الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

قبائل سيناء: الأمل قريب في القضاء علي الإرهاب.. والدولة المصرية تفرج عن المعتقلين الأبرياء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تترقب قبائل سيناء الإفراج عن مجموعة جديدة من المعتقلين في الأيام القليلة المقبلة، بعد أن أفرجت قوات الأمن عن نحو 100 معتقل سيناوي ثبت عدم تورطهم في عمليات إرهابية ولم تلوث أيديهم بالدماء.
وتواصل قوات الأمن عقد لقاءات مكثفة مع مشايخ وعواقل سيناء، بهدف دراسة الأوضاع في المنطقة وكيفية تهدئة مسرح الأحداث بمعاونة بدو سيناء، بعد أن أصبح القضاء على الإرهاب قريبًا.
يقول الشيخ حسن خلف، شيخ المجاهدين وأحد عواقل قبيلة السواركة: بات الأمل قريبًا في القضاء على الإرهاب في سيناء، وأن جهودًا مضنية تتم بين قبائل سيناء وقوات الأمن المصرية وعلى رأسها جهاز المخابرات، وأننا معشر القبائل السيناوية نتعهد بحماية سيناء ذلك الجزء العزيز من أرض مصر، وأن الجهود التي تتم بالتعاون مع القوات المسلحة ليست وليدة اللحظة؛ بل يتم ذلك منذ أن أعلنت الدولة المصرية الحرب على الإرهاب في سيناء، ويضيف: "شرحنا الأمر لأولي الأمر، وأن جزءًا من القضاء على الإرهاب هو احتواء شباب البدو، ومنحهم وعودًا بتحقيق الأمان لهم، وطالبنا بالإفراج عن المعتقلين ممن لم تلوث أيديهم بالدماء، وبالفعل استجابت لنا الأجهزة المعنية، وتقدمنا بالتقارير والأدلة التي تؤكد أن معظم المعتقلين لم تلوث أيديهم بالدماء وأنهم أبرياء، وبالفعل تم الإفراج عن نحو 100 معتقل خلال الأيام الماضية، ونحن مستمرون في تقديم التقارير، والدولة تستجيب وننتظر الإفراج عن معتقلين جدد.
ويستطرد: "نحن لا ندافع عن إرهابيين، فمَن تورط في عمليات قتالية، ليس أمامه سوى اللجوء إلى القضاء، ويؤكد الشيخ خلف أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها الدولة لاقت استحسان قبائل سيناء، كما تتعهد القبائل بالدفاع عن أرضها.. ويقول: إن وسائل الإعلام لم تصل إليها الصورة الحقيقية على أرض الواقع، إذ نؤكد أن العناصر الإرهابية تتم محاصرتها وملاحقتها، بعد أن هربت من أوكارها في ربوع الصحراء، ونطمئن الشعب المصري أننا لن نتخلى عن دورنا في الدفاع عن سيناء إلى جانب القوات المسلحة.
وأضاف أن انضمام بعض عناصر من شباب البدو إلى الجماعات التكفيرية جاء ردًا على قتل قوات الأمن للإرهابيين وما ترتب على ذلك من فقد ذويهم وهدم منازلهم، هذا فضلًا عن اعتقاد هؤلاء الشباب أن الجماعات التكفيرية على حق ويجب مؤازرتهم، ومع غياب العقل والحكمة ازدادت حالات الاحتقان وعزمهم على الثأر من الدولة المصرية.
يقول "م . المنيعي" من قبيلة السواركة – رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية- إن أعمار الشباب الذي انظم إلى الجماعات الإرهابية تتراوح ما بين 18 و20 عامًا، وهم شباب يعانون من إهمال الدولة لهم، فبدت الفرصة سانحة لهم للانتقام بأثر رجعي، وبات الفكر "الداعشي" منهجًا لهم، ولاسيما أن هؤلاء الشباب فاقد الأمل في الحياة ويفضل الموت على منهج التكفيريين أملًا فى"الشهادة".
