الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

العائلة التي أبكت "السيسي": تكريم الرئيس "برّد قلوبنا"

«البوابة» زارت منزل «والدة عبدالرحمن» بعدما قدّمت ٣ شهداء لوجه الوطن

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد حفل تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لأسر الشهداء، بمناسبة احتفالات أعياد الشرطة، ظهور بطل من أبطال مصر فى «التضحية» و«الفداء»، هو الدكتور على البشيهى، الذى قدمت عائلته 3 من أبنائها للوطن، اثنان منهما فى مواجهاتنا مع العدو الإسرائيلى، والأخير فى المواجهة مع عدو لا يقل خطورة، ألا وهو «الإرهاب».
«عائلة البشيهى»، التى قدمت أول شهدائها فى حرب 1967، وشهد الثانى انتصار السادس من أكتوبر 1973 واستشهد فيه، لم تطو صفحات التضحية، وقدمت منذ أيام شهيدا ثالثا هو «الملازم أول عبدالرحمن البشيهى»، الذى استشهد فى عملية إرهابية خسيسة بسيناء، وجعل الجميع يطلقون على العائلة، التى تسكن منطقة «النويرى» بمحافظة الفيوم، لقب «عائلة الشهداء».
«البوابة» توجهت إلى منزل «عائلة الشهداء»، والتقت والد، ووالدة، وشقيق الشهيد، للتعرف على شعورهم، وما خرجوا به من لقاء الرئيس وتكريمه اسم الشهيد، بمنح والده وسام الاستحقاق.

عبدالرحمن من ضهر رجالة

بداية، يقول الدكتور على البشيهى، والد «الشهيد عبدالرحمن»، إن ابنه هو ثالث شهيد تقدمه «عائلة البشيهى»، إذ قدمت فى حرب ٦٧ ابن عمه «يحيى»، ثم شقيقه «صلاح» فى حرب ١٩٧٣، وأخيرا «عبدالرحمن»، الذى استشهد فى الدفاع عن وطنه، وحمايته من عناصر الشر والإرهاب التى لا تريد خيرا له. 
وعن لحظة معرفته باستقبال الرئيس السيسى لهم، وتكريم الأسرة، أشار إلى أنه فوجئ باتصال تليفونى من رئاسة الجمهورية، أخبروه خلاله، أن الأسرة ضمن المكرمين فى احتفال عيد الشرطة، وأن الرئيس السيسى سيلتقيهم خلال الاحتفال، وبعدها حضر مندوب من الرئاسة، واصطحبه بجانب ابنه «محمد» إلى أكاديمية الشرطة، مشددا على أنه كان يشعر بالفخر منذ إبلاغه باللقاء، حتى التكريم.

وعد "السيسي" ودموعه

أضاف والد الشهيد: «لحظة لقاء الرئيس لا تنسى، فهو إنسان وطنى حنون صادق، كلمته تخرج من القلب دون تصنع»، مؤكدا أنه حينما قدم الشكر إلى «السيسى» على تلك «اللفتة»، كان رده: «إوعى تقول كده.. أنا اللى باشكركم.. ومصر كلها عمرها ما تنسى تضحياتكم وما قدمتوه لها»، مضيفا: «طبطب على كتفى بعدها وقالى حق الشهداء لن يضيع هباءً وانتم فى عنينا». 
وعن دموع «السيسى»، تابع: «أقسم بالله إن دموع الرئيس انهمرت منه عفويا، وبكل صدق، وهو ما جعل جميع من كان فى القاعة يبكى. ورغم الصورة التى كنت أحتفظ بها عن شخصيته، إلا أن لقائى به كان له شكل وطعم آخر، وشعرت منذ اللحظة الأولى بمدى صدق مشاعره ووطنيته، وأن كل كلمة تخرج منه نابعة من القلب دون أى تصنع».
وأشار إلى أن أكثر ما أسعده من هذا التكريم، هو اتصال زوجته «والدة الشهيد» به، فور انتهاء الحفل، وإخباره أنها تشعر بالفخر، وأن «عبدالرحمن» ما زال حيا بينهم، وحقه لن يضيع، فى ظل وجود رجل بمواصفات الرئيس عبدالفتاح السيسى، يقود سفينة الوطن بكل إخلاص وأمانة، مضيفًا: «والدة عبدالرحمن كانت فى حالة نفسية سيئة جدا، منذ استشهاده، إلا أن نفسيتها تحسنت كثيرا بعد اللقاء والتكريم، خاصة أنها كانت مرتبطة جدا به، فهو أكبر أبنائها، وكان بارا جدا بنا، ومتدينا، ولا تفوته صلاة أو فرض».

