الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

أسرار الغرفة المغلقة فى قصر الاتحادية

التفاصيل الكاملة لأزمة الإعلام مع مؤسسة الرئاسة

 السفير علاء يوسف
السفير علاء يوسف المتحدث السابق الرسمى باسم رئاسة الجمهورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الاجتماعات السرية لمساعد الرئيس مع شباب الإعلاميين بإحدى دور القوات المسلحة تثير غضب «رؤساء تحرير»
على مدى عام مضى على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى شهدت علاقة الرئيس بالإعلام منعطفات متنوعة في حدتها حتى باتت العلاقة بين الإعلام والرئاسة على صفيح ساخن، وتزايدت مؤخرا حالة الاحتقان بين بعض الإعلاميين ومؤسسة الرئاسة.
جانب مهم في الأزمة التي تصاعدت وتيرتها أن إدارة الإعلام الرسمية بالمؤسسة الرئاسية لم تكن طرفا فيها، وإنما هي أزمة انفجرت مع بعض أعضاء الفريق الرئاسي، وأحد أهم أسبابها هو تجاهل الفريق الرئاسى لبعض الإعلاميين والتركيز على مجموعات معينة من الشباب تم انتقاؤهم بمعرفة الفريق الرئاسى ليكونوا قريبين من السلطة.
ظل الإعلام الرسمى لمؤسسة الرئاسة متمثلا في مكتب المتحدث الرسمى باسم الرئاسة وحده، فهو المسئول الأول والأخير عن التواصل مع المؤسسات الإعلامية والمسئول الأوحد عن الرد على تساؤلات الجهات الإعلامية والصحفية، غير أنه مؤخرا ءصبح هناك أكثر من نافذة لمؤسسة الرئاسة تطل منها على الإعلام وبات هناك عدد من الخطوط المتشابكة بعضها رسمى وبعضها غير رسمى تتعامل جميعها تحت شعار «إحنا الرئاسة».
مكتب المتحدث الرسمى باسم الرئاسة
السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم الرئاسة المخول له التحدث باسم الرئيس تولى مهام منصبه بداية من سفر الرئيس إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.. يقضى المتحدث باسم الرئاسة يومه في حضور اجتماعات الرئيس سواء مع الحكومة أو ضيوف الدولة والتي تستمر لأكثر من ١٢ ساعة يوميا تبدأ في التاسعة صباحا يعقب كل اجتماع كتابة البيانات الرسمية الصحفية التي تكشف تفاصيل ما دار في اللقاءات وينقلها الإعلام بدوره للرأى العام.
تلقى السفير علاء يوسف قسطا من التدريب على أعمال الإعلام الرئاسى على يد سابقه السفير إيهاب بدوي، سفيرنا الحالى بفرنسا، والمتحدث السابق باسم الرئاسة خلال الفترة الانتقالية، وعقب تولى مهام منصبه رسميا، عقد يوسف لقاء للتعارف مع محررى الرئاسة المعتمدين رسميا لدى المؤسسة لتنظيم عملية التواصل، وهو لا يبخل بالرد على هاتفه أو بالمعلومة طالما توفرت لديه ومسموح بالكشف عنها.
لم يعقد يوسف مؤتمرا صحفيا واحدا بشكل منفرد، ليس تقصيرا منه ولكن لأن الرئيس يحرص على التواصل مع الإعلام بشكل مباشر من خلال لقاءته الدائمة بالوفد الإعلامي المرافق له خلال الزيارات الخارجية، فضلا عن الأحاديث التليفزيونية والصحفية والكلمات والخطب التي يوجهها الرئيس إلى الأمة في المناسبات الرسمية وعقب اجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أوقات الأزمات.
