الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

جريدة البوابة

الإخوان يلغمون الانتخابات النيابية التونسية.. و"النهضة" يواجه اتهامات بتزويرها سلفًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

افتتح التونسيون المقيمون في الخارج رسميًا اليوم، سباق الانتخابات التونسية لاختيار برلمان جديد للبلاد، بعد الانتخابات التأسيسية التي جرت بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن على يناير 2011، وأدت لسيطرة حزب النهضة الإخواني على البلاد، والإتيان بالمنصف المرزوقي الموالي له رئيسًا.

ويسعى حزب النهضة الإسلامية، ذراع تنظيم الإخوان في تونس، للهيمنة على السلطة والفوز بالانتخابات التشريعية، والرئاسية التي ستجري 23 نوفمبر المقبل.
وينافس الإخوان حزب "نداء تونس" الذي يمثل المعارضة العلمانية، فضلًا عن جماعات يسارية وإسلامية أخرى، ويعد "نداء تونس"، الذي أسسه السياسي المخضرم "الباجي قائد السبسي" المنافس الوحيد للإخوان، والمرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، ويسعى الحزب للفوز بأغلبية برلمانية لتمثل حائط صد أمام طموحات الإخوان للهيمنة على تونس، وهو ما دفع الجماعة لشن حملة ضده وادعاء انتماءه للنظام القديم.
في المقابل شن "السبسي" هجومًا على الإخوان وحزب النهضة، واتهمهم بتأخير تونس ونشر الفوضى بها، مطالبًا الشعب بالتصويت لحزبه أو الأحزاب الديمقراطية الأخرى، لاسترجاع الدولة وهيبتها من الإخوان.

وحذر "السبسي" من خطر الإرهاب على تونس، مؤكدًا أن "الكثير من الخلايا الإرهابية النائمة بدأت تستيقظ لإفساد الانتخابات".

ووقعت الجمعة الماضية اشتباكات مسلحة بين القوات التونسية وجماعات إرهابية، انتهت بمقتل ستة مسلحين، خمسة رجال وامرأة، بعد تحصنهم بأحد المنازل في ضواحي العاصمة، وفقدت البلاد العشرات من عناصرها الأمنية في هجمات الجماعات الجهادية منذ الإطاحة ببن على.

وحاول الإخوان الضغط على "السبسي" للتخلي عن الترشح للرئاسة، لكنه رفض، ليواجه طعونًا إخوانية أمام القضاء على التوكيلات التي جمعها، لكن اللجنة العليا للانتخابات قبلت ترشحه.

وفي الوقت الذي يحاول فيه حزب النهضة وحلفاؤه من الإسلاميين، الترويج لمزاعم حول نزاهة الانتخابات، أطلق الحزب أعضاء التنظيم لإقامة الاحتفالات في شارع بورقيبة بالعاصمة، ليعلنوا انتهاء الحملة الانتخابية بالألعاب النارية، في رسالة مستفزة للجميع في تونس أن "النهضة" واثق من الفوز.

وقالت "إذاعة فرنسا الدولية" إن هناك حالة إحباط لدى الكثير من المواطنين تجاه هذه الانتخابات، التي وصفتها بأنها تفتقر للحماسة ولا تتسم بالحيوية، مع تزايد العقبات امام المواطنين للتصويت، أهمها عدم إدراج أسماء العديد من الناخبين في القوائم، وغالبيتهم من المعارضين لحزب النهضة.
فيما يعول المراقبون على أحزاب وحركات صغيرة للحد من نفوذ الإخوان، بينها حزب الاتحاد الوطني الحر، الذي يترأسه رجل الأعمال"سليم الرياحي"، والجبهة الشعبية التي كان ينتمي إليها شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قبل اغتيالهما على أيدي الجماعات المتطرفة العام الماضي، فيما دعت بعض التيارات والحركات والتنظيمات لمقاطعة الانتخابات، متهمة الإخوان بتزويرها سلفًا.

مخاوف أمنية
وشهدت تونس أعمال عنف وإرهاب مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، استهدفت تخويف المواطنين وإرهابهم ومنعهم من الخروج للانتخابات لضمان فوز الإخوان بعد حشد ناخبيها، عقب تراجع شعبية الجماعة في مصر وليبيا وسوريا، ودعمها للإرهاب.

وقال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة نفسه، "إن حزبه ورجاله هم القدَر على مواجهة الإرهاب وتخليص البلاد من التهديدات"، وهو ما دفع معارضيه للتأكيد على أنه سبب الفوضى والإرهاب.

وأكدت وكالة "بلومبج" الأمريكية، أن حزب النهضة يخشى مفاجآت الانتخابات، وحتى لو حقق الفوز فسيكون بفارق ضئيل ولن يحقق الفوز الساحق الذي يروج له، فيما حذرت صحيفة "الإيكونومست" البريطانية من العمليات الإرهابية في تونس خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى تحالف الإخوان مع عصابات الجريمة المنظمة وتجارة الأسلحة، التي تنشط على حدود البلاد مع ليبيا والجزائر.

فيما تعالت تحذيرات رئيس الوزراء التونسي "مهدي جمعة" مؤخرًا، من هجمات للجهاديين خلال الانتخابات، ونشرت السلطات عشرات الآلاف من الجنود ورجال الشرطة لحماية مراكز التصويت في الانتخابات البرلمانية الأولى منذ ثلاث سنوات.