رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

نجع حمادي.. "العرب والهوارة".. الانتخابات بـ"نكهة الدم"

البرلمان
البرلمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائما ما يجتمع أبناء العم، من قبائل العرب والهوارة، من أجل توحيد صفوفهم فى الانتخابات البرلمانية، والحصول على مقعد لتمثيل القبيلة فى البرلمان، ولكن الوضع اختلف هذه المرة، خاصة فى دائرتى نجع حمادى «دائرة الدم والنار»، وبندر ومركز قنا، وهما الدائرتان الأشرس فى صعيد مصر.
دائرة الدم والنار
يطلق عليها الجميع «دائرة الدم والنار»، بسبب الأحداث الدامية التى شهدتها خلال الانتخابات البرلمانية عام ١٩٩٥، والتى راح ضحيتها ٧ من أبناء قبيلتى العرب والهوارة، عقب اشتباكات بين أنصار المرشحين، فهمى عمر وسيد المنوفى، وكان السلاح هو الغالب، الأمر الذى دفع الإذاعى الكبير فهمى عمر إلى الانسحاب، والابتعاد عن عالم السياسة.
كان نصيب دائرة نجع حمادى، طوال الانتخابات الماضية، ٤ مقاعد، لكن تغير الأمر فى الدورة البرلمانية المنتظر البدء فى إجراءاتها، فقد حصلت الدائرة على ٣ مقاعد، وفصلت مدينة فرشوط عنها، وهو ما يحدث للمرة الأولى، إذ لم تستقل فرشوط عن نجع حمادى من قبل، لتصبح دائرة مستقلة بمقعد واحد.
سابقًا كان الوضع بالدائرة أكثر وضوحًا، والتحالفات القبلية معروفة للجميع، فأبناء الهوارة يتحالفون معًا، للحصول على مقعدين، وهو الحال نفسه بالنسبة لأبناء قبيلة العرب، لكن التغيير خلال الدورة الحالية، يخيم على المشهد الانتخابى، وتحتم المصلحة على المرشحين البحث عن المقعد منفردًا، بدون تحالف أو تنسيق مع أبناء العم.
«الهوارة يتصارعون»
من أبرز المرشحين لخوض الانتخابات من قبيلة الهوارة، اللواء خالد خلف الله، المرشح الأسبق للبرلمان، واللواء طارق رسلان، القيادى بحزب المؤتمر، والذى لم يتقدم خلال إجراءات الانتخابات قبل تأجيلها بأوراق ترشحه، لكنه يسعى بقوة للوصول لمقعد البرلمان، أيضًا من المرشحين فتحى قنديل، عضو مجلس الشعب السابق، وشقيقه ناصر قنديل، الذى قرر خوض الانتخابات فى مواجهته، والعميد نبيل بخيت، والعقيد أشرف شمروخ، ومن المرجح أيضًا خوض اللواء عمر الطاهر، البرلمانى السابق، الانتخابات البرلمانية ضمن مرشحى القبيلة.
وبدأ كل مرشح استعداداته الخاصة، ووفق التوقعات فإن من أبرز المرشحين لخوض جولة الإعادة اللواء خالد خلف الله، الذى تحالف فى الدورة الماضية مع فتحى قنديل، صاحب الكتلة التصويتية الكبيرة بقرية الغربى بهجورة، بنجع حمادى، كى يحصل كل منهما على مقعد تحت القبة.
«الشقيقان» بداية اشتعال نيران الدائرة
أما ابنا البرلمانى الراحل أحمد فخرى قنديل، وهما فتحى وناصر قنديل، فقد دخلا فى تحد من أجل الوصول للقبة، وفى الانتخابات الماضية أعلن ناصر خوضه الانتخابات، لكنه تنازل فى النهاية، بعد تهدئة الأمور من جانب أبناء القبيلة، لصالح شقيقه العضو السابق، أما هذه الدورة، فقد رفض الانسحاب، مقررًا عدم مساعدة أخيه، لكن تحديه من أجل سحب المقعد، يعنى اشتعال المنافسة بشكل غير مسبوق فى الدائرة.
«العرب» تستعد للمنافسة
قبيلة العرب تعانى هى الأخرى من أزمة «منافسة الرفقاء وأبناء العمومة»، ومن أبرز مرشحيها، العقيد هشام الشعينى، عضو مجلس الشعب السابق لدورات عدة، وأحمد منصور، المرشح السابق، ويمتلك رصيدا كبيرا من الناخبين، وسيد المنوفى، أحد أطراف معركة ٩٥، التى راح ضحيتها ٧ ناخبين، ومن بين المرشحين الأقوياء بالدائرة، محمد الغول، نجل شقيق البرلمانى الراحل عبدالرحيم الغول، والذى يمتلك كتلة تصويتية كبيرة، وينافسه بقوة أحمد عباس الذى تربطه به علاقة نسب، عباس زوج نجلة البرلمانى الراحل، ما يمهد لزيادة حدة المنافسة بينهما.
رحيل «الغول» يشعل النيران
بعد رحيل عبدالرحيم الغول، البرلمانى الذى تربع داخل القبة لسنوات طوال، بدأت الصراعات على من يخلفه داخل عائلته، وبعد مشاورات دامت لفترة طويلة، استقر الجميع على أن يخوض العميد محمد عبدالعزيز الغول، نجل شقيقه، غمار الانتخابات، لكن ظهر أحمد عباس، زوج نجلة الغول الراحل، ليعلن ترشحه.
وسعى البعض لإقناعه بالعدول عن الترشح، من أجل عدم تشتيت الأصوات، التى لن تكون فى صالح الجميع، وستتسبب فى ضياع المقعد، لكنه رفض الانسحاب، على الرغم من محاولات الصلح التى لا تزال جارية حتى الآن، وبالرغم من شعبية محمد الغول، إلا أن عباس يعد «شوكة فى ظهره»، لأنه يسعى إلى استقطاب الناخبين، والعمل على ضرب الكتلة التصويتية للغول، وهو ما يمهد بشكل أو بآخر، إلى اشتعال حدة المنافسة الانتخابية، فى منطقة شرق النيل بنجع حمادى، والتى تعد فارقًا كبيرًا ومؤثرًا فى العملية الانتخابية.
«الشعينى والمنوفى» ومعركة البقاء
أما هشام الشعينى وسيد المنوفى، فكلاهما مرشح بقوة لخوض جولة الإعادة، لا سيما الشعينى، الذى يتمتع بشعبية بين قبيلة العرب، لامتلاكه كتلة تصويتية بمنطقة الغربى بهجورة، فضلًا عن أنه من المخضرمين الذين استطاعوا البقاء تحت القبة لسنوات، حتى فى الفترة التى سيطر فيها التيار الإسلامى على الدائرة.
ويمتلك المنوفى القوة نفسها، بمنطقة الشرقى بهجورة، وله أنصار عدة، يستطيع من خلالهم المنافسة، ولأنهما من أطراف الصراع الرئيسية على مقعد العرب بالدائرة، فإن الأمر يتطلب تشديد الإجراءات الأمنية، خاصة مع تنبؤات بحدوث خروقات أمنية بالدائرة الأشرس على مستوى الجمهورية، فى ظل انتشار السلاح بالصعيد، مع وجود منافسة قوية من أحمد منصور، الذى يسعى للحصول على المقعد، وسط تأييد أبناء منطقة الغربى بهجورة.