السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

"الصحة العالمية" تحتفل 31 مايو باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي المخدرات

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يوم 31 مايو الجاري، باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ 2016 تحت شعار (استعدوا للتغليف البسيط)، حيث تدعو المنظمة هذا العام جميع البلدان إلى الاستعداد للتغليف البسيط (القياسي) لمنتجات التبغ، والذي يعتبر من التدابير المهمة للحد من الطلب على التبغ ويقلل من جاذبيته ويزيد من فعالية التحذيرات الصحية.
ويعني التغليف البسيط لمنتجات التبغ، التدابير التي تقيد أو تحظر استخدام أي شعارات أو ألوان أو صور للعلامات التجارية أو معلومات ترويجية أخرى على الغلاف بخلاف الأسماء التجارية وأسماء المنتج والتي تعرض بلون وشكل خط قياسي.
ويهدف اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ 2016 إلى تسليط الضوء على دور التغليف البسيط كجزء من نهج شامل متعدد القطاعات لمكافحة التبغ، وتيسير عملية وضع السياسات من قبل الدول الأعضاء، وعولمة التغليف البسيط عن طريق توفير معلومات غنية بالحقائق، ومقنعة ومحفزة، وتشجيع الدول الأعضاء على تعزيز التدابير الخاصة بالتغليف والتوسيم البسيط، وفرض قيود على الإعلان والترويج، ودعم جهود الدول الأعضاء والمجتمع المدني المناهضة لتدخل صناعة التبغ في العمليات السياسية التي ستفضي إلى اعتماد القوانين الخاصة بالتغليف البسيط.
وكانت جمعية الصحة العالمية قد أصدرت القرار 38 / 40 في عام 1987، الذي تدعو فيه إلى اعتبار يوم 7 أبريل من عام 1988 ليكون "اليوم العالمي للامتناع عن التدخين"، حيث كان يصادف ذلك اليوم الذكرى السنوية الـ40 لتأسيس منظمة الصحة العالمية، وكان الهدف من اليوم العالمي لمكافحة التدخين يتمثل في حث مستخدمي التبغ في أنحاء العالم على الامتناع عن استخدام منتجات التبغ لمدة 24ساعة، أملا في أن ذلك التصرف قد يقدم المساعدة لمن يحاول الإقلاع عن التدخين.
وفي العام 1988، أصدرت جمعية الصحة العالمية القرار19 /42 الذي تدعو فيه إلى الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين في 31 من شهر مايو من كل عام، ومن حينها، دعمت منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي لمكافحة التدخين في كل عام، حيث تربط كل سنة بموضوع مختلف متعلق بالتبغ.
وفي عام 1998، أسست منظمة الصحة العالمية مبادرة التحرر من التبغ (TFI)، وهي محاولة لتركيز المصادر والاهتمام العالمي على وباء التبغ الصحي العالمي، حيث تؤمن المبادرة المساعدة على خلق سياسة عالمية للصحة العامة وتشجيع التعبئة عبر المجتمعات، فضلا عن دعم اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (FCTC).
وتمثل اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ الخاصة بمنظمة الصحة العالمية معاهدة عالمية للصحة العامة تم تبنيها في عام 2003 من قبل الدول حول العالم بوصفها اتفاقية لتنفيذ السياسات التي تعمل من أجل وقف التبغ، وفي عام 2008، دعت منظمة الصحة العالمية ليلة اليوم العالمي لمكافحة التدخين إلى تطبيق منع عالمي على جميع الإعلانات والترويج والدعم للتبغ، حيث كان موضوع تلك السنة، واستهدفت هذه المبادرة بشكل خاص الجهود الإعلانية الموجهة إلى الشباب.
ويعتبر تعاطي التبغ من أكبر الأخطار الصحية العمومية التي شهدها العالم على مر التاريخ، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2015، إلى أن التدخين يودي كل عام بحياة 6 ملايين نسمة تقريبًا، منهم أكثر من 5 ملايين ممن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600 ألف من غير المدخنين المعرضين لدخانه غير المباشر، ويقضي شخص واحد نحبه كل 6 ثوان تقريبًا من جراء التبغ، مما يمثل عشر وفيات البالغين.
