السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

علي التركي يكتب: عن أزمة الصحافة.. كيف تصنع بطلًا من ورق؟ «13»

علي التركي مدير تحرير
علي التركي مدير تحرير البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان برناردو شو محقا عندما قال في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، إن «الانتحار هو الطريقة التي تجعل الإنسان مشهورًا دون أن يمتلك قدرات»، لكن الصحافة أيضا في 2016 باتت تصنع أبطالا من ورق، وتنسج بيوتًا كـ«العنكبوت» لشخصيات وكيانات مخادعة قوتها أقل من لسعة «الذباب». 
المشاكل التي تحاصر «صاحبة الجلالة» في مصر، تبدو واضحة في أزمة الحصول على المعلومات والاستقرار الوظيفي، فهما من أبرز المشكلات التي تؤرق كل العاملين في تلك المهنة، والسببان الرئيسان لكافة المشاكل الأخرى، لكن ما علاقة كل ذلك بالشهرة؟، وكيف تصنع الصحافة أبطالًا من ورق؟. 
بعيدا عن «لوغاريتمات» لن يفهمها من الوهلة الأولى سوى الخائفين على مستقبل هذه المهنة، عليك أن تجيب أولًا عن: كم مرة قرأت تقريرا يشيد بوزير أو محافظ أو رجل أعمال أو داعية أو سياسي.. إلخ؟، كم مرة قرأت أخبارا عن حركات وأحزاب وائتلافات ليس لها وجود في الشارع؟، كم مرة قرأت عن مبادرات من شخصيات مجهولة؟، كم مرة قرأت أخبارًا عن قنوات فضائية لا يشاهدها إلا صاحبها فقط؟.. إلخ، للأسف كل ذلك ليس أكثر من بيانات صحفية تصل إلى البريد الإليكتروني للصحفي لا يعلم عنها أي شيء وتمرر وتنشر دون أن نتحقق منها، بعضها مجاملات وأخرى عن جهل، والأسوأ بسبب سياسة معدلات الإنتاج المفروضة في أغلب الصحف المصرية. 
البيانات الصحفية، باتت أزمة تهدد مصداقية الإعلام المصري، وتتعارض أيضا مع أخلاقيات المهنة، وأصبحت المصدر الرئيس لـ90% من المحتوى الصحفي، فالمنتج الإبداعي يظهر بين حين وآخر على استحياء، أحيانا يكون ذلك بسبب كسل إدارات التحرير، وتارة إذعان لضغوط مدارس مهنية عفى عليها الزمن، وغالبا انحياز لسياسات يراد فرضها عنوة على القارئ. 
لكي أختبر المخاطر الناجمة عن البيانات، دشنت كيانا وهميا يتماشى مع السياسات التحريرية السائدة في أغلب الصحف، وأنشأت بريدًا إليكترونيًا وهميا باسمها حتى لا يعرف الصحفيون هويتي، ثم أرسلت لهم البيان الأول الذي نشر في بعض المواقع الصغيرة. 
وبعدها بيومين كان «البيان الثاني»، ونشر في عدد أكبر من المواقع والصحف متوسطة الانتشار، وانتظرت أسبوعا وأرسلت «الثالث» فكانت الفاجعة نشر الخبر بالفعل في أحد أكبر الصحف المصرية، ومع «الرابع» فوجئت بمحرر تلك الصحيفة يطلب مني رقم الهاتف لأن رئيس التحرير «الكبير جدا» يريد الحديث معي، وبالفعل تمت المكالمة وكانت المفاجأة عرض عمل في تلك المؤسسة التي لا يستطيع أي صحفي شاب مهما كانت موهبته مجرد دخول مبناها دون «واسطة كبيرة» فما بالك بفرصة عمل بداخلها!، ولكي أكون منصفا لم يكن العرض الوحيد. 
ما فعلته يحدث بشكل يومي في الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية، كم ضخم من البيانات والأخبار تنشر عن كيانات وهمية، حتى ما ينشر عن الشخصيات العامة من «سياسيين، وزراء، محافظين... إلخ»، والقنوات الفضائية والشركات وفنانين ولاعبي كرة قدم،  كثير منها لا يعدو أكثر من «عملية تجميل» لواقع بائس. 
في الحقيقة الأزمة التي نحن بصددها، تحتاج من شيوخ المهنة طرح رؤية واضحة لـ«ميكانيزم» التعامل مع تلك الأخبار، وضوابط واضحة لمعالجة الأخبار الصادرة عن الوزارات والمؤسسات والأحزاب، وكيفية التعامل مع تلك المصادر حال التشكك في المعلومات المرسلة وكيفية التحقق منها؟، فالاستمرار في «صناعة الوهم» سيقضي على ما تبقى من مهنة اهتز عرشها.


للتواصل:

علي التركي

مدير عام تحرير موقع «البوابة نيوز»

Ali_turkey2005@yahoo.com

 

مقالات تهمك:-

مبادرة لإنقاذ الصحافة الإلكترونية «1»

لماذا «جوجل» منقذ الصحافة الإلكترونية؟ «2»

لماذا تخسر المواقع الإخبارية مع «جوجل»؟ «3»

كيف تربح المواقع الإخبارية؟ «4»

الكيان المؤسسي في المواقع الإخبارية.. الفريضة الغائبة «5»

فن صناعة المواقع الإخبارية.. «التخطيط» «6»

تصور مبدئي لإنشاء موقع إخباري ناجح «7»

شركات الإنترنت وتدمير «صحافة الفيديو».. «8»

كيف تحمي موقعك من النصابين؟ «9»

7 يفسدون موقعك الإخباري «10»

«مسمار جحا» في قانون الصحافة «11»

«أنا منافق إذا أنا موجود».. «12»

عن أزمة الصحافة.. كيف تصنع بطلًا من ورق؟ «13»

العلاقة بين الصحفي والمصدر «تجارة رقيق».. «14»

«التصميم التجاوبي» والمواقع الإخبارية «15»

«الذهنية الورقية» تحرق المواقع الإخبارية «16»

الصحافة الورقية «ماتت».. والإلكترونية مريضة بـ«التوحد»! «17»

«الصحافة» و«فيس بوك» صراع دائم وهدنة مؤقتة «18»

عبدالله كمال ونبوءة المحتوى المتعمق في المواقع الإخبارية «19»

هل تستطيع «الذهنية الإلكترونية» صناعة صحيفة ورقية؟ «20»

كيف جعلت الصحافة الإلكترونية «العلم في الراس والكراس»؟ «21»

لماذا تلجأ المواقع الكبرى إلى «الزيارات الوهمية»؟! «22»

المعايير الرئيسة لتقييم جودة المواقع الإخبارية «23»

لماذا كتاب «صناعة المواقع الإخبارية»؟ «24»

"صناعة المواقع الإخبارية".. مهام فريق التسويق «25»

صناعة المواقع الإخبارية.. التسويق لا يعني الزيارات فقط! «26»

10 أخطاء تسويقية تقع فيها المواقع الإخبارية؟ «27»

الخطة التسويقية للمواقع الإخبارية «28»

كيف نختار المعلومات الصالحة للنشر؟ «29»

دراسة السوق وتحديد الأهداف التسويقية للمواقع الإخبارية «30»

استراتيجيات ومحاور خطة التسويق في المواقع الإخبارية «31»

6 مهام رئيسة لقيادات المواقع الإخبارية «32»

«دورة النشر» في المواقع الإخبارية «33»

هل اجتماعات التحرير مضيعة للوقت؟ «34»

المشكلات التحريرية في المواقع الإخبارية «35»

السياسة التحريرية.. لعنات وتجاوزات «36»

4 عناصر تتحكم في السياسة التحريرية «37»

كيف نضع السياسة التحريرية للموقع؟ «38»

المحتوى الصحفي القصير.. المشكلات والتحديات «39»

المحتوى المتعمق.. نكون أو لا نكون! «40»

كيف نختار موضوعات الـ«Top Story»؟ «41»

المراجع التحريري.. المهام والصلاحيات والمسئوليات «42»

المراجع اللغوي.. المهام والمسئوليات والصلاحيات «43»

سكرتير التحرير.. المهام والصلاحيات والمواصفات «44»

رئيس القسم ونوابه.. المهام والصلاحيات والمواصفات «45»

مدير التحرير.. الواجبات والمسئوليات «46»

رئيس التحرير.. المهام والمسئوليات والصلاحيات «47»

الاستراتيجيات الصغيرة.. كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية؟ «48»

كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية الكبرى «49»

كيف يفكر مديرو المواقع الإخبارية المتوسطة؟ «50»

الميزانيات الكبيرة تصنع مواقع صغيرة أحيانًا! «51»

كيف تعمل المواقع الإخبارية متناهية الصغر؟ «52»

كيف تدار المواقع الإخبارية الصغيرة؟ «53»

كيف تدار المواقع الإخبارية المتوسطة؟ «54»

التنظيم المؤسسي للمواقع الإخبارية «55»

10 خطوات لإعداد الهيكل التنظيمي للمواقع الإخبارية «56»

بعد 7 سنوات.. نتائج هجرة المصريين إلى «فيس بوك» «57»