الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

بعد الاتفاق النووي.. إيران تتمسك بأساليب مقلقة في مضيق هرمز

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أرسل الحرس الثوري الإيراني، أمس الاثنين، خمس قطع بحرية حربية لمراقبة سفينة حربية أمريكية تحمل أحد أكبر جنرالات الجيش الأمريكي في رحلة ليوم واحد عبر مضيق هرمز واقتربت لمسافة نحو 460 مترا.

واعتبر الجنرال جوزيف فوتل، الذي يشرف على جميع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أن الاقتراب ظل عند مستويات آمنة رغم القلق من قلة الوقت المتاح للقوات الأمريكية لتحديد إن كانت سفن الحرس الثوري الإيراني تمثل تهديدًا.

وبين القطع الإيرانية الخمس كانت هناك أربعة زوارق سريعة ثلاثة منها مسلحة بمدافع رشاشة بالإضافة لسفينة دورية مزودة بصواريخ موجهة.

وقال فوتل قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي للصحفيين على متن السفينة يو.إس.إس نيو أورليانز التي تحمل نحو 650 من مشاة البحرية "مثلما رأيتم في المساحة الضيقة نسبيا هنا، الفرصة كبيرة لحدوث حسابات خاطئة".

كانت هذه أيضا أحدث مؤشر على تمسك الحرس الثوري على ما يبدو بسلوكيات في الخليج مماثلة لما سبق الاتفاق النووي الموقع العام الماضي بين إيران وست قوى عالمية بينها الولايات المتحدة.

وأوقف أحد الزوارق الأربعة التي اقتربت من السفينة يو.إس.إس نيو أورليانز والمدمرة ستاوت المرافقة لها- والتي تحمل صواريخ موجهة- محركه ووقف يرصد مرورهما، وقبل ذلك بساعة اقترب أيضا قارب دورية أكبر مزود بصواريخ موجهة.

وأكد مسؤولون أمريكيون أن ذلك النهج يدخل ضمن فئة التعاملات الاحترافية التي يشهدونها في 90 بالمئة من 250 حالة عبور لسفن البحرية الأمريكية من مضيق هرمز كل عام. لكن البحرية تقول إن نحو عشرة بالمئة من الحالات تصنف باعتبارها غير آمنة أو غير عادية أو غير احترافية.

وقال فوتل "لا يتاح لنا دائما الكثير من الوقت للتعامل مع تلك الحالات. أعتقد أن ما تعلمناه اليوم هنا هو أن الأمر يقاس بالدقائق".

وترى إيران في الخليج ساحتها الخلفية وتعتقد أن لها مصالح مشروعة في توسيع نفوذها هناك. ولطالما طالبت إيران بتنظيم أمن المنطقة من خلال عمل مشترك لا يشمل قوى خارجية، ويقول محللون إن إيران تستخدم قوتها البحرية في الخليج لتظهر عدم خشيتها من الوجود البحري الأمريكي.

لكن في 2008 و2010 وفي تطورات دعت منتقدين لاتهام إيران بزعزعة استقرار المنطقة هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز لتعطيل شحن النفط في الخليج إذا تعرضت مواقعها النووية لأي هجوم.

ولم تتوقف مخاوف الجيش الأمريكي من التصرفات الإيرانية في مناطق بينها المضيق- أحد أهم الممرات البحرية في العالم- برغم توقيع الاتفاق الذي قلص البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف عقوبات اقتصادية عنها.

وقال فوتل "تعامل (الاتفاق النووي) بالتأكد مع تهديد مهم جدا ... لكن أنشطتهم الأخرى هنا لم تتغير".

ولا تزال ذكريات احتجاز إيران لعشرة بحارة أمريكيين لفترة وجيزة في يناير كانون الثاني الماضي ماثلة في الأذهان، ومنح الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ميداليات لقادة الحرس الثوري بعد الحادث، والتقطت إيران مقاطع فيديو وصورا للبحارة الأمريكية مستسلمين بعد أن شردوا في المياه الإقليمية الإيرانية.

وقال تقرير للبحرية الأمريكية أيضا إن الإيرانيين وضعوا علما للحرس الثوري بدلا من العلم الأمريكي ونهبوا الزورقين ودمروا أجهزة بهم، ووجهت البحرية كذلك اللوم للبحارة الأمريكيين بعد شرودهم في المياه الإيرانية.

وقال كريم ساجادبور محلل الشؤون الإيرانية بمعهد كارنيجي للسلام إنه لا توجد مؤشرات على تغير ثقافة الحرس الثوري التي تعتبر الولايات المتحدة تهديدا أصيلا.

وقال ساجادبور "يشيد آية الله خامنئي وهو القائد الأعلى للحرس الثوري بانتظام بالمسؤولين الإيرانيين الذين يتحدون الولايات المتحدة ويقلل من شأن المسؤولين الذين يؤيدون التعاون معها. لم ألحظ أي بوادر على تغير هذه الثقافة المؤسسية بعد الاتفاق النووي"، وقال فوتل إن من الضروري محاسبة إيران على سلوكها وانتقد معاملتها للبحارة الأمريكيين.

وتقول البحرية الأمريكية إنها قدمت المساعدة إلى 11 سفينة ترفع الأعلام الإيرانية طلبت النجدة في مياه الخليج منذ عام 2012. وقال فوتل: "إذا مررنا بأي سفينة أو زورق صغير في المنطقة فسنحاول تقديم المساعدة".