والجدير بالذكر أن نحو نصف من يتعاطون التبغ حاليًا سيهلكون في آخر المطاف بسبب مرض له علاقة بالتبغ، ويعيش أكثر من 80 % من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حيث يبلغ عبء الاعتلالات الناجمة عن التبغ ذروته، حيث أن الوفاة المبكرة لمن يتعاطون التبغ تحرم أسرهم من الدخل وتزيد تكاليف الرعاية الصحية وتعوق التنمية الاقتصادية.
وفي بعض البلدان يتم على نحو متكرر تشغيل الأطفال المنتمين لأسر فقيرة في زراعة التبغ كي يدروا الدخل على أسرهم، مما يعرضهم بوجه خاص للإصابة " بداء التبغ الأخضر" الذي يتسبب فيه النيكوتين الذي يمتصه الجسم عن طريق الجلد أثناء مناولة أوراق التبغ الرطبة،
ونظرًا للسنوات العدة التي تفصل بين بدء الناس في تعاطي التبغ وبين بدء معاناتهم الصحية منه، فإن العالم بدأ يشهد زيادة الأمراض والوفيات ذات الصلة بالتبغ.
وتشير التقارير الدولية إلى أن التبغ تسبب في 100 مليون وفاة في القرن الـ20، وإذا استمرت الاتجاهات السائدة حاليًا فسيتسبب في نحو مليار وفاة في القرن الـ21، وإذا لم تتم مكافحة الوفيات ذات الصلة بالتبغ ستزيد إلى أكثر من 8 ملايين وفاة بحلول عام 2030، منها أكثر من 80 % في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
ويعتبر دخان التبغ غير المباشر هو الدخان الذي يملأ المطاعم أو المكاتب أو غيرها من الأماكن المغلقة عندما يحرق الناس منتجات التبغ، من قبيل السجائر ومنتجات البيدي (وهي أحد أنواع السجائر الرخيصة التي تلف باليد، وهي أكثر منتجات التبغ الشائعة في الهند) والأراجيل أو الشيشة، والسجائر الإلكترونية، ويحتوي دخان التبغ على أكثر من 4 آلاف مادة كيميائية، منها 250 مادة على الأقل يعرف أنها ضارة و50 أخرى يعرف أنها تسبب السرطان.
وقد أظهرت دراسة أمريكية أن الاستنشاق العميق للسجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بخمسة أضعاف إلى 15 ضعفا من تدخين السجائر العادية.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة (نيو انجلند جورنال اوف ميدسين)، فإن بخار السجائر الإلكترونية عالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة فورمالديهايد التي تجعله خطرا على الصحة، وأشار معدو الدراسة وهم باحثون في جامعة بورتلاند الأميركية، إلى أنهم لاحظوا أن مادة فورمالديهايد يمكن أن تتكون خلال عملية تشكل بخار السيجارة الإلكترونية.
واستخدم الباحثون جهازا يستنشق بخار السجائر الإلكترونية لتحديد كيفية تشكيل هذه المادة المسببة للسرطان من سائل مركب من النيكوتين ومواد معطرة ومادة بروبيلين-غليكول والغليسيرين، ولم يسجل العلماء تشكلا للمادة المسرطنة حين كان البخار يسخن على تيار كهربائي بقوة 3.3 فولت، ولكن على مستوى 5 "فولت" صارت تركز مادة فورمالديهايد في البخار أعلى منه في دخان السجائر العادية، وعلى ذلك، فإن مدخن السيجارة الإلكترونية الذي يستهلك ثلاثة ميلليلترات من السائل المتبخر يستنشق 14 ميلليغراما من المادة المسرطنة، أما مدخن السيجارة العادية بوتيرة علبة يوميا، فلا يستنشق أكثر من ثلاثة ميليغرامات من هذه المادة، ويؤدي استنشاق 14 ميلليغراما، أو ما يقارب ذلك، من هذه المادة إلى مضاعفة خطر الإصابة بالسرطان بين خمس مرات و15 مرة.
