الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رجالنا البواسل في مواجهة مجرمي الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرة أخرى جاءت عناصر تكفيرية مسلحة لتنفيذ تخطيط من أجل هجوم إرهابى، استهدف إحدى نقاط الارتكاز الأمنى الجمعة الماضى بسيناء.
وهنا خرجت تشكيلات من القوات الجوية فجر السبت لتنفيذ ضربة جوية مركزة استمرت ثلاث ساعات كاملة، وأسفرت الضربة الجوية لرجالنا البواسل عن تدمير مناطق تمركز العناصر الإرهابية ونقاط تجميع الأسلحة والذخائر، وكذلك تدمير سبع عربات دفع رباعى تدميرا كاملا، كما تم قتل عدد من العناصر التكفيرية التى قامت بعملياتها الإرهابية.
وفى بيان للقوات المسلحة أكدت أنها مساندة لشعب مصر العظيم، عازمة على القضاء على العناصر التى تهدد أمن مصر واستقرارها، وأن القوات المسلحة ستستمر فى أداء واجبها المقدس من أجل تأمين وحماية شعبها مهما عظمت التضحيات.
بطبيعة الحال لم تكن هذه أول مواجهة بين العناصر الإرهابية ورجال قواتنا المسلحة على أرض سيناء، ولكن يجب أن نعترف أن محاولات الإرهاب قد أصبحت أقل من الأول، وأن قدرتها الضاربة أيضا أقل من بدايات العمل الإرهابى، كما أن قدرة قواتنا المسلحة للتصدى لها أصبحت أكثر فاعلية.
ونعترف أيضا بأن فى الماضى كانت قواتنا المسلحة فى تصديها لضرب قوى الإرهاب تضع فى الاعتبار حماية المدنيين وتفادى التجاوزات.
ولكن جاء وقت أعادت فيه القوات المسلحة حساباتها لتدعم قوتها وقدرتها الضاربة لتحمى أمن مصر القومى، كأولوية الأولويات.
ويجب أن نقولها بصراحة، إن الإرهابيين الذين يريدون أن يدّعوا انتماءهم إلى ديننا، الإسلام، قد انكشفت ادعاءاتهم الكاذبة، وكشف الكثيرون من أهل التطرف والإرهاب أنهم لا هم لهم إلا السياسة والرغبة فى الحكم والسيطرة، وأن الدين هو آخر شىء يشغل بالهم وضمائرهم.
من منا يتخيل أو يقبل أن يضع هؤلاء الإرهابيون هدفا لهم أن يقتلوا الأبرياء من المواطنين دون ذنب اقترفوه، ثم يقولون أو يدعون «نحن مسلمون، نحن مؤمنون»، أى إسلام هذا الذى يدّعون الانتماء إليه، وأين مكان الإيمان الذى يتكلمون عنه؟.
نحن نعلم أن الجيش والشرطة هما الطرف الأصيل الذى نلجأ إليه لحمايتنا من إجرام الإرهابيين، ولكن نريد أيضا من الرأى العام والشعب أن يكونا أيضا طرفا مطالبا بالمشاركة فى التصدى للإرهاب، فالجيش والشرطة والشعب كل لا يتجزأ لحماية الوطن من كل عدوان، والشعب حينما نريد له أن يكون مستعدا بجانب الجيش والشرطة للتصدى للإرهاب فمعنى ذلك أن شبابنا يجب أن يتدرب مثل الكوماندوز، ويمارس بجرأة قدراته على أن يقف أمام أعداء الشعب والوطن.
إننا نعلم جميعا أن الإرهاب ومن يعملون تحت سيطرته يتدربون بأسلحة عصرية ليكونوا قادرين على ممارسة دورهم كقوة ضاربة، وبالتالى فإن الجيش والشرطة يقفان أمامهم كقوة منظمة تقوم بدورها لتضرب بيد من حديد على العناصر الإرهابية.
وفى المعركة مع الإرهاب هناك عنصر رئيسى وهو الإعلام والحرب النفسية، فالإعلام يكون بكلماته بمثابة طلقات تندفع نحو العدو لتحطم معنوياته وتشهر به، يحاربونه بعقيدة صلبة، فمن يحاربون الإرهاب يدافعون عن حياة أمة وشرف رجالها.
حينما نقول الإرهاب فإننا نعنى إدخال الرعب إلى نفوس الناس، والشعور بالخوف، وحين نتكلم عن التصدى لمجرمى الإرهاب فنحن نتكلم عن الشعور بالثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على المواجهة.
هذا النوع من الحرب بين الرجال وجبناء الإرهاب الذين يحاربون من وراء الظهر، وهم لا يدافعون عن قضية ولكن يدّعون أنهم يريدون أن يهزموا من أمامهم، ويدّعون انتصارًا لا يستحقونه.
ولنذهب إلى فكر آخر للصراع مع الإرهاب، هل لنا أن نتساءل عن مكان الإيمان بالله والرحمة بعباده حينما يذهب البعض إلى القتل والاغتيال، كيف سيقابلون الله يوم القيامة، يوم الحساب، حينما يذهب المجرمون والقتلة إلى العنف ورفض الرحمة فهم سيدفعون الثمن برفض العفو والغفران من الله سبحانه وتعالى، وسأختم مقالى بآية فى سورة المائدة بقول الله تعالي: «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا، وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» صدق الله العظيم.