الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«أم الدنيا الضهر والسند للعرب».. مصر تدعم الأشقاء العرب فى أزماتهم المختلفة.. «القاهرة» تدعم الفلسطينيين بعد الهجوم الإسرائيلى الغاشم على غزة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تسعى لوقف إطلاق النار فى القطاع وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين

فى أزمة «إعصار دانيال المدمر».. القيادة السياسية المصرية ترسل المساعدات وفرق الإنقاذ والإغاثة إلى ليبيا

«مصر» وجهت بإرسال المساعدات الإنسانية اللازمة فى أزمة زلزال المغرب

«الحرب فى السودان».. توجيهات بتقديم المساعدات الطبية والإغاثية واستقبال اللاجئين السودانيين

 

على هامش الأحداث الأخيرة المختلفة التى تشهدها الدول العربية من إعصار ليبيا وزلزال المغرب وحرب السودان والقصف الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، لعبت مصر دورها القيادى المعتاد فى المنطقة لدعمهم فى هذه الأزمات التى يشهدونها خلال هذه الفترة، حيث كانت لشعوب هذه الدول بمثابة “الضهر والسند” لمواجهة أزماتهم.

وبتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى ظل الأحداث المؤسفة من الدمار والحصار من قبل الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، حرصت مصر على دعم القضية الفلسطينية بالمساعدات الشاملة لسكان القطاع، تحت شعار «مسافة السكة» و«كتفنا فى كتف إخواتنا الفلسطينيين»، ووصلت القوافل من مؤسسة «حياة كريمة» والتحالف الوطنى إلى العريش بمحافظة شمال سيناء تمهيدًا لإرسالها إلى غزة.

قوافل الإغاثة تتوجه إلى فلسطين ونصرة الشعب فى غزة 

بدأ عبور شاحنات تحمل مستلزمات طبية وأدوية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، حيث عبرت ٢٠ شاحنة عبر المعبر، وتحركت الشاحنات فى طريقها إلى القطاع فيما تنتظر المئات من الشاحنات الأخرى المحملة بالمساعدات الغذائية والدوائية أمام المعبر استعدادًا لعبورها.

وبحسب ما أوضحته مؤسسة حياة كريمة، فإن قوافل المساعدات الإنسانية لدعم فلسطين بانتظار تسليمها إلى قطاع غزة، مؤكدة استمرار استقبال تبرعات المواطنين للأشقاء فى فلسطين، حيث تضم القوافل ١٠٦ قاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية، لتلبية احتياجات الشعب الفلسطينى الشقيق فى هذه الفترة الصعبة.

وتتضمن قافلة التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، ١٠٠٠ طن من المواد الغذائية واللحوم، و٤٠ ألف بطانية و٨٠ خيمة، كما تضمنت المساعدات ما يزيد عليئ ٥٠ ألف قطعة ملابس وأكثر من ٣٠٠ ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، لدعم الأشقاء فى فلسطين جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة.

يأتى ذلك فى إطار جهود التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى ومؤسسة حياة كريمة الداعم للقضية الفلسطينية، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الانسانية لدولة فلسطين الشقيقة، وتماشيًا مع الجهود التى تبذلها القيادة السياسية ومساعيها المستمرة من أجل إنهاء تصعيد أعمال العنف التى يمارسها الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطيني، بما يهدد السلام الدولى ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان.

كما تدشن كيانات التحالف الوطنى بالتعاون مع وزارة الصحة وبنك الدم، أكبر حملة للتبرع بالدم فى تاريخ الإنسانية تحت شعار «قطرة دماء تساوى حياة»، بكافة محافظات الجمهورية، فضلًا عن تخصيص حسابات فى البنوك المصرية للتبرع لدعم الشعب الفلسطينى والوقوف بجانبه فى ظل ظروفه العصيبة.

المساعدات الطبية لسكان قطاع غزة

وفى هذا السياق، قال الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن لجنة الموزعين والمخازن بالشعبة تجهز مساعدات طبية للمصابين فى فلسطين لتسليمها للهلال الأحمر المصري، موضحًا أن اللجنة جهزت ٢٥ شاحنة من المستلزمات الطبية والأدوية العلاجية من محافظات مختلفة؛ لدعم القطاع الطبى فى فلسطين، الذى يعانى من نقص فى المستلزمات الطبية فى ظل ما يشهده قطاع غزة من ضربات عسكرية من إسرائيل.

كما أعلنت منظمة الصحة العالمية، وصول طائرة مساعدات طبية إلى مطار العريش الدولى فى جمهورية مصر العربية، تمهيدًا لإرسالها إلى أهالى غزة.

ومن جانبها، أرسلت دولة الإمارات، طائرة تحمل على متنها مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش؛ ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك لتقديم الدعم الإغاثى للشعب الفلسطينى الشقيق.

كما استقبل الهلال الأحمر المصري، طائرة مساعدات قادمة من المملكة الأردنية الهاشمية؛ وذلك لتسليمها إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى فى قطاع غزة؛ لدعم الشعب الفلسطينى جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة بعد قيام المقاومة الفلسطينية بعملية طوفان الأقصى.