التحق بـ"الشرطة" لينال الشهادة

وأشار والد «عبدالرحمن» إلى أن ابنه الشهيد كان طالبا فى كلية الطب، قبل أن يتحول إلى «الشرطة»، بناءً على طلبه، مؤكدا أن شقيقه الأصغر «محمد» طالب بالمرحلة الثانوية، وكان يخطط لدخول كلية الهندسة، إلا أنه غيّر تفكيره، وقرر دخول كلية الشرطة، لاستكمال مسيرة شقيقه الشهيد، وهو ما لن تعترض عليه الأسرة، فكلنا فداء لتراب هذا الوطن.
وقالت الحاجة نجلاء فتحى خليل، والدة «عبدالرحمن»: «شكرا للأب الحنون الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى خفف عنا، وأثبت أنه أب لكل مصرى شريف»، مضيفة: «منح اسم ابنى الشهيد وسام الاستحقاق، هو تاج على رؤوس جميع أفراد العائلة». 
ونوهت بأن «عبدالرحمن» ترك كلية الطب، والتحق بالشرطة بناءً على طلبه، لأنه كان عاشقا للعمل الشرطى والأمنى، كما كان عاشقا لتراب بلده، وبار جدا بوالديه، مضيفة: «بعد استشهاد عبدالرحمن كنت فى حالة انهيار تام، لكن استقبال الرئيس للأسرة، وتكريم اسم ابنى، جعلنى أشعر بالفخر الكبير كونى أم الشهيد»، لافتة إلى أنه فور انتهاء مراسم التكريم، وعودة والد عبدالرحمن، احتضنت الوسام وصورة «عبدالرحمن».

رؤية "الشهيد في نعيم"

وكشفت أنها بعد التكريم واحتضانها صورة «عبدالرحمن»، جاءها ابنها الشهيد فى المنام، خلال «رؤية» كان يجلس فيها وسط بستان من الزهور، وهو يبتسم ويقول لى: «لا تحزنى يا أمى وافرحى لى»، مضيفة: «تكررت تلك الرؤية معى أكثر من مرة فى يوم واحد، وهو ما جعلنى أشعر براحة كبيرة، فابنى بإذن الله فى جنة الخلد، خصوصًا أنه متدين منذ الطفولة، ويحافظ على صلاته، ولم يغضب أحدا منه مطلقا».
ووجهت «أم عبدالرحمن» رسالة إلى جماعة الإرهاب والظلام، قائلة لهم: «حسبنا الله ونعم الوكيل فيما تفعلونه من قتل وغدر ودمار، وأقول لكم لن تستطيعوا إسقاط مصر أبدا، بفضل أبنائها الشرفاء الأبطال»، مضيفة: «ابنى الذى اغتلتموه غدرا فى جنة الخلد مع الشهداء إن شاء الله، أما أنتم فانتقام الله منكم سيكون شديدا، لأنكم تجار دين لا تعرفون الرحمة».

آخر عنقود الأبطال

أما «محمد»، أصغر أشقاء «الشهيد عبدالرحمن»، والذى كان بصحبة والده أثناء تكريم الرئيس، فقال: «لا أستطيع أن أصف إحساسى أثناء لقاء الرئيس بنا، وتكريم اسم شقيقى الشهيد، لدرجة أننى فكرت وقررت فى تلك اللحظة أن أستكمل مسيرة شقيقى وأدخل كلية الشرطة إن شاء الله، رغم أننى كنت أخطط لدخول كلية الهندسة». 
وأشار «محمد» إلى أن الرئيس أبدى حفاوة وترحيبا كبيرا بأسر الشهداء، وتعامل مع الجميع من منطلق الأبوة، ولم يشعروا أمامه بالتعامل مع رئيس الجمهورية، بل كان قريبا جدا إلى قلوبهم، وكأنهم يعرفونه منذ فترة، وأن هذا اللقاء ليس الأول بينهم، معربا عن فخره الشديد بشقيقه، الذى قدم روحه فداءً للوطن.
وأكد «محمد» أنه سيدخل كلية الشرطة، حتى يستطيع الأخذ بثأر شقيقه وجميع الشهداء الأبرار من ضباط ومجندين، وهذا القرار اتخذه دون رجعة، وتناقش فيه مع والده الذى لم يعترض، بل شجعه على خدمة بلده مهما كانت التضحيات، مشيرا إلى أن له شقيقا ثالثا «أحمد» يعمل ضابطا بالقوات المسلحة، وهو سيكون فى الشرطة ليخدما معا وطنهم، ويعملان على حمايته من كل خائن إرهابى جبان. 
ووجه «محمد» رسالة إلى جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية، قائلاً: «مصر لن تنكسر أبدا بفضل رجالها الشرفاء، وجميعهم مشروع شهيد، ومستعدون لتقديم أرواحنا فداءً لتراب بلدنا»، مختتما حديثه بتوجيه رسالة شكر وعرفان إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً: «شكرا يا والد كل المصريين، وكلنا معك حتى نطهر بلدنا من خفافيش الظلام ونجعلها أم الدنيا وقد الدنيا إن شاء الله».