تدرب على الغارة على المجمع السكنى، وتم بناء نسخة طبق الأصل وبالحجم الطبيعى الدقيق للمجمع الداخلى مع الجدران المنقولة وبدأ الفريق الذى تولاه الأدميرال مكرافن قيادة العملية والاستعداد لأى مخاطر داخلية قد تواجههم.
العملية إذًا علم بها الرئيس الأمريكى بارك أوباما فى ٢٩ إبريل، وتم تحديد العملية على أن تستغرق ٣٠ دقيقة، كانت هى غارة من قبل فريق صغير من قوات العمليات الخاصة بالبحرية الأمريكية تم اختيارها بعناية شديدة وفى سرية تامة للحد من الأضرار الجانبية، التى قد تحدث لغير المقاتلين فى المجمع أو إلى المدنيين الباكستانيين فى حى أبوت آباد، وبعد التأكد من هوية شخص يسير فى حديقة المجمع السكنى بمفرده بعد العصر.
كان الفريق متحيرًا من هذا الشخص خاصة أن ملامحه كانت غير واضحة لهم فى البداية، وبعد عرض الصور وتشريحها وتحليلها وجد أن الشخص من خلال طول يقترب من ١٩٠ سنتيمترًا بتحليل زاوية الظل له ومقارنتها بطوله الحقيقى لبن لادن تأكد لديهم أنه هو بن لادن المطلوب.
وعلى الفور وصلت مروحيتان فى مجمع أبوت آباد يوم ٢ مايو، وبمجرد أن حطت رحالها انفجرت وتحطمت واحدة، ولكن استمر الهجوم من دون تأخير، وتم الاقتحام وقتل الكويتى وشقيقه وتم الصعود إلى الطابق الثالث. 
ليلة مقتل بن لادن 
عثر على بن لادن فى إحدى غرف المبنى وقتل فى غضون ٩ دقائق، وفى أعقاب ذلك، تم وضع جثمانه فى أكياس مغلفة ونقله إلى المروحية الثانية. تم البحث مباشرة على أى وثائق تفيد المحللين فى الاستخبارات الأمريكية CIA، فأى ورقة أو شفرة أو جهاز هاتف أو كمبيوتر سيكون كنزًا استراتيجيًا فى هذه الحالة وبالفعل عثر الفريق على كنزهم الدفين، هارد مخفى فى مكتبة قديمة، تم تحليله وفك الشفرة ومعرفة خطط القاعدة وما كان يفكر فيه أسامة بن لادن فى السنوات القادمة، والغريب أن كل وثائق أبوت آباد أفصحت عنها وكالة الاستخبارات الأمريكية، والأغرب أن القاعدة اعترفت بها وقالت إنها وثائق شيخهم فى كتاب تم نشره وأسمته «مجموع رسائل وتوجيهات أسامة بن لادن». 
الجثمان فى عرض البحر 
كان الرئيس الأمريكي بارك أوباما يتابع العملية، وقبل تحليل DNA أعلن مقتل بن لادن فى عملية لفريق من البحرية الأمريكية بالتعاون مع شركاء الجيش الأمريكي فى إسلام آباد. هكذا يقول أوباما وهكذا تصرح الوثائق، اتخذ قرارًا بإلقاء جثة بن لادن فى البحر من على ظهر حاملة الطائرات «يو إس إس ـ كارل فينسون» فى شمال بحر العرب، وعمل غسل للجثمان قريب من الطقوس الإسلامية من على حاملة الطائرات وتم إلقاؤه فى البحر لكى لا يتحول قبره إلى مزار دينى أو سياحى. 
«القاعدة» تنفى الرواية الأمريكية
للعملية وجهة نظر أخرى أفصحت عنها وثيقة تنظيم القاعدة. وجاء فى نص الوثيقة التى حملت عنوان «الدجل الأمريكي وميزان العقل فى عملية مقتل الشيخ أسامة بن لادن»، الذى كتبه شخص أطلق على نفسه تلميذ أسامة بن لادن عابر سبيل سابقا. 
قالت الرواية: هل تراعى أمريكا مشاعر أحد حين يكون نصرا مظفرا؟، أكيد لا فلم يمنعها من نشر تفجيرات هيروشيما وناجازاكى، لن تنشر صور الشيخ لأنها ببساطة لا تملكها، من السذاجة أن يصدق الناس أن مجاهدا خاض أغلب حياته فى الساحات والمطاردات يستسلم بخنوع لقوات نزلت بمروحية حربية بضجة صارخة ولا يدافع عن نفسه.
