رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأنبا بولا.. مثال ناجح على إدمان الفشل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أدلى نيافة الأنبا بولا بتصريح لقناة الجزيرة الاثنين 24/2/2013 جاء فيه:
“,”المقاطعة لا تنزع الشرعية.. ومن يدعون للمقاطعة ليس لهم قاعدة في الشارع أو القرية“,”!
ومع كامل احترامي لنيافته وللأكليروس الأسقفي، فحينما يتحدث أي منكم في السياسة لا بد أن يعرف أنه قد جعلنا نفصل ما بين القداسة والسياسة.. بمعنى من حق أي أحد يعارضك الرأي أو ينتقده أو يهاجمك أو حتى يسخر منك.. لأن من لا يحافظ على هيبته الروحية ومن لا يعرف قدر المكانة الكنسية التي اختاره الله لها عليه أن يتحمل جزاء ذلك.
نيافة الأنبا بولا مطران طنطا سبق له أن أشرف على لجنة المواطنة في معركتين انتخابيتين الانتخابات التشريعية الماضية ثم انتخابات الرئاسة، وفشل في إدارة المعركتين فشلا ذريعًا، وكلما نذكر تصريحاته غير الموفقة التي سربت إبان الانتخابات البرلمانية الماضية وأدت إلى “,”توريط“,” الكنيسة، وكأن لجنة المواطنة حزب سياسي، وانتقل نيافته من فشل إلى فشل وفي انتخابات الرئاسة وبعد أن أصدر نيافة القائم مقام الأنبا باخوميوس حينذاك بيانًا أكد فيه على أن الكنيسة على مسافة واحدة من كل المرشحين للرئاسة ولكن سيطرة رجال الأعمال الموالين لنظام مبارك بقيادة الأنبا بولا وآخرين استطاعت أن تأخذ الأقباط إلى مسار آخر إجباري نحو المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق، وبعد إعلانه نتيجة فوز محمد مرسي، أسرعت هذه الجبهة بتهنئة مكتب الإرشاد والرئيس الجديد، والمدهش أن هؤلاء الذين كانوا يدعون للفريق شفيق ويرون أن مصر سوف “,”تخرب“,” بدونه، هم أول من أسرعوا بتهنئة مرسي مؤكدين بأن على الأقباط أن يشكروا الله لأن نجاح مرسي أنقذ مصر من كارثة! وبشكل لا يمت للأخلاقيات السياسية بصلة لم يرسلوا حتى برقية شكر للفريق شفيق على المعركة الانتخابية، ومن ثم فإن جماعات المصالح من الأقباط بقيادة الأنبا بولا وغيره من الأساقفة تتلون مثل الحرباء ذات الألف لون.
ثم نصل إلى محطة الجمعية التأسيسية للدستور وكلنا نعلم أن نيافته وافق على المادتين (4) و(219)، وأنقذت الكنيسة الموقف في اللحظات الأخيرة، وسحبت ممثليها بقيادة الأنبا بولا من الجمعية التزامًا بموقف القوى الوطنية.
والآن يبقى السؤال: من أين أتى صاحب النيافة بهذه القوى لكي يدلي بتلك التصريحات؟
أولاً: قداسة البابا تواضروس الثاني أدلى بأكثر من تصريح على أن الكنيسة لا تعمل بالسياسة، كما أن لجنة المواطنة مجرد لجنة استشارية، بل وأخيرًا أصدرت الكنائس الثلاث بيانًا نشر في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة أكدت فيه رفضها للحوار التزامًا بموقف القوى الوطنية وجبهة الإنقاذ، والأهم أن الكنائس رأت أن الرئاسة تستغل وجود ممثلي الكنائس بما يسمى الحوار الوطني حتى تشرعن ما لا تريده الكنائس.
ثانيًا: في حواري مع نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب والمنشور في “,”البوابة نيوز“,” (21 فبراير 2013) قال:
“,”جبهة الإنقاذ والقوى المدنية صمام أمان للدولة المدنية ضد الإسلاميين، وأضاف “,”وما فائدة الدعوة للحوار إذا كانت هناك نية ورغبة في تجاهل ما ستتم مناقشته“,”، وفي كل الحوارات والتصريحات والمواقف التي صدرت من البابا وقادة الكنيسة كان الالتزام بمواقف القوى المدنية وجبهة الإنقاذ واضحًا.
ثالثًا: كل ذلك يدعونا للتساؤل مرة أخرى.. هل تصريحات الأنبا تمثل انقسامًا في الأكليروس المتنفذ داخل المقر البابوي أو في الكاتدرائية؟
رابعًا: أم أن نيافة الأنبا بولا يريد أن يأخذ نصيبه من كعكة السلطة، خاصة بعد أن لعب دورًا مهمًا في اختيار الخمسة المرشحين للكرسي البابوي واستبعاد مراكز القوى الباقية من المرشحين مثل أصحاب النيافة الأنبا بيشوي والأساقفة بطرس ويؤانس وبفنتيوس؟ خاصة بعد أن خفتت الأضواء عنه مؤخرًا.
خامسًا: هل طغمة رجال الأعمال الموالين للنظام السابق بقيادة الأنبا بولا والذين امتطوا “,”مثل حصان طروادة في الإلياذا والأوديسا“,” لجنة المواطنة من قبل لتحقيق مصالحهم يريدون أن “,”يذبحوا القطة“,” لقداسة البابا؟
سادسًا: ربما أيضًا يكون الأمر “,”قلة حيلة“,” من المقر البابوي أدت إلى تقسيم عمل داخل الأكليروس المتنفذ جزء مع جبهة الإنقاذ وآخر مع الفلول وثالث مع الإسلاميين وذلك من أجل الحفاظ على العلاقة بكل الأطراف!
سابعًا: أيًا كانت الأسباب فإن الحل أن يعود أساقفة الإيبارشيات إلى إيبارشياتهم على أن تسند إدارة الكنيسة إلى من هم ليسوا من أصحاب المصالح والمعروف عنهم الاستقامة في الخدمة وتحقيق رسالة الكنيسة، وليس أمام الكنيسة سوى الالتزام بما تتفق عليه القوى الوطنية وجبهة الإنقاذ حتى لا تشارك في شق الصف الوطني، ومن أجل أن تصبح مصر لكل المصريين، لأن من هم على سدة الحكم في الكنيسة لا يدركون ماذا سوف يؤدي من هم على شاكلة الأنبا بولا بالكنيسة سواء بنقل الفوضى المجتمعية إلى أعرق وأقدم مؤسسة في التاريخ أو ظهور كنائس أخرى.. أو انتشار الفكر المعادي للإيمان.. وإن كانت أبواب الجحيم لا تقوى على الكنيسة، فإن الجحيم الذي داخلها يستطيع أن يشعل الحريق!.