أداء يوسف المنضبط لم يمنع وجود خلل واضح في علاقة الإعلام بمؤسسة الرئاسة إذ لم يعد المتحدث الرسمى هو نافذة التواصل الوحيدة للمؤسسة، وكان لافتا توجيه دعوة للأحزاب السياسية للقاء الرئيس دون علم المتحدث، وهو اللقاء الذي لم تعرف عنه إدارة الإعلام أي تفاصيل سوى من مندوبين الرئاسة الذين انهالت اتصالاتهم للسؤال حول حقيقة ترتيب اللقاء ولماذا لم يتم الإعلان عنه من قبل المؤسسة بشكل رسمي؟
مكتب خريجى الجامعات الأجنبية
أعلن الرئيس رسميا في ٢٣ فبراير الماضي، خلال كلمته عقب الضربة الجوية الثأرية لمعاقل داعش بليبيا، أنه جار تشكيل مكتب إعلامي برئاسة الجمهورية لتسهيل التواصل بين الدولة والجمهور، ولاحقا قال السفير علاء يوسف إن الرئيس وجه بإنشاء مكتب إعلامي حرصا منه على التواصل مع الشباب، هدفه تفعيل المشاركة بين الرئاسة والإعلام للنهوض بالمجتمع.
تشكيل المكتب الإعلامي للرئيس جاء بعد موجة الهجوم على المتحدث الرسمى باسم الرئاسة والتي بدأت خلال اجتماع الرئيس بالوفد الإعلامي المرافق له في زيارته إلى دولة الكويت إذ شكى أحد الإعلامين للرئيس صعوبة التواصل مع إدارة الإعلام بالرئاسة بل وصل الأمر إلى حد مهاجمة المتحدث الرسمى باسم الرئاسة السفير علاء يوسف واتهامه بالتقصير وحجب المعلومات عن الإعلامين وعدم مواكبته للأداء المتميز للرئيس وأنه لا يعقد مؤتمرات صحفية بمؤسسة الرئاسة إلى آخر قائمة طويلة من الاتهامات المجافية للحقيقة.
الحلقة الثانية من الهجوم على المتحدث جاءت على لسان أحد رؤساء تحرير الصحف الخاصة خلال برنامجه على إحدى الفضائيات إذ قال «من غير اللائق أن بلد به كل هذه الصحف، وكل هذا التأثير، بتنافس بالقوة الناعمة، ورئيسها مهتم بالإعلام، ورئيس وزرائها بيدخل على الهواء، ويتكلم للناس طول الوقت والسفير علاء يوسف قافلها كده.. ما ينفعش».
بدا واضحا أن الهجوم لم يكن على شخص علاء يوسف أو أدائه، ولم يكن سوى تقديم مبرر معقول للرئيس لضرورة تكوين مكتب معاون لمكتب المتحدث الرئاسى والدفع في هذا الاتجاه.
بدأ المكتب الإعلامي للرئيس نشاطه فعليا في إبريل الماضى دون رؤية لها معالم واضحة، فلم يتم الإعلان عن القائمين عليه أو طرق التواصل معهم أو حتى طبيعة المهام الموكلة إليهم، واختلافها عن مهام مكتب المتحدث الرسمى باسم الرئاسة.
كل ما قام به المكتب الإعلامي المستحدث هو تفعيل الصفحة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسى على موقع «فيس بوك» التي كان قد تم إنشاؤها كجزء من الحملة الانتخابية للمرشح السيسى قبل فوزه بمنصب رئيس الجمهورية كما تم تفعيل حسابه الشخصى على موقع «تويتر» ليقوم بنشر أنشطة الرئيس ذات الطبيعة الإنسانية ومنها استجابته لاستغاثة مواطن أو إنقاذ عجوز مريضة وإيداعها إحدى دور الرعاية، وتوجيهات الرئيس بترميم منزل أحد الفقراء بمحافظ المنيا.
تشرف على المكتب الإعلامي للرئيس، الدكتورة رشا علام، أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، وهى تكتب مقالا في إحدى الصحف اليومية الخاصة، ويساعدها فريق من الشباب من خريجى الجامعة الأمريكية والجامعة الكندية ويتم تدريبهم تحت إدارتها، كما يضم المكتب عددا من الشخصيات الإعلامية.
لم يمض على عمل المكتب الإعلامي للرئيس سوى أسابيع قليلة حتى تسبب في حالة من الاحتقان بين الرئاسة وعدد من الوسائل الإعلامية، أبرزها تلك التي حدثت مع أحد رؤساء تحرير الصحف اليومية الخاصة بعد تلقيه مكالمة هاتفية من إحدى المتدربات بالمكتب حول مادة صحفية منشورة بجريدته، إذ أبدى رئيس التحرير غضبه من الطريقة التي وصفها بغير اللائقة التي تمت مخاطبته بها، ونبرة توجيه الأوامر والتعليمات والتلويح بعبارة «الرئيس غاضب».