ويضيف: مع تطور الأحداث على مدار عام ونصف العام تقريبًا، أيقن الجميع أنه لا جدوى من استمرار الجماعات الإرهابية على أرض سيناء، ولاسيما أننا فقدنا الكثير من الشباب والرجال، وقتل من قتل سواء على يد الإرهابيين أو أثناء العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة، وما إن أعلنا أن هدفنا الأكبر هو مساندة الدولة المصرية في القضاء على الإرهاب، تلقينا تهديدات وملاحقات من الجماعات التكفيرية.. وقتل المئات منا، ولاذ بالفرار نحو ثلثي قبيلة "السواركة" من مدنهم وقراهم المنتشرة في مدينة "رفح" إلى خارج سيناء، وأصبحت ديارنا خاوية على عروشها، ولم يعد يسكنها سوى الأطفال والنساء والشيوخ.
ويقول "م.المنيعي": "خرجنا مهرولين إلي المحافظات القربية خوفًا من ملاحقة "التكفيريين" لنا، بعد أن أرسلوا لنا تهديدًا صريحًا كلٌ باسمه، وعجزنا عن الحركة بحرية داخل مدننا آمنين، وهذا ليس حالنا بل هو حال القبائل الأخرى، واستطرد: "إن الجماعات التكفيرية تستهدف كل مَن يتعاون مع القوات المسلحة، والكل على علم بقصة الشيخ عبدالمجيد المنيعي الذي يعمل إلى جانب الجيش في التصدي للجماعات الإرهابية في العلن، وكانت نتيجة ذلك أن قتل شقيق عبدالمجيد، وتعرض بيته للتفجير من قبل التكفيريين.
وعن جنسيات الجماعات الإرهابية المتواجدة في الوقت الحالي على أرض سيناء وهل انضمت إليهم جماعات أخرى من تنظيم داعش يقول "م.المنيعي": إن معظم من يتبنى الفكر الداعشي بكل أسف أغلبهم ينتمون إلى قبائل سيناء، والقليل منهم من محافظات أخرى، وهو الأمر الذي يجعل البعض يتراجع عن محاربة أو الإبلاغ عن أبناء عمومتنا، وإذا كان هناك تكفيريون من خارج قبائل سيناء فيتم الابلاغ عنهم، فهؤلاء لا يشغلنا أمرهم، وأستطيع القول أن عدد التكفيريين لا يتجاوز ألف إرهابي في الوقت الحالي، بعد أن عن تم القضاء على كل إرهابي وافد إلى سيناء.
وأشاد "المنيعي" بالمبادرة التي قامت بها قبيلة الترابين، واعتبرها خطوة مهمة، وأن باقي القبائل تحذو حذوها وتتكاتف معها في التصدي للإرهاب، ويقول: إن الدور الذي تقوم به القوات المسلحة بالتواصل مع القبائل السيناوية هو دور حيوي ومهم في هذا التوقيت، وأن الاستجابة لمطالب البدو بالإفراج عن المعتقلين ممن لم ثلوث أيديهم بالدم أو المشاركة في الأعمال الإرهابية خطوة جادة ونتمنى خروج باقى المعتقلين حتى يشعر المواطن السيناوي بالأمن والأمان، وأن الدولة جادة في رأب الصدع بيننا وبين كافة أجهزة الدولة، وتابع: إن عمليات القبض العشوائي على المشتبه فيهم والمتورطين في عمليات إرهابية، والتي كانت تتم مع بداية الحرب على الإرهاب أصابت الجميع بحالة احتقان، وهو الأمر الذي تسبب في عزوف البعض عن مساعدة قوات الأمن في التصدي للإرهاب؛ بل تسبب في انتماء بعض الشباب إلى الفكر الداعشي الإرهابى، وما إن مدت الدولة جسور التواصل واللقاءات المكثفة مع مشايخ وعواقل سيناء، بات الأمر سهلًا، وأعلن الجميع التعاون مع قوات الأمن في القضاء على الإرهاب، ويطالب "المنيعي" بخروج باق المعتقلين في سجن "العزلي" ممن لم تلوث أيديهم بالدماء.
