الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

في يومها العالمي.. جماعات إرهابية حاولت تزييف وعي المرأة لاستغلالها

محتجزات بمخيم الهول
محتجزات بمخيم الهول السوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نظرت الجماعات المتطرفة والإرهابية باهتمام بالغ لنشاط ودور المرأة، لذا عملت على استغلال المرأة لصالح أنشطتها التخريبية، أصرت على تزييف وعيها منذ الصغر وتحويلها عن مسار الإبداع والعطاء لصالح وطنها وأسرتها، إلى تجريفها وسحبها لطريق العنف.

وتزايدت معاناة المرأة وتعرضها للعنف والقتل والاغتصاب في المناطق التي تراجع فيها المستوى الأمني ونشطت فيها الجماعات المتطرفة، حيث جرى استغلالها مع أطفالها لخدمة التنظيمات الإرهابية، كما جرى إخضاعها للمزيد من السلوكيات العدوانية التي مارستها التنظيمات المتطرفة.
في الدول المستقرة، عملت جماعة الإخوان الإرهابية مثلا على غرس مجموعة من الأفكار في العناصر النسائية منذ الصغر، أولها هي أن دور المرأة الأساسي هو إعداد الأجيال التي يمكن أن تحقق مستقبلا حلم إقامة دولة إسلامية خالصة، أي إعداد أجيال من الأطفال جاهزة للانخراط في المشروع التخريبي للتنظيمات الإرهابية.

قطب

في الستينات ومع خروج المرأة للتعليم الجامعي وخروجها للعمل، وسجلت المرأة في ذلك الوقت عدة أسماء لامعة عاملات ومفكرات وسياسيات وقفن جنبا إلى جنب الرجل في مجالات عدة، ولأن هذا الوضع يشق على الجماعة الإرهابية، فضل منظرها الأول آنذاك سيد قطب (الذي أدين في قضية تنظيم 65 الشهيرة) أن يحذر المرأة من الخروج والمشاركة في الإنتاج المادي لأنها بذلك تجري وراء الأفكار الغربية، وأن شعارات التمدن والتحضر المرفوعة ليست إلا وجوه جديدة للجاهلية، وأن التحضر الحقيقي هو المنهج الإسلامي في ترك العمل والتزام البيت من أجل رعاية النشء.
في كتابه "معالم في الطريق" رأى قطب أن الخروج للعمل يجعل من المرأة أداة للغواية والزينة والفتنة، وأنها أداة للإنتاج المادي ومن الواجب أن تنفق طاقتها من أجل الإنتاج الإنساني، وصناعة أجيال متطرفة جديدة، فإن لم تفعل ذلك تكون مشتركة في الجاهلية التي وصم عصره بها، وهو مصطلح تكفيري.

راشد الغنوشي

لم يلبث هذا الموقف إلى أن تغير مع منظرين آخرين للجماعة الإرهابية حسب تغير العصر وحسب حاجة الجماعة في الاستغلال، ففي عصر سيد قطب كانت الحاجة آنذاك تتطلب مواجهة توجهات الثورة وزعيمها جمال عبدالناصر وكسر إنجازاته الإصلاحية في التعليم والعمل وفي الحياة الاجتماعية بأثرها، أما مع راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية الإخوانية (المدان حاليا أمام القضاء التونسي في تهم إهانة الأمن والتآمر على الدولة) رأى أنه من الصواب التجاوب مع دعوات خروج المرأة للعمل لكن هذه المرة ليست من أجل مواجهة توجه إصلاحي قائم، ولكن من أجل السيطرة على المؤسسات التي تتطلب عناصر نسائية في العمل، فإن ظلت المرأة الإخوانية قابعة في البيت فإن المرأة التي تنتمي لتيارات يسارية أو قومية سوف تستحوذ على هذه الأماكن في المدارس والمستشفيات العامة والمؤسسات الاجتماعية، لذا فضل أن تخرج المرأة لتقصي المرأة التي من تيارات أخرى وتنجح في إزاحتها،  ويكون تبدل الموقف هنا من أجل مصلحة جديدة واستغلال جديد للجماعة الإرهابية.
أما في الدول غير المستقرة، فكانت هناك تجارب كثيرة توضح مدى استغلال المرأة من قبل هذه الجماعات، فتنظيم داعش الإرهابي استخدم النساء في تجنيد عناصر جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاحظ مراقبون انتشار واسع لعدد من الحسابات التي تحمل أسماء وهمية تنشط في سرد الحكايات البطولية لأعضاء التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق وخاصة في الفترة التي سيطر فيها التنظيم على مساحات ومدن كبيرة، ولعبت هذه الحسابات على تزيين الهجرة إلى ما عرفت بدولة الخلافة.

عنصر نسائي من وحدة حماية المرأة 

شجع التنظيم الإرهابي على هجرة النساء إلى مناطقه عقب السيطرة على محافظات واسعة في العراق وسوريا بعد عام 2014، وعقب خسارته جرى احتجاز عوائله من النساء والأطفال في مخيم الهول السوري تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ومن المفارقات أن الأخيرة تضم وحدة نسائية قتالية تعرف بوحدة حماية المرأة، قاتلت لدحر التنظيم الإرهابي، وحماية المرأة السورية في مناطق الإدارة الذاتية للأكراد في شمال وشرق سوريا.

تحرير شقيقتين من المكون الإيزيدي، بجانب عنصرين من وحدات حماية المرأة

على الجانب الآخر، في العراق عانت المرأة الإيزيدية من عنف وإرهاب التنظيم الإرهابي، حيث ارتكب التنظيم بحق النساء الإيزيديات جرائم كبرى وصفت بـ "إبادة جماعية"، ولذلك اتجهت الحكومة البريطانية إلى تصنيف الممارسات التي ارتكبها التنظيم الإرهابي بحق الإيزيديين بأنها أعمال تمثل "إبادة جماعية".