وتابع: بغض النظر عن الرواية التى نعرفها، التى هى الأقرب للعقل، هل يصدق أحد أن جنديًا أمريكيًا يفرغ مائة رصاصة فى رأس الشيخ بكل راحته والشيخ ينتظره؟ ‏فليصدقه الأمريكان فهم قوم أكشنات وهوليوود، لكن المسلمين، أى عقول نحمل إن صدقنا أن كل الضجة التى أحدثت فى البيت وسقوط الطائرة لم توقظ الشيخ؟ يستكمل تلميذ بن لادن روايته فيقول: «لم يجد الأمريكان من تفسير لسقوط الطائرة إلا بوجود خلل، تخيلوا معى خلل فى طائرة أمريكية تذهب لأهم وأعظم عملية فى حياة فريق القوات الخاصة؟ استغفال!
وأضاف: طائرة عسكرية بحجم التى رأيناها تسقط أرضًا ويبقى أسامة فى غرفة نومه ينتظر فريق الأبطال ليفرغوا فيه ١٠٠ رصاصة، لا تنفع قصة خرافية كيف بحقيقة؟ بن لادن كان يدرك تماما أن المواجهة مع الأمريكان ستحين فى يوم ما وقد تجهز لها واستعد، لهذا جعل منزله بمثابة محطة أخيرة كأنه يودع!
وتابع: كل هذه السنوات مرت بهدوء والشيخ يتابع وضع أمته من أرض لم يخطر على قلب بشر أنه عليها، أليس هذا إنجازًا عبقريًا آخر، يحطم أسطورة استخبارات أمريكا؟. ‏الطريقة التى بنى بها الشيخ منزله والتحصينات التى هندسها، تدل على أنه كان يدرك أن معركة ستقع فى هذه المحطة الأخيرة، فكان ما تجهز له وأبصره. وأكمل: إذًا، الأمريكان بوصولهم متأخرين للشيخ أصلًا قدموا دليلًا على ضعفهم وضعف استخباراتهم التى يعبدونها من دون الله، وهذه أول الإنجازات، ‏وصل الأمريكان بقوات خاصة هى الألمع فى العسكرية الأمريكية، فماذا كانت المفاجأة، من تفاجأ أولًا، الشيخ أم الأمريكان الذين أفجعهم تحطم طائرتهم؟ وأوضح: ‏هل كان فريق العباقرة الأمريكان ينتظر أن تتحطم مروحيتهم الثمينة فى بيت الشيخ أسامة؟، بكل تأكيد كانت صدمة ولهذا رقعوها بخلل تقنى ولكن الطائرة وقعت بفعل صاروخ. ‏وقال: الحقيقة أن الطائرة أسقطت وهذا الأرجح، فقد كان فى بيت الشيخ أسلحة والرواية التى وصلتنا أن أحد الإخوة فى البيت وجه إليها صاروخًا فأوقعها من فورها. الحقيقة الثانية أن الشيخ لم يكن ينتظر فى غرفته ليستسلم لرصاصات الأمريكى الذى طالما أفتى بقتله وجمع لحربه، بل تجهز بحزام ناسف أعده مسبقًا. والرواية التى أعرفها أن الشيخ فجر نفسه «نحسبه»، ولم يصلوا إليه إلا وقد تطاير جسده، فلم يجدوا من بد لإخفاء مفاجأتهم إلا زعم رواية مهترئة لا تُعقل.
حزام ناسف ‏
وأردف: لا يمكن أن يمكث قائد مثل الشيخ أسامة بدون حزام ناسف، الشيخ هو رأس التنظيم وأسره مصيبة عظيمة، ولم تكن أمريكا لتقتله حينها بل تصيبه لتأسره. ‏يكفى رصاصة فى قدمه ليسقط، وتلقى القبض عليه لتهرع قنوات العالم فى تصوير أعظم إنجاز ينتظره الأمريكان، ولكن لم يكن الشيخ أسامة بساذج ففوتها عليهم، ‏وما يؤكد أنه حزام ناسف، أنهم لم يجدوا من تبرير عقلانى واحد لإخفاء جثته، فحتى لو ضربوه فى الرأس بمائة رصاصة يمكنهم تصوير جسده كما صوروا الإخوة!
فى الذكرى السادسة لإعلان مقتله
«داعش»: بن لادن مسجون فى أمريكا.. وتصفيته «تمثيلية»
مواقع إرهابية ترجح عدم مقتل زعيم تنظيم القاعدة وتؤكد تضارب الروايات الأمريكية حول سيناريو تصفيته
فى الذكرى السادسة لمقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابى، رفض تنظيم داعش الإرهابى الاعتراف بمقتل زعيم القاعدة بشكل رسمى حتى الآن، على الرغم من تأكيد «القاعدة» نفسها وفاة زعيمها ومؤسسها.
وشهد موقع المنبر الإعلامى الجهادى المقرب من داعش، تأكيدات من قيادات التنظيم بأن «أسامة بن لادن» لا يزال على قيد الحياة ولم يُقتل كما ردد تنظيم القاعدة والولايات المتحدة الأمريكية، مستدلين على ذلك بعدم وجود ولو صورة واحدة لـ«بن لادن» بعد مقتله، رغم أن واشنطن تكلفت مليارات الدولارات من أجل الحصول على رأسه وكسر شوكة الإرهاب فى العالم، وتأكد الإدارة الأمريكية من أن إخراج صورة له بعد قتله ستكون ضربة قوية لتلك التنظيمات.
وأكدت العناصر الداعشية عبر هذا الموقع السرى، أن مقتل بن لادن ما هو إلا سيناريو أمريكى مخطط له لتهدئة الجماعات والتنظيمات المسلحة ومنعهم من تنفيذ أى عمليات كبرى فى الولايات المتحدة وأوروبا لاستعادته، إلا أنه فى الحقيقة يعيش حاليا داخل أحد السجون الأمريكية شديدة الحراسة، ويتم استجوابه والحصول منه على المعلومات الكافية التى يستطيع من خلالها الأمن الأمريكى التعامل مع القاعدة واستراتيجياتها العسكرية، بدليل نجاح أمريكا فى توجيه ضربات كبرى للقاعدة فى العراق وسوريا وفى أفغانستان أيضا، مما أدى إلى إضعاف التنظيم بشدة.
وكالة الأنباء الداعشية المعروفة باسم «حق» شنت هى الأخرى هجوما شرسا على قاتل بن لادن، الجندى الأمريكى الشهير روبرت أونيل، وخاصة بعد إعلانه إصدار كتاب يتحدث عن تفاصيل عملية تصفيته بعد كشف مقر اختبائه.
وأكدت الوكالة الداعشية وجود تضارب كبير جدا فى القصص التى تتناول مقتل أسامة بن لادن، مما يؤكد أن هناك سرًا كبيرًا وراء هذا الأمر على الأرجح هو عدم مقتل بن لادن من الأساس، ووجوده حاليا فى أحد السجون الأمريكية شديدة الحراسة.
من جانبه، أكد هشام غنيم الجهادى السابق والباحث فى شئون الإسلام السياسى، أن مسألة مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى فى مايو ٢٠١١ أمر مشكوك فيه بسبب عدم وجود ولو مستند رسمى واحد أخرجته الحكومة الأمريكية تؤكد بالفعل قيامها بتصفية أحد أخطر قيادات الإرهاب. وأوضح غنيم، فى تصريحاته الخاصة لـ«البوابة»، أن هذا الغموض المحيط بمقتل زعيم تنظيم القاعدة يشير إلى وجود سر كبير حول عملية التصفية، مرجحا رواية داعش بأن بن لادن لا يزال حيا.
مشددا فى الوقت ذاته على أنه ليس شرطًا أن يكون موجودا حاليا داخل أحد السجون الأمريكية، بل من الممكن جدا أن يكون لا يزال مختبئًا فى الجبال والكهوف التى يختبئ فيها تنظيم القاعدة الإرهابى، وأن يكون من قتل هو شبيه من أشباهه من رجال القاعدة الذى كان يجهزهم ويستخدمهم كتنويه للتغطية على تنقلاته فى العالم العربى. واختتم هشام غنيم تصريحاته، مؤكدا أن تنظيم القاعدة الإرهابى يمر بمرحلة انهيار منذ اختفاء بن لادن، سواء بوفاته فعليا أو قراره بالاختفاء حتى تسمح له الظروف بالظهور من جديد، مؤكدا أن عودة بن لادن للمشهد الجهادى بأى شكل من الأشكال ستكون كارثة محدقة بالعالم بأسره، حيث إنه يستطيع تجميع الإرهابيين من شتى أنحاء العالم خلف راية واحدة بقيادته، وسيكون بذلك أكبر تهديد يواجه العالم، متمنيا أن يكون مات بالفعل، وليس حيا كما يردد بعض الجهاديين والدواعش.
شهد موقع المنبر الإعلامى الجهادى المقرب من داعش، تأكيدات من قيادات التنظيم بأن «أسامة بن لادن» لا يزال على قيد الحياة ولم يُقتل كما ردد تنظيم القاعدة والولايات المتحدة الأمريكية
أفرج عنها «فلاج ميلر»
14 شريطًا تكشف خبايا «القاعدة»
«بن لادن» يدعو لمقاطعة المنتجات الأمريكية.. ويشبه معسكراتهم فى السعودية بجيش «أبرهة»..  زعيم القاعدة يقتبس من كلمات «غاندي».. ويتعلم «الإنجليزية»
أفرج الباحث الأمريكى «فلاج ميلر»، أستاذ الأدب والثقافة العربية فى جامعة «كاليفورنيا» عن ١٤ شريطا من جملة ١٥٠٠ شريط لأسامة بن لادن الذى يعد أضخم أرشيف تم العثور عليه مؤخرا لتنظيم القاعدة الإرهابى فى أفغانستان. 
وكانت بداية القصة هو عثور عائلة أفغانية فى منزل بسيط على مقربة من قندهار بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان عام ٢٠٠١ على كنزٍ غير متوقَّع لبن لادن، ضم ١٥٠٠ شريط كاسيت تُمثِّل مكتبة «القاعدة» الصوتية، وساومت عائلة أفغانية مصوِّر لشبكة «سى إن إن» عليها، ونقلها المصور على الفور لجامعة «ويليامز كوليدج» فى الولايات المُتحدة الأمريكية، تلك الجامعة التى تُدير مشروعًا معنيًا بالحفاظ على التراث الثقافى الأفغانى (Afghan Media Project) وأسندت الجامعة تحليل مضمون هذه الشرائط وأرشفتها إلى البروفيسور «فلاج ميلر». 
واعتكف البروفيسور ميلر على الفور وأخرج كتابًا أسماه «الزاهد المتهور» أو الزاهد الجريء Audacious Ascetic حلل فيه الأشرطة، لكن الجديد أنه وضع بين أيدى الباحثين فى مجال الإسلام السياسى عدد ١٤ شريطا من هذه الأشرطة، ما سمح به للاطلاع علي حوالي ١٥٠٠ شريط للقاعدة وكانت بها عدة مفاجآت مهمة. 
تأسيس القاعدة فى «خراسان» 
ففى الشريط الأول خطاب لأسامة بن لادن فى أغسطس ١٩٩٦ يحمل رقم ٥٠٦، كان فى جبال هندوكوش، بأفغانستان تحدث فيه عما أسماه عدوان التحالف اليهودى الصليبي، وتنحية الشريعة واحتلال بلاد الحرمين، وتناول قضايا قتل واعتقال شيوخ الإرهاب مثل عبدالله عمر، وعمر عبدالرحمن، ويحيى اليحيي، وإبراهيم الزبيان، والعمل على فك أسرهم من التحالف اليهودى الصليبى. وأعلن بن لادن فى هذا الشريط تأسيس قاعدة خراسان فوق جبال الهندوكوش، وبداية التدريب هناك لشن حملات ضد ما أسماه التحالف الصليبى على العالم الإسلامى.
ضرب التحالف 
الشريط الثانى كان عبارة عن خطاب أسامة بن لادن فى منتصف عام ٢٠٠٠ بعنوان «وجود الصليبيين ـ الاحتلال اليهودى فى قلب العالم الإسلامي»، موقع الخطبة غير معروف، والشريط يحمل رقم ٥٠٠.
وتحدث بن لادن عن نواقض الإسلام العشرة وفصل فى الناقض الثامن وهو مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، ومنها الحكم بما أنزل الله والثورة على حكام العرب العملاء لأمريكا على حد وصفه. فجهاد الأمريكان شريطة الإيمان واستند لكتاب الإيمان لابن تيمية وشرح فيه نواقض الإسلام ورسالة محمد آل الشيخ عن القوانين الوضعية. 
من تعلم لغة قوم أمن مكرهم 
هي مجموعة صوتيات تشمل دروسًا فى اللغة الإنجليزية كلغة ثانية لغير الناطقين بها، وقد أنتجت الأشرطة من قبل هاينل وهينل ناشرين فى منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، تثبت أن بن لادن كان يدرس اللغة الإنجليزية بعناية، ومن الواضح وجود كتاب كان يقوم بالرجوع إليه. 
تأسيس مأسدة الأنصار 
خطاب لأسامة بن لادن يرجح أنه فى المملكة العربية السعودية، لأنه يدعو فيه العرب للتوجه لأفغانستان لقتال السوفييت، وفيه ثناء على لجنة الإغاثة الإنسانية السعودية التى كان يشرف عليها الأمير سلمان بن عبد العزيز بقوله: لجنة الإغاثة الإنسانية جزاها الله خيرا. 
ويقص بن لادن تجربة أفغانستان فى مأسدة الأنصار فى أفغانستان وبدايات معسكرات الجهاد ضد أفغانستان، وكيف يخاف الروس من مكان هذه المأسدة. 
حوار مع جن فى أفغانستان 
وهو شريط يحمل حوارًا عربيًا انضم لمعسكرات الجهاد فى أفغانستان، ويبدو أن الشخص كان ممسوسًا من الجن، والأمر يتعلق بإخراج الجن من جسده. 
الواقع المعاصر 
وهو شريط سجل أواخر الصيف ١٩٨٩ فى المملكة العربية السعودية، ويحمل رقم ٥٠٧ مع مقتطفات ختامية من الأرقام. ٥٠٤ و٤٩٣.
ردة حكام الحرمين 
يشرح فيه مخاطر الجهاد وردة حكام بلاد الحرمين، وهى خطبة فى أوائل عام ١٩٩٣ ربما كانت فى اليمن، لأنه فى ذلك الوقت كان فى اليمن وهو الشريط رقم ٤٩٨، واستطرد بن لادن فى شرح خطورة احتلال بلاد الحرمين على حد وصفه، رغم أنه قبلها بعدة أعوام أثنى على هيئة الإغاثة الإنسانية فى السعودية ودورها فى الجهاد الأفغانى. 
فلسطين واقتباسات غاندى 
خطاب لأسامة بن لادن، ذكر فيه أنه على ساحل البحر بالقرب من جدة، تحدث فيه عن واجب المجاهدين بشأن فلسطين، وهذه الخطبة اقتبس فيها بن لادن كثيرًا من العبارات من الزعيم الهندى غاندي.
معسكرات الجهاد الأفغانى 
وهو مجموعة من المحادثات بين العناصر الإرهابية فى مطبخ معسكر تدريب عربى أفغاني، تسجيل من مطبخ شخص يدعى أبوعبدالرحمن فى حوار مع حمزة اليمني. 
فتوى مقاطعة البضائع الأمريكية 
فتوى لمقاطعة البضائع الأمريكية، باعتبار أن ثمن هذه البضائع يتحول إلى رصاص يوجه لصدور المسلمين، فى أرض الحرمين الشريفين وفى أماكن أخرى، وقال بن لادن: نشترى السلع الأمريكية، ونعزز اقتصادها بينما نزيد من فقرنا وضعفنا بسب انهيار اقتصادنا. 
ذكرى دخول التحالف جزيرة العرب 
هى خطبة لبن لادن فى مايو ١٩٩٨ فى معسكر تدريب خارج قندهار، بمناسبة مرور ٨ أعوام على دخول التحالف الغربى جزيرة العرب، وقال بن لادن: «شهدت شبه الجزيرة العربية دخول أكثر من ٧٦٠ ألف أمريكي، وتبعهم جنود بريطانيون وفرنسيون وجنسيات أخرى، التى لم يعرف تاريخها أبدا علامة التقديم أو الاستسلام للمسيحيين الغربيين، من أى وقت مضى». وقص بن لادن، قصة عام الفيل باعتبارها الاستثناء الوحيد الذى حاول فيه مسيحيون دخول مكة، قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقارن بن لادن، بين جيش أبرهة، والمعسكرات الأمريكية فى السعودية محرضًا الشباب العربى على ضرب مقدرات الولايات المتحدة الأمريكية فى السعودية. 
حوار تحذيرى من الصحفيين الغربيين 
محادثة فى أوائل مايو ١٩٩٨ يحذر فيها مقاتلون فى القاعدة من تتبع أجهزة المخابرات الغربية لزعيم التنظيم، واختراق مجموعة صحفيين غربيين للمقاتلين. المحادثة دارت بين ٣ أشخاص، هم سليم حمدان وناصر البحرى وخالد الماسة، بالقرب من معسكر الفاروق للتدريب فى منطقة خوست، بأفغانستان، وهذا المعسكر كان من أقدم المعسكرات الذى أنشأتها القاعدة فى أفغانستان.