وعن الأنفاق المنتشرة على الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، يقول "المنيعي": إن القوات المسلحة نجحت في هدم كل الأنفاق المنتشرة على الشريط الحدودي كما أزالت نحو 3 آلاف منزل في المناطق المتاخمة مع حدود غزة، ولم يعد هناك منفذ لدخول إرهابيين عبر الأنفاق إلا فيما ندر، وإن كان هناك تسلل للجماعات الإرهابية قد يكون عبر البحر.
تسكن قبيلة "الترابين" منطقة وسط سيناء، تلك المنطقة الموحشة التظاريس، والتي تشمل قرى "البرث- وادي العمر- بغداد- أم شيحان- المنبطح" ويحد هذه المناطق جبل الحلال وتبعد 50 كيلو عن مدينة العريش، ومع سقوط "عبدالباسط الترباني" أول قتيل على أيدى الجماعات التكفيرية انتفضت قبيلة الترابين للدفاع عن أرضها.
رفض "عبدالباسط" استلام بيان أصدرته الجماعات التكفيرية والتي وصلت مؤخرًا إلى منطقة وادي العمر.. ومع رفض "عبدالباسط" لأوامر التكفيريين، في اليوم التالي ترقبوا خروجه من بيته وقتلوه على أرض قبيلته، وهو الأمر الذي دعا قبيلة "الترابين" إلى عزمهم التصدي للإرهابيين ومنعهم من الوصول إلى منطقة وسط سيناء وتحديدًا "جبل الحلال".
يقول الشيخ إبراهيم العرجاني، أحد عواقل "الترابين": إن قبيلة الترابين أخذت على عاتقها التصدي للجماعات الإرهابية والحيلولة دون الوصول إلى منطقة "جبل الحلال" تلك المناطق الوعرة والتي تعد مقصدًا وملاذًا للإرهابيين، وفي حالة سكن الإرهاب منطقة "جبل الحلال" يصعب الوصول والقضاء عليهم بالحرب البرية، وهو الهدف الذي تسعى إليه الجماعات التكفيرية.
 ويؤكد "العرجاني" أن "داعش" وكل مَن ينتمي إلى الفكر الإرهابي لن يصل إلى هذه المنطقة، بعد أن تمت محاصرة الجماعات الإرهابية وتقهقرها إلي منطقة الخلف حيث سواحل سيناء الشمالية.
وردًا على سؤال حول تأخر القبائل في الدفاع عن سيناء والتصدي للإرهاب ولاسيما أن الحرب على الإرهاب في سيناء تجاوزت العام يقول "العرجانى": إن قبائل سيناء تتعاون مع القوات المسلحة في الكتيبة "101"، وذلك منذ إعلان الحرب على الإرهاب في سيناء، وليعلم القاصي والداني أن كل عملية يقوم بها الجيش على أرض سيناء يكون برفقتهم شباب ورجال من بدو سيناء، واستشهد منا من استشهد في هذه العمليات إلى جانب رجال القوات المسلحة وعلى نفس الدبابة وفي ذات المدرعة، ونحن لم نعلن عن أسماء شهدائنا.. ويستطرد: إن قبيلة الترابين هي من داهمت أوكار الإرهابيين ولقنتهم درسًا عظيمًا، لكن نحن لم نعلن عما نقوم به لأنه واجب وطني والتخاذل عنه جريمة.
وعن الجهود التي تبذلها القبائل السيناوية لردع الفكر الإرهابي يقول "العرجاني": "أعلن اتحاد قبائل سيناء عن فتح باب التوبة لكل مَن أقدم على تبني الفكر الإرهابي وقرر التوبة ولم تلوث يديه بالدماء، وقرر أن يضع السلاح، على أن يتم صرف مبلغ مالي له يصل إلى 100 ألف جنيه وتوفير فرصة عمل شريفة.