وقال بيتر هاجيك مدير قسم الأبحاث المتعلقة بالتبغ في كلية الطب في جامعة لندن، إن هذه الدراسة لا تعكس الواقع.. مضيفا أنه عندما يعمد مدخنو السجائر الإلكترونية إلى الاستنشاق العميق منها فإن مذاقها يصبح سيئا، ولذا فهم يتجنبون ذلك، ورأى أن دخان السجائر الإلكترونية وإن كان لا يخلو من الضرر فإنه أقل ضررا من السجائر العادية.
وتشير التقارير إلى أنه لا يوجد مستوى مأمون من دخان التبغ غير المباشر، والتدخين اللاإرادي هو عبارة عن استنشاق دخان التبغ من المدخنين، إذا قررت مواصلة التدخين فإنك تعرض أفراد عائلتك وأصدقائك للإصابة بأنواع متعددة من السرطانات بالإضافة لأمراض القلب والرئة، ويتسبب دخان التبغ غير المباشر في إصابة البالغين بأمراض قلبية وعائية وتنفسية خطيرة، بما في ذلك مرض القلب التاجي وسرطان الرئة.
ويؤثر التدخين أيضًا على الأطفال ويعرضهم بشكل أكبر للإصابة بالأمراض مثل تشمع الأذن والربو، والجدير بالذكر هنا أن أطفال المدخنين هم أكثر عرضة بـ 3 مرات عن أطفال غير المدخنين لإدمان التدخين في المستقبل.
وتشير الدراسات إلى أن نصف عدد الأطفال تقريبًا يتنفسون بانتظام هواءً ملوثًا بدخان التبغ في الأماكن العامة، وأن أكثر من 40% من هؤلاء الأطفال يدخن أحد والديهم على الأقل، ويتسبب دخان التبغ غير المباشر في حدوث أكثر من 600 ألف وفاة مبكرة سنويًا، وفي عام 2004، شكل الأطفال 28% من الوفيات الناجمة عن دخان التبغ غير المباشر.
وينبغي أن يكون كل شخص قادرًا على أن يتنفس هواء خاليًا من دخان التبغ غير المباشر، والقوانين الخاصة بالأماكن الخالية من دخان التبغ هي قوانين شائعة تحمي صحة غير المدخنين ولا تلحق الضرر بالأعمال التجارية وتشجع المدخنين على الإقلاع عن التدخين، ويتمتع أكثر من 1.3 مليار شخص أو نسبة 16% من سكان العالم بحماية القوانين الوطنية الشاملة الخاصة بالأماكن الخالية من دخان التبغ.
وتتعلق المخاطر الصحية الرئيسية الناتجة عن طرق الاستهلاك المختلفة بالإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي والذي يتسبب فيها ناقل التدخين ومع مرور الوقت يسمح بترسب كميات هائلة من المواد المسرطنة في الفم والحنجرة والرئتين، وتعتبر الأمراض الناجمة عن التدخين من أكبر الأسباب المؤدية للوفاة في العالم في الوقت الحاضر، كما تعد من أكبر الأسباب للوفاة المبكرة في الدول الصناعية، ففي الولايات المتحدة ترجع نحو 500 ألف حالة وفاة سنويًا إلى أمراض متعلقة بالتدخين.
ومن بين الأمراض والأوبئة التي يمكن أن يسببها التدخين هي تضييق الأوعية الدموية، وسرطان الرئة والنوبات القلبية ومرض الانسداد الرئوي المزمن ومرض بورجر، وتؤكد التقارير العالمية تأثير التدخين على صحة الأسنان وخاصة أمراض الفم، حيث يعرقل التدخين امتصاص الكالسيوم في الجسم ويمكنه أيضًا التسبب بأمراض مهددة للحياة مثل سرطان الفم، وتزداد احتمالية الإصابة بأمراض اللثة (أمراض دواعم السن) لدى الأشخاص المدخنين واحتمالية فقدان الأسنان والعظم المصاحبة لها، كما يعاني المدخن من أمراض اللثة حتى وإن لم يصاحب ذلك علامات نزيف.
