رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سقطة الـ«B.B.C»

BBC
BBC
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أفهم أن يكون لدى وسيلة إعلامية كراهية ما لدولة ما، لسبب سياسى أو ثقافى، من قبل العاملين فى الوسيلة، أو من قبل مسيّريها، لكن يصعب على فهم أن تكون هذه الكراهية سببًا فى «الانحراف» المهني.
«بى بى سي» البريطانية، بنسختها العربية، خرجت بهذا العنوان: «السعودية (تقرّ) بقصف التحالف لمجلس العزاء فى صنعاء»! علامة التعجب من عندي، وحين قرأت تفاصيل الخبر وجدت التالي:
«أقرّت السعودية بشكل غير معلن بأن إحدى طائرات التحالف العسكرى الذى تقوده قصفت مجلس عزاء فى العاصمة اليمنية صنعاء السبت، بحسب ما علمته (بى بى سي)». حسنًا، كيف علمت «بى بى سي» كما يقول نص الخبر؟
خذ لديك:
«وافقت السعودية على طلب بريطانى بالمشاركة فى التحقيق بشأن الهجوم، الذى تضمن غارة ثانية أصابت من حاولوا إنقاذ ضحايا الغارة الأولى».
كيف تفهم من اشتراك جهات أممية ودولية فى التحقيق، أنه يعنى «إقرار» السعودية بأن تفجير مجلس العزاء الصنعاني، هو بفعل غارة جوية لتحالف الحزم؟
من اللحظات الأولى لوقوع التفجير - ولا أقول الغارة - وقيادة التحالف أعلنت إدانتها للعملية، وعدم علمها بها، فضلا عن مسئوليتها عنها، وأطلقت بداية التحقيق، ودعت أطرافًا عدة للمشاركة، ومنهم خبراء من الولايات المتحدة. أصلا هناك لجنة قائمة ومستمرة، قبل تفجير مجلس العزاء لآل الرويشان، بصنعاء، تعرف باسم «الفريق المشترك لتقييم الحوادث» يضم نحو ١٤ دولة والدعوة مفتوحة للمزيد ممن يريد التحقّق والتحقيق فعلا، وليس إلقاء الاتهامات المصمّمة مسبقًا. هذا الموقف «اللامهني» من «بى بى سي» العربية، يدل على عمق الأزمة الضميرية والمهنية فى كثير من وسائل الإعلام الغربية «اليسارية» حيال القضية اليمنية. هناك من يتهم السعودية وبقية دول التحالف بالتقصير فى الرسالة الإعلامية، خاصة فى ملف الضحايا المدنيين، وإجهاض «البروباغندا» الحوثية الصالحية، بإسناد إيراني، وكل «محترفي» كره السعودية، من العرب والعجم. نعم، هذا اتهام، بمجمله، صحيح، ومطلوب «ثورة» إعلامية، حديثة، فالحرب تخاض فى الإعلام قبل الميدان، لكن هذا الأمر لا يلغى أن ثمة من لن يغيّر رأيه بسبب امتلاكنا للحق والحقيقة، لأن خصومته مع السعودية والحزم، خصومة بعيدة الغور بالنفس، تستقى من ينابيع التاريخ الملوثة، ومن عقد الواقع الحديث، يعنى بكلمة مباشرة، هو «عداء» واضح، لا ينفع معه كلام، ولا تثنيه عن غيّه البراهين.
لو كلفت «بى بى سي» نفسها قليلا، لتابعت بيان عائلة الرويشان، أهل الشأن والمأساة، عقب التفجير، ما دامت حريصة على الخبر، لتتأكد.. لكن الله غالب.
نقلاً عن «الشرق الأوسط»