المساعدات المصرية للشعب الليبى بعد إعصار دانيال المدمر

وكانت مصر قد قدمت الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية لدولة ليبيا، فى إطار التضامن مع الشعب الليبى الشقيق فى تخفيف آثار الإعصار المدمر «دانيال» الذى ضرب البلاد الشهر الماضي، وأدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

حيث أقلعت ٣ طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى دولة ليبيا، محملة بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية التى تشمل كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى أعداد من أطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من جمعية الهلال الأحمر، وذلك للمساهمة فى أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف آثار الإعصار المدمر الذى ضرب السواحل الليبية.

ووصلت الطائرات إلى قاعدة الأبرق الجوية تمهيدًا لوصولها إلى المناطق المتضررة بدوله ليبيا الشقيقة، كما تم تجهيز عدد (١٠) طائرات من طراز «شينوك وأوجيستا» مجهزة بعدد من الأطقم الطبية والمعدات لتقديم خدمات الإخلاء الطبى الجوى وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، فضلًا عن استعداد عربات الإسعاف المجهزة بالأطقم الطبية لاستقبال كافة المصابين والضحايا لنقلهم للمستشفيات لتقديم الدعم الطبى اللازم.

كما وصلت حاملة المروحيات المصرية طراز «ميسترال»، التى تتضمن حاويات تحتوى على أطنان من الحصص الغذائية والمواد الإغاثية وتسليمها للسلطات الليبية لتوزيعها على الأشقاء الليبيين بالمناطق المنكوبة، كما استقبلت مستشفى حاملة المروحيات المجهزة بأحدث المعدات والأجهزة الطبية ونخبة من أفضل الأطباء وأطقم الإسعاف عددا من الحالات المرضية، وقامت بتقديم الخدمة الطبية المتميزة لهم.

قامت القوات المسلحة المصرية، بإنشاء معسكر إغاثة مصرى بمنطقة «مرتوبة» الليبية قرب مدينة درنة؛ للتخفيف عن المتضررين من الإعصار فى المناطق المتضررة، وتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والإنسانية لهم ووسائل الإعاشة، كما وجه الرئيس السيسى أيضًا بإقامة معسكرات إيواء فى المنطقة الغربية العسكرية لمن فقدوا ديارهم من الليبيين.

كما خصصت وزارة الأوقاف المصرية، ١٠ ملايين جنيه ضمن المساعدات الموجهة لأشقائنا فى دولة ليبيا جراء الإعصار القاسى الذى ضرب بعض مناطقها.

المساعدات المصرية للمغرب

كما قدمت مصر إلى المغرب الشقيقة مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية عاجلة، لمواجهة أثار الزلزال المدمر الذى ضرب المملكة قبل أيام وأودى بحياة الآلاف، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى القوات المسلحة، بتقديم جميع أشكال الدعم الإنساني، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات المغربية.

أطلقت جمعية الهلال الأحمر المصري، حملة «قلوبنا مع المغرب» لدعم الأسر المتضررة من آثار الزلزال المدمر الذى ضرب المملكة المغربية، وأدى إلى وقوع خسائر مادية وبشرية عديدة للبنية التحتية بمنطقة الحوز، وذلك من خلال الاتصال على رقم ١٥٣٢٢ أو أونلاين عن طريق الهلال الأحمر.

كما خصصت وزارة الأوقاف المصرية، ١٠ ملايين جنيه أخرى ضمن المساعدات الموجهة لأشقائنا فى دولة المغرب جراء الزلزال الذى ضرب بعض مناطقها.

المساعدات المصرية المستمرة إلى السودان

على جانب آخر، فمنذ اندلاع الاشتباكات والحرب الدائرة بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، شهدت تضامنًا واسعًا من مصر، وعملت على تقديم المساعدات الطبية والعلاجية والإغاثية، بجانب استقبال اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب هناك.

تنفيذُا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى يونيو الماضي، وصلت سفينة إمداد مصرية تابعة للقوات البحرية المصرية إلى ميناء «بورتسودان» بالسودان محمل عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية مقدمة من وزارتى الدفاع والتضامن الاجتماعى وجمعية الهلال الأحمر المصرية وبيت الزكاة والصدقات المصري، ودفع تلك المساعدات إلى المناطق المنكوبة والأكثر احتياجًا.

هذا بجانب دورها فى دعم السودان فى أزمات سابقة مثل الفيضانات والسيول التى تعرضت لها وكذلك دعمها فى مواجهة تداعيات كورونا عبر تقديم المساعدات الطبية اللازمة.

دعم الأشقاء العرب

وفى هذا السياق، يقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قيام الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقديم كل أشكال الدعم للدولة المغربية والليبية وفلسطين، يرجع لثبات الموقف المصرى للتعامل مع الأزمات التى تلم بالأشقاء العرب، موضحًا أن الدول العربية جميعها هم أشقاء بالنسبة للدولة المