علي التركي يكتب: دراسة السوق وتحديد الأهداف التسويقية للمواقع الإخبارية «30»

السبت 18/نوفمبر/2017 - 07:26 ص

قلنا من قبل إنه «لا تسويق بدون خطط»، و«لا رسالة بدون جمهور»، لذا فالموقع الإخباري الناجح، هو الذي يمتلك خطة جيدة قادرة على عرض الموضوعات الصحفية التي ينتجها على القراء بطريقة مناسبة، والعمل وفقًا لآلية مرنة تستطيع إقناعهم بالتصفح وتكرار زيارة الموقع.

وتمر خطة التسويق بـ10 محاور، سنرصدها فيما بعد، لكن أهمها المرحلتين الأولى والثانية، التي تضم دراسة السوق وتحديد الأهداف، وستكون محور حديثنا.

المحور الأول: الخلفية ودراسة السوق

في هذه المرحلة يجب أن تطلع على الإحصائيات والدراسات والتقارير الصادرة عن الهيئات والمراكز المهتمة برصد الجمهور على شبكات الإنترنت وانطباعاته وسماته وتحركاته ورغباته وتفضيلاته، فالهدف هنا استكشاف الواقع التسويقي للمواقع الإخبارية، وعدد المنافسين الأساسيين والمحتملين واحتياجات ورغبات الجمهور المستهدف.

وتبدأ في جمع المعلومات كافة، عن الطرق التي تستخدمها المواقع المختلفة، خصوصًا المنافسة للترويج لأخبارها، وآلية عمل صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك، وتويتر، وإنستجرام، وجوجل بلس.. إلخ»، وعدد المعجبين، وحجم التفاعل مع المنشورات من تعليقات ومشاركات.

كما يتم جمع الخلفيات اللازمة، عن مواصفات العاملين في هذا المجال، ورواتبهم، وكيفية عملهم وتكوين رؤية واضحة المعالم.

وتساعد الخلفيات، في وضع الخطة المناسبة، وتحديد الجمهور المستهدف، وطريقة عرض الأخبار وتسويقها، والأسلوب الأمثل لعملية النشر، وإستراتيجية العمل داخل الموقع.

كما تساعدك في معرفة قدرات المواقع الإخبارية المنافسة، وطريقة عملها، ونبذة مختصرة عن الجمهور ومدى إقباله على المواقع الإخبارية، وطبيعة المواد التي يحبون الحصول عليها والطريقة المثالية لذلك.

تحديد الأهداف

الأهداف التسويقية المثالية، يجب أن تتفق مع الأهداف الاستراتيجية العامة للوسيلة الإعلامية وتساعدها في تحقيق التأثير والتفاعل وتمكنها من إيصال رسالة الاتصال الخاصة بها إلى أكبر عدد من الجمهور المستهدف.

ولكي تستطيع تحديد الأهداف بشكل مثالي يجب أن تتمتع بالمواصفات التالية:

 محددة

كلما كانت الأهداف محددة بدقة، كان النجاح حليفها، وساعدت في إيصال الرسالة الإعلامية، وتحسين الصورة الذهنية للموقع لدى الجمهور.

 قابلة للقياس

يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس، حتى تتمكن من التعرف على النتائج التي حققتها وهل استطاعت الوصول إلى الجمهور أم لا؟، وهو ما يسهل عليك عملية التقييم.

 واقعية

الأهداف الخيالية مؤكد أنها لن تتحقق؛ لذا من المهم وضع أهداف واقعية تتوافق مع إمكانيات الموقع المادية والبشرية والمنتج الصحفي الذي ينشره.

 محددة المدة

يجب أن تضع فترات زمنية محددة لتحقيق الأهداف، ووقت التقييم والتعديل فيها إذا لم تثبت كفاءة.

 الأهداف التسويقية الأساسية

هناك 4 أهداف تسويقية رئيسية لأي موقع إخباري يمكن ترتيبها وفقًا للأولوية، على هذا النحو:

أولاً: التعريف والترويج للموقع

أهم أهداف التسويق هو الترويج للمحتوى الصحفي المنشور على الموقع، ولفت الانتباه إليه والتعريف بمواصفاته وسماته، وإمداد القراء بالمعلومات والمزايا كافة، التي تتمتع بها هذه المواد عن غيرها المنشورة في مواقع أخرى، وتدريجيا إقناعه بأنه الوحيد القادر على إشباع احتياجاته من الأخبار والمعلومات، ومن ثم خلق علاقة خاصة بمقتضاها يصبح قارئا مستديما للموقع.

لذا يجب أن تسعى لإيجاد أفكار لتعريف الجمهور بماهية الموقع وسياساته وأيديولوجياته وتوجهاته، وإحداث تفاعل وتأثير قدر الإمكان معه والرد على رسائله واستفساراته.

فنشر أهدافك وتوجهاتك أهم كثيرا من تحقيق زيارات خرافية، من السهل تحقيقها عبر إعلانات ممولة أو زيارات وهمية، لذا يجب أن يكون الحصول على الزيارات في المقام الثاني.

ثانيًا: زيادة الزيارات

رغم أهمية الحصول على زيارات، فإنه من الخطأ اختزال أهدافك التسويقية في الحصول على زائر ليس من جمهورك المستهدف.

صحيح أن الزيارات تتحكم في التقييم الشعبي لأي موقع، لكن المؤكد أنك ستحصل عليها مادمت حافظت على تقديم محتوى يحمل قيمة وفائدة للجمهور، ويدعم التغذية العكسية بين موقعك وزوارك، والإعلاء من قيمة الأخبار التي تستحق القراءة، ومخاطبة عقل ووجدان وعاطفة القارئ دون ابتذال.

فالموقع الذي يروج موضوعات ذات قيمة يخلق انطباعًا يظل راسخًا في ذهن القراء عن مهنية هذا الكيان الإعلامي، لذا فالزيارات ليست الهدف وإنما التأثير والإقناع.

كما يمكنك الحصول على الزيارات بمنتهى السهولة، سواء عبر الإعلانات أو المحتوى المثير، لكن لن تحصل على التأثير المطلوب.

ثالثًا: زيادة جمهور الرسالة الإعلامية

يأتي ذلك عبر تطوير أدواتك التسويقية، ومن أهمها العمل على زيادة عدد المعجبين بصفحة الموقع وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك، وتويتر، وإنستجرام، وجوجل بلس»، لأن ذلك سيؤدي إلى تخفيض الميزانية المخصصة للإعلانات الممولة.

ويحقق التواصل -مع الزوار المسجلين في خدمة القائمة البريدية عبر البريد الإلكتروني، وإضافة الموقع في محركات البحث العالمية، والإعلانات المدفوعة على المواقع الشهيرة، والحملات الدعائية بشكل عام على شبكة الإنترنت، وبواسطة خدمة الرسائل القصيرة «SMS»- نتائج مبهرة.

والجمهور هنا لا يعني الزوار بالدرجة الأولى، ولكن زيادة حجم المتعرضين للرسالة الإعلامية، أو من يمكن أن يكونوا زوارا ومستخدمين يوما ما.

رابعًا: استهداف جمهور معين

يساعدك التخطيط الجيد في استهداف جمهور معين بمناطق جغرافية بعينها، والوصول إليه في وقت قصير وسريع وبتكلفة قليلة، بما يتوافق مع أهداف الإدارة العليا للموقع والمعلنين.

ويسهل التخطيط عملية الوصول المباشر إلى القراء ودعم الثقة بينهم والموقع، وفتح قنوات الاتصال وإيصال الرسالة الإعلامية بشكل مركز وأكثر تأثيرا وإقناعا.

للتواصل:

علي التركي

مدير عام تحرير موقع «البوابة نيوز»

Ali_turkey2005@yahoo.com

مقالات تهمك:-

مبادرة لإنقاذ الصحافة الإلكترونية «1»

لماذا «جوجل» منقذ الصحافة الإلكترونية؟ «2»

لماذا تخسر المواقع الإخبارية مع «جوجل»؟ «3»

كيف تربح المواقع الإخبارية؟ «4»

الكيان المؤسسي في المواقع الإخبارية.. الفريضة الغائبة «5»

فن صناعة المواقع الإخبارية.. «التخطيط» «6»