ومع كل الضجيج الإعلامي في الوقت الحالي، فإن الضغط على النساء كي يبدين أصغر يتزايد يوميًا، ولكن رغم أن التدخين هو واحد من أكبر عوامل الإسهام في شيخوخة الفم، بغض النظر عن تصبغ الأسنان، فإن أكثر من 22 مليون امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية يدخن السجائر، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض.
أما فيما يتعلق بالحوامل، فيتسبب في نقص وزن المواليد، وإصابة الرضع بالموت المفاجئ، كما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسرطانات خصوصا سرطان الثدي؛ كما يؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث الإجهاض وحالات النزف وانزلاق المشيمة والولادة المبكرة وتسمم الحمل.
كما يحدث التدخين تغيرًا في نبرة الصوت للمرأة ويزيد تجاعيد الوجه ويؤثر على نضارة الوجه، ويؤدي لانبعاث روائح كريهة من الفم والملابس ويزيد من إمكانية حدوث هشاشة العظام ويؤثر على انتظام الدورة الشهرية وعلى خصوبة المرأة، كما أثبتت الدراسات أن التدخين للمرأة الحامل يسبب تغيرات في الحمض النووي بآلاف المواضع مما يعني وجود احتمالية كبيرة لحدوث تشوهات.
أما عن مضار التدخين على كبار السن، فيسبب إدمان التدخين حدوث سرطانات الفم والرئة والمريء والمعدة ويؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتات القلبية ويزيد من نسبة انتشار التدرن الرئوي عند مستخدمي الشيشة، ويؤدي إلى الإصابة بأمراض تنفسية كالتهابات القصبات المزمن والربو والسل وانسداد المجاري التنفسية، علما بأن 75 % إلى 80 % من المصابين بانتفاخ الرئة هم من المدخنين، كما أنه يورث القلق والتوتر والعصبية والشعور بالتعب والإرهاق.
وأكدت تقارير منظمة الصحة العالمية أهمية الرصد الجيد وتتبع حجم الوباء وخصائصه، وتحديد أفضل طريقة لتصميم السياسات، وقد قام واحد من كل 4 بلدان يمثلون مايزيد على ثلث سكان العالم تقريبًا، بتعزيز أنشطتهم في مجال الرصد لإدراج بيانات حديثة أو بيانات ذات دلالة فيما يخص البالغين والشباب، وذلك بجمع تلك البيانات مرة كل 5 سنوات على الأقل.
وتحاول الكثير من الحكومات منع الناس من التدخين من خلال حملات مناهضة للتدخين تنشر في وسائل الإعلام المختلفة والتي تلقى الضوء على التأثيرات الضارة للتدخين على المدى البعيد، ويعد التدخين السلبي أو التدخين الفرعي والذي يؤثر على الناس المتواجدين في المنطقة المحيطة بالمدخنين، السبب الرئيسي لفرض قوانين حظر التدخين، وقد تم فرض هذا القانون من أجل منع الأفراد من التدخين في الأماكن المغلقة العامة مثل الحانات والمطاعم، والفكرة وراء هذا القانون هو التنفير من التدخين بجعله غير مناسب على نطاق أوسع، إضافة إلى وقف الدخان الضار الذي ينفث في الأماكن العامة المغلقة.