تسببت استعانة الرئاسة بعدد من الإعلاميين والصحفيين وكتاب الرأى المنتمين لوسائل إعلامية بعينها في خلق حالة من الغيرة بين الوسائل الإعلامية واتهامات بالمحاباة في بعض الأحيان، فبالنسبة لكثير من الإعلاميين التابعين لمؤسسات تابعة للدولة ليس مفهوما وجود إعلاميين تابعيين للقطاع الخاص داخل مؤسسة الرئاسة الرسمية.
اجتماعات سرية للإعلاميين بمساعد الرئيس
الوجه الثالث في علاقة الرئاسة بالإعلام يتمثل في مجموعة شباب الإعلاميين التي قربها الرئيس منه في أكثر من مناسبة ما تسبب في حالة احتقان بين الصحف والقنوات الفضائية ودفعها لدخول سباق محموم للدفع بأكبر عدد من أبنائها في مجموعة شباب الإعلاميين بوصفهم المجموعة «المرضى عنها» من قبل المؤسسة الرئاسية، خاصة مع اللقاءات الدورية السرية التي يجريها أحد مساعدى الرئيس ومجموعة شباب الإعلاميين بأحد الدور التابعة للقوات المسلحة، وهى الاجتماعات التي يستغرق بعضها ساعات طويلة تتناول توضيحا لرؤى مؤسسة الرئاسة إزاء الأوضاع الداخلية والخارجية وطريقة معالجتها أو التعامل معها إعلاميا.
أحد المقربين من مؤسسة الرئاسة كشف لـ«البوابة» أن الهدف من تكوين تلك المجموعة الإعلامية هو تنفيذ خطة ما يعرف «بتجديد النخبة» التي تتبناها مؤسسة الرئاسة لتمكين الشباب، مشيرا إلى أن اللقاءات تأتى في الوقت الذي توقفت فيه لقاءات الرئيس برؤساء تحرير الصحف، التي كان الرئيس قد وعد بإجرائها وكان آخر لقاء أواخر نوفمبر الماضى.
شباب الإعلاميين هم مجموعة من الشباب أصحاب برامج الـ«توك شو» على القنوات الفضائية المختلفة، وكتاب الأعمدة في الصحف الخاصة، تم اختيارهم بمعرفة أحد مساعدى الرئيس، وتضم القائمة الإعلامي رامى رضوان والكاتب الصحفى محمد الدسوقى رشدي، والإعلامية أسماء مصطفى، والكاتب محمد فتحي، والكاتب أحمد فايق، وأحمد الطاهرى.
لم يقف الأمر عند مجرد لقاء جمع بين الرئيس وأحد قطاعات الشباب في إطار عملية المشاركة واستطلاع الآراء، وإنما تطور الأمر ليصبح شباب الإعلاميين كيانا فاعلا في عدد من المهمات التي لا يعرف أحد ما صلتهم بها، من بينها الإفراج عن المحبوسين ظلما، إذ قام وفد من شباب الإعلاميين بزيارة وزارة الداخلية لإعداد قائمة من المحبوسين على ذمة التحقيقات، الأمر الذي تسبب في حالة احتقان كبيرة بوزارة الداخلية من ناحية وبمنظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان والمجلس القومى لحقوق الإنسان من ناحية أخرى فلا علاقة لشباب الإعلاميين بالمحبوسين ظلما، رغم سمو الهدف، إلا أن الاعتراض كان على الآلية.
على جانب آخر فإن مجموعة «شباب الإعلاميين» أصبحت عاملا مشتركا في كل الزيارات الخارجية للرئيس، وهى السفريات التي أثارت لغطا كثيرا وفتحت الباب للقيل والقال، على خلفية ما يحدث من تبنى رجال أعمال بعينهم تغطية تكاليف الوفد الإعلامي المرافق للرئيس، تسببت في حرج لمؤسسة الرئاسة.
النسخة الورقية