السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نملة كازاخستان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اشتركت فى مهرجان كازاخستان للأغنية الحديثة منذ عدة سنوات ممثلًا لجمهورية مصر العربية كملحن وموزع لأغنية من كلمات الراحل محمد زادة، وغناء النجمة منى عزيز، ولن أصدع القارئ بما حدث فى المهرجان ولا نتائجه ولكن ما يهمنى فى هذه المقالة هو وطنية النمل!!.
نعم وطنية النمل فلقد كنت مستلقيًا على سريرى فى الفندق أراقب السقف وأتهيأ للنوم ولأنها كانت آخر ليلة لنا وسنسافر فى الصباح الباكر للعودة إلى أرض الوطن والشعور بالفخر يملؤنا لما حققته الأغنية التى قدمناها من نجاح وفوز بالجائزة الثانية.
واسترعى انتباهى خط طويل من النمل يسير على السقف، ووجدت أنه أكبر قليلا من النمل المصرى وأسود اللون بخلاف النمل المصرى المائل للون العسلى فانتزعت ورقة من كشكول كان معى وصنعت منها قرطاسًا ووضعت نملة من هذا الطابور فيه وأغلقت القرطاس بإحكام ووضعت القرطاس فى جيب القميص الذى سأرتديه وقت السفر.
ووصلنا إلى القاهرة ودخلت منزلى واستقبلنى أهل المنزل بالترحاب المعتاد، ولما خلعت القميص قالت لى زوجتى ما هذا القرطاس؟ فتذكرت نملة كازاخستان ونزلت إلى حديقة المنزل وناديت ابنىّ نادر ودينا لأريهما مشهدا كنت أتوقع حدوثه ولأعلمهما درسا فى الوطنية، وأخذت أبحث عن طابور من النمل المصرى حتى وجدته وفتحت القرطاس وخرجت منه النملة الكازاخستانية الأكبر حجما والسوداء لونا ووقفت تستكشف المكان وللعجب أن الطابور المصرى كان يتجنبها ويخرج عن مساره يمينا ثم يعود إلى مساره السابق، وبعد قليل وجدت نملتين تنزلان من أعلى فى اتجاه نملة كازاخستان ولما اقتربتا منها تبادلت إحداهما احتكاك قرنى الاستشعار مع النملة الغريبة فقلت لابنى تلك النملتان هما من أمن الخلية خرجتا لاستكشاف النملة الغريبة وتقييمها بعد أن أبلغ الطابور أجهزة الأمن عن وجود نملة غريبة فى الجوار تحاول الاندماج مع الطابور، ثم أخذت النملتان النملة الغريبة فى معيتهما، إحداهما على يمين النملة الغريبة والأخرى على يسارها، وعادتا فى اتجاه الخلية، وللحال قلت لابنىّ لقد تم القبض على النملة الغريبة حتى يثبت أنها لا تنوى شرًا بالخلية عملًا أو فكرًا وأضفت قائلًا إن هذا النمل يعرف وطنه ويعرف جنسه ومستعد للتضحية من أجل هذا الوطن ومن أجل المحافظة عليه.
وعندما حكى أحد ابنى هذه القصة لأحد معارفنا وأصدقائنا قال أبوكم غلط لأن هذه النملة قد تنتج جيلا من النمل على شاكلتها أو قد تنتج جيلا آخر من النمل المصرى والكازخستانى معا ورد ابنى قائلا إن للنمل ملكة هى التى تنتج البيض فى كل ثانية حتى تعمر الخلية بملايين الشغالين والجنود، والشغالين ينقسمون إلى أقسام فمنهم من يحفر وينشئ الخلايا تحت الأرض ومنهم من يجمع الطعام ولأن ملكة النمل أو الأم الكبرى لا تغادر الخلية مطلقًا فالنملة الكازاخستانية ليست ملكة ولا تستطيع أن تؤثر على النمل المصرى، وأغلب الظن أنها الآن إما معتقلة أو تم إدماجها مع الشغالين والله أعلم.
وخلاصة الأمر أن من يتبجح ويقول إنه يجب أن نحل الأمن الوطنى أقول له اتعظ من النمل المصرى، ومن يقول إن الوطنية شىء غير مهم أقول له رباعية صلاح جاهين الخالدة:
قالوا ابن آدم روح وبدنه كفن
قالوا لأ بدن قالوا لأ ده روح فى بدن
رفرف فؤادى مع الرايات فى الهوا
أنا قلت لأ روح فى بدن فى وطن
عجبى!!!