دعا البعض إلى ضرورة مواصلة حملات مكافحة التدخين، ومواصلة التعليم لشرح الآثار السلبية لدخان التبغ البيئي في البلدان النامية، فمعظم المدخنين الذين يدركون أخطار التبغ يريدون الإقلاع عن التدخين ومن شأن الاستشارة والأدوية أن تزيد فرصة نجاح محاولة المدخن بالإقلاع عن التدخين أكثر من الضعف،
وتقدم 21 بلدا لا غير، خدمات وطنية شاملة للإقلاع عن التبغ بتغطية تكاليف كلية أو جزئية متاحة لمساعدة متعاطي التبغ على الإقلاع عن تعاطيه، وهو ما يمثل 15% من سكان العالم، ولا يوجد أي نوع من خدمات المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ في ربع البلدان المنخفضة الدخل.
وتساعد الإعلانات الصارمة المضادة للتبغ والتحذيرات البيانية على العلب، وخصوصًا التي تحتوي على صور، في تقليل عدد الأطفال الذين يشرعون في التدخين وتزيد عدد المدخنين الذين يقلعون عن التدخين، ويمكن للتحذيرات المصورة أن تقنع المدخنين بضرورة حماية غير المدخنين عن طريق التقليل من التدخين داخل البيت أو تلافي التدخين بالقرب من الأطفال.
وأظهرت الدراسات في هذا المجال في كل من البرازيل وكندا وسنغافورة وتايلند أن التحذيرات المصورة تزيد كثيرًا من وعي الناس بأضرار تعاطي التبغ، ولا يطبق سوى 30 بلدًا، أي ما يمثل 14% من سكان العالم، الممارسة الأفضل المتمثلة في وضع تحذيرات مصورة، بما في ذلك تحذيرات مكتوبة بلغة البلد المحلية وتغطي نصف واجهة وظهر علب السجائر على الأقل، فأغلب هذه البلدان هي من البلدان المتوسطة أو المنخفضة الدخل.
ويمكن لحملات وسائل الإعلام أيضًا أن تقلل من استهلاك التبغ وذلك عن طريق التأثير على الناس لحماية غير المدخنين وإقناع الشباب بالإقلاع عن استخدام التبغ، ويعيش نصف سكان العالم في 37 بلدا نفذت حملة واحدة على الأقل من الحملات الإعلامية القوية المناهضة للتبغ خلال العامين الماضيين.
ويمكن بفرض حظر شامل على جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، خفض معدل تعاطيه بنسبة 7% في المتوسط، علمًا بأن نسبة الانخفاض قد تصل إلى 16% في بعض البلدان، وبلغ أعلى مستوى لتطبيق حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، بتطبيقه في 24 بلدًا، وهو ما يمثل نسبة 10% من سكان العالم، ويوجد بلد واحد تقريبًا من أصل 3 بلدان يفرض حدًا أدنى من القيود أو لا يفرضها إطلاقًا على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته.
كما أن فرض ضرائب التبغ هي أفعل الوسائل الكفيلة بالحد من تعاطيه وخصوصًا بين الشباب والفقراء، وزيادة ضرائب التبغ بنسبة 10% تقلل استهلاكه بنسبة 4% تقريبًا في البلدان المرتفعة الدخل و5% في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ومع ذلك فإن ضرائب التبغ المرتفعة هي وسيلة نادرًا ما تستخدم، فهناك 23 بلدًا فقط أي ما يمثل أقل من 8 % من سكان العالم تتجاوز فيها نسبة الضرائب المفروضة على التبغ 75% من سعر البيع بالتجزئة، وفي البلدان التي تتوافر فيها المعلومات تفوق إيرادات ضرائب التبغ بنحو 175 مرة قيمة الإنفاق على مكافحة التبغ.
وتسعي منظمة الصحة العالمية من خلال حملة حقائق بشأن التغليف البسيط لعام 2016، أن يتواصل الاهتمام بالتغليف البسيط في جميع أنحاء العالم، وتوصي المبادئ التوجيهية للمادتين 11 و13 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ بأن تنظر الأطراف في اعتماد التغليف البسيط، ويتخذ راسمو السياسات والمجتمع المدني وعامة الجمهور إجراءات للتأكد من نظر حكوماتهم في اعتماد التغليف البسيط.
ففي ديسمبر عام 2012، أصبحت أستراليا أول بلد ينفذ التغليف البسيط بشكل كامل، وأصبحت معدلات التدخين الآن في أدنى مستوياتها على الإطلاق، وفي عام 2015، قامت إيرلندا والمملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية وفرنسا ونيوزيلندا بتمرير القوانين اللازمة لتنفيذ التغليف البسيط ابتداء من مايو 2016، بينما تفكر فنلندا والنرويج في اتخاذ خطوة مماثلة.
ووصل عدد من البلدان إلى مراحل متقدمة من النظر في اعتماد القوانين الخاصة بالتغليف البسيط، وتتضمن إلغاء تسميات الشركات والعلامات التجارية، وأن يكون لون وخط اسم العلامة التجارية موحدًا، وتضاعف حجم الرسومات والصور التحذيرية.
وأشار الدكتور جيمس رايلي وزير شئون الأطفال والشباب والصحة بإيرلندا، إن التغليف الموحد سيزيل الأوهام التي تسببها علب السجائر البراقة والملونة، وسيحل محلها صور مروعة تظهر العواقب الحقيقية للتدخين.. لافتا إلى أن 5200 شخص يموتون سنويًا في ايرلندا بأسباب مرتبطة بالتدخين، وهذا يشكل تقريبًا واحدا من كل خمس حالات وفاة، وإذا تم إعطاء هذا الوباء في الصحة العامة الأولوية السياسية التي يستحقها، فسنتمكن من تحقيق رؤيتنا "أيرلندا بلا تبغ" بحلول عام 2025.
وتلتزم منظمة الصحة العالمية بمكافحة تعاطي التبغ على الصعيد العالمي، فقد بدأ نفاذ اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ ####(FCTC)#### في فبراير 2005، وهي أول معاهدة دولية تم التفاوض بشأنها تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، لتصبح واحدة من أسرع المعاهدات تصديقا عليها وأقرتها الأمم المتحدة حتى الآن، حيث تضم 180 طرفا تغطي 90 % من سكان العالم.
وقالت الدكتورة مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، إن اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية تعتبر الأداة الوقائية الأقوى المتاحة في مجال الصحة العامة، وتحول دون الإصابة بالإدمان على المنتج القاتل، ويؤدي تنفيذ أحكامها إلى انخفاض فوري وطويل الأجل في معدل الإصابة بالأمراض، والوفيات المبكرة.
وأضافت تشان أنه خلال العقد الماضي، مكنت الاتفاقية الإطارية الأطراف من تحقيق العديد من الإنجازات المهمة في مجال مكافحة التبغ، بما في ذلك تعزيز 80 % من البلدان تشريعات مكافحة التبغ منذ انضمامها إلى المعاهدة، وارتفعت تكلفة علبة السجائر في المتوسط بنسبة 150 % في الدول الأطراف، كما كانت هناك زيادة كبيرة في استخدام التحذيرات الصحية المصورة التي تغطي من 75 إلى 85 % من علب السجائر في العديد من البلدان.
ويؤدي التنفيذ الكامل للاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية إلى دعم الالتزامات العالمية لتخفيض معدل الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25 % بحلول عام 2025، بما في ذلك تخفيض معدل انتشار التدخين بنسبة 30 % بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 15 سنة وما فوق، ومع ذلك، فإن مكافحة التبغ لم تنته بعد ولا تزال شركات التبغ تنفق مليارات الدولارات على الدعاية.
وقالت الدكتورة فيرا لويزا دا كوستا إي سيلفا رئيسة أمانة الاتفاقية، إن استخدام منتجات جديدة مثل أنظمة النيكوتين الإلكترونية، والمنتجات الحالية مثل الشيشة، تكتسب شعبية.. مؤكدة ضرورة مواجهة نفوذ لوبي التبغ، والوقوف معا ضد هذه الصناعة الغادرة.