الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سرنجات الهوا.. أحدث أنواع المزاج في سوق المخدرات.. تُعطى بالحقن في الوريد وأحيانًا في مناطق حساسة بالجسم والمكونات مية وبودرة هيروين.. خبراء: تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى الوفاة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل يوم خطر يواجه الشباب في سوق المخدِّرات، أحدث المخاطر سرنجات الهوا القاتلة تُعطى بالحقن في الوريد، وأحيانًا في مناطق حساسة بالجسم، والمكونات مية وبودرة مخدر مثل الهيروين مع قليل من الهواء الذي يتاح في السرنجة، خبراء أكدوا أنها: تؤثر على الجهاز العصبي، وقد تؤدي إلى الوفاة. 



اعتاد "س" على شراء حقن الإمتركس بشكل منتظم كل يوم أو يومين على الأكثر من صيدلية الدكتور أحمد الواقعة بمدينة الفيوم، حتى شك الصيدلى فى ذلك، وعندما سأله ما سبب تكرارك شراء تلك الحقنة، راوغ في الرد عليه فى المرة الأولى قائلًا: "أعمل سائقًا على سيارة نقل ثقيل وأسافر كثيرًا فأشعر بدوار ودوخة وإحساس بالقيء فآخذها".
لكن "س" امتنع عن شراء تلك الحقنة من الدكتور أحمد وبدأ بشرائها من صيدلية أخرى، وعندما علم الدكتور أحمد ذلك شكّ فى الأمر وبدأ بتتبُّع هذا الشخص وذهب خلفه إلى صيدلية أخرى حتى يعرف سبب شرائه لها بانتظام، وأكد له هذا الشخص أنه عندما يحقنها فى جسده يشعر بالنشوة والسعادة والفرح، وقد تعوَّد عليها بعد أن وجد أصدقاء له يداومون عليها.

وحقن الإمتركس، بحسب الدكتور على عبدالله، مدير مركز البحوث والدراسات الدوائية والإحصاء، تعالج القيء والتى تُحقن عبر الوريد تتسبب فى الإدمان ويلجأ لها بعض الأشخاص المدمنين ويقومون فى بعض الأوقات بخلطها ببعض المواد المخدِّرة كالهيروين أو مشتقات الأفيون، مضيفًا أن المدمن يلجأ لأخذ أكثر من حقنة من الأمتركس فى أوقات مختلفة، حتى تسبِّب له نوعًا من الهلوسة والتوَهان والإحساس بالنشوة، وهذا يستمر لقرابة من 30 إلى 180 دقيقة، ثم يتحول إلى اكتئاب وحزن وقلق فيضطر إلى أخذ حقنة أخرى، وهكذا وقد تسبب هذه الحقن وفاة المدمن؛ لأنه يلجأ لاستخدام جرعات كبيرة منها والتى تؤثر على مراكز معينة بالمخ فتسبب له الوفاة.
وأضاف عبدالله أن حقنة الإمتركس تتركب من مادة تسمى السيكليزين Cyclizine وتركيز الحقنة 50 مللجرام، وهذه الحقن موجودة فى الصيدليات بشكل عادى وغير مُدرجة بجدول المخدِّرات، ويصل سعرها إلى 8 جنيهات للأمبول الواحد، موضحًا أنه من المفترض أنه عندما يكتبها الأطباء للمرضى أن يكون حذرًا لأنه قد يحدث الإدمان من المرة الأولى للمرضى الذين لديهم استعداد للإدمان، وبعد انتهاء مفعول الحقنة يتحول إلى اكتئاب وارتباك تلعثم فى الكلام وألم فى الصدر وترنُّح ونوبات تشنجية وقد يفقد المتعاطي حياته فى إحدى هذه النوبات.
وأوضح أن الأمتركس تستخدم فى علاج منع القيء بعد العمليات الجراحية، مضيفًا أن هناك منتجات أخرى يساء استخدامها فى التعاطي والإدمان كدواء الثيرونون ودواء رويسان باسط للعضلات ودواء ثيرونول وأدوية منومات ومهدئات أخرى تنتجها شركة مصرية، مؤكدًا أن هناك إحصائية عالمية تؤكد أن 1 من بين 25 من الشباب المراهق من عُمر 12 إلى 17 سنة يتعاطون أدوية الكحة التى تشرب ويدمنوها وقد يزيد الرقم على ذلك فى مصر بكثير لزيادة نسبة التعاطي بمصر.
وأكد مدير مركز البحوث الدوائية أنه رصد فى عدد من المحافظات قيام بعض الشباب المدمنين بالبحث عن حقنة إمتركس وتعاطيها وذلك فى محافظات الفيوم والقاهرة والشرقية وبعض المحافظات الأخرى، وتابع لاحظنا إقبالًا شديدًا على حقن الأمتركس وقد لفت ذلك انتباه الصيادلة فى المحافظات وعندما درسنا هذا الأمر وجدنا أن المدمنين يقومون باستخدام هذه الحقن بغرض الإدمان.

ورأى الدكتور مروان سالم، الخبير فى الدواء والغذاء، أن حقنة emetrex الإمتريكس من الحقن المهامة حقيقة، ويوجد منها أيضًا أقراص وهى تحتوى على مادة السيكلازين cyclizine وهذه المادة من مضادات الهيستامين وتستخدم في حالات الدوار والقيء والدوخة الناتج عن وسائل المواصلات كالسيارات والطيارات والسفن أثناء السفر، وتستخدم أيضًا في علاج الأذن الداخلية.
وأضاف سالم أن من الآثار الجانبية لهذه المادة النعاس والصداع وعدم وضوح الرؤية ولكن في الفترة الأخيرة لوحظ استخدامها من قِبل المدمنين مستغلّين تأثير هذه المادة وتأثيرها على الدماغ حيث وجد لها تأثيرات إدمانية في الجرعات العالية، موضحًا أن هذه المادة من السهل الحصول عليها لأنها غير مُدرجة بجدول المخدِّرات.

وقال الدكتور أحمد أبو طالب، الخبير الدوائي: إن تركيب الإمتركس يتركب من مادة أسيكليزين وهى مضادة للهستامين ويستخدم لبعض المرضى ما عدا الأطفال؛ حتى يوقف الدوار أو لمنع القيء، موضحًا أن أى مادة أو دواء مضاد للحساسية يمكن التعود عليه وإدمانه بالفعل؛ لأنه يسبب استرخاء للجسم وهناك مواد أخرى يستخدمها المدمنون كدواء ونقط البورزلين المستخدَم لعلاج حساسية العين بحيث يتم حقنها بالوريد للمدمنين، وأيضًا دواء البريجابالين المستخدم لعلاج الأعصاب ودواء لاريكا أيضًا يستخدمها المدمنون بجرعات عالية، موضحًا أن أى إنسان لديه قابلية واستعداد للإدمان سيصبح متعاطيًا ومدمنًا.
وأضاف أبو طالب أن الإمتركس يكون عملها على الجهاز العصبي المركزى؛ لأنها تسيطر على المراكز المسببة للقيء فى المخ لتمنع القيء، منوهًا بأن أغلب الأدوية التى عملها على الجهاز العصبي المركزي من الممكن أن تسبب الإدمان بالفعل.