سفير تل أبيب بالأمم المتحدة: الرئيس المصرى تحدث من القلب.. وخطابه صحيح حتى لو لم يعجبنا كل ما فيه
«معاريف»: يخرج عن النص للمرة الثانية من أجل السلام.. ويتصرف بريادة فى الشرق الأوسط الممتلئ بالصراعات
«جيروزاليم بوست»: يجب اغتنام الفرصة بالجدية اللازمة
لاقى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، اهتماما كبيرا من إسرائيل سواء على المستوى السياسى أو الإعلامى، وهو ما ظهر من خلال تغطية كلمته التى ألقاها أمس، من جانب جميع وسائل الإعلام العبرية، اليمينية منها واليسارية وحتى الدينية، والتى دعا فيها إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية، وأعاد الحديث عن مبادرة السلام التى كان قد طرحها فى مايو الماضى.
وخرج الرئيس «السيسى» عن نص الخطاب المعد مسبقا، وقال: «أناشد شعب إسرائيل. فكما أقامت إسرائيل السلام مع مصر فى عام ١٩٧٨، فإنها يمكنها أيضا إنهاء الصراع مع الفلسطينيين، فقد كانت تجربة السلم مع مصر رائعة وفريدة من نوعها، ويمكن تكرار ذلك من خلال إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تمنح الأمن والسلام للشعبين».
وفى هذا السياق، أجرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» حوارا مع دانى دانون، سفير إسرائيل فى الأمم المتحدة، بخصوص اللقاء الذى تم بينه وبين الرئيس السيسى، وقال إن «الرئيس المصرى تحدث من القلب».
وعلق «دانون» على خطاب «السيسى» بأنه «كان خطابه صحيحا، حتى لو لم يعجبنا كل ما قاله، لكنه تحدث من القلب إلينا، ونحن مستعدون للتحدث باحترام مع الفلسطينيين كما جاء السادات وتحدث إلينا، وحتى هذا اليوم فالقادة فى إسرائيل على أتم استعداد للحديث، ولكن الحقيقة أن فى الجانب الفلسطينى لا يوجد من نتحدث إليه، لأن (الرئيس الفلسطينى محمود عباس) أبومازن يواصل التحريض ضدنا كل يوم».
وأضاف فى هذا السياق: «عباس سيتحدث فى خطابه عن الذكرى السنوية المئوية لوعد بلفور، وعلينا أن نتذكر جيدا أن مقاومة الاحتلال بدأت فى الستينيات، أى قبل أن يبنى منزل واحد فى الضفة الغربية. فيجب التمسك بالحقائق، لنقول الحقيقة للعالم، المقاومة الفلسطينية غير مستعدة للحضور والتحدث ليس فى موسكو، وليس فى واشنطن وليس هنا فى نيويورك».
من ناحيتها، علقت صحيفة «معاريف» على خطاب الرئيس السيسى، قائلة إن «هذه هى المرة الثانية التى يتوجه فيها السيسى بحديثه إلى الشعب الإسرائيلى ويخرج عن النص»، وأضافت أن «مصر تتصرف بريادة فى الشرق الأوسط الممتلئ بعدم الاستقرار، لذا فهى تدعو للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل الدولتين».
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إن السيسى يرى أن استقرار الشرق الأوسط وإنهاء الصراعات الموجودة به، يبدأ من إنهاء الصراع فى فلسطين المحتلة والوصول إلى سلام حقيقى بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على إسرائيل اغتنام الفرصة والتعاطى معها بالجدية اللازمة، لأنها المرة الثانية خلال العام الحالى التى يطلق فيها السيسى مثل هذه الدعوة، وهو ما يعكس رغبة مصرية حقيقية فى إنجاح عملية السلام.
واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن ما قاله «السيسى» دعوة لإسرائيل إلى أن تصنع التاريخ وتحقق السلام مع الشعب الفلسطينى، لافتة إلى تجربة السلام الناجحة بين مصر وإسرائيل.
وكانت دعوة السيسى واضحة ولم تغفل أى جانب فى القضية أو مطالب جميع الأطراف ليكون السلام عادلا شاملا، وراعت أن يكون هناك أمن وأمان لإسرائيل ودولة واستقرار للشعب الفلسطينى، بما سيحقق ازدهارا واستقرارا للجانبين وكتابة صفحة مضيئة فى تاريخ الشرق الأوسط.
وتعتبر مصر والعديد من دول المنطقة أن الاحتلال الإسرائيلى للدولة الفلسطينية هو أساس الصراع فى المنطقة وسبب أزماتها وعدم استقرارها.
وألقى الرئيس السيسى بالكرة فى ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى ينتظر العالم منه الآن الرد على الدعوة المصرية والاستجابة لمطالب السلام التى يطلقها العديد من زعماء العالم.
وبحسب تعليق «تايمز أوف إسرائيل» فإن السيسى أحرج نتنياهو وقادة إسرائيل أمام العالم أجمع ووجه دعوة وطلب من على منبر الأمم المتحدة ليكشف للعالم حقيقة ما يجرى والطرف الذى يسعى لتعطيل السلام ويقف عقبة فى طريق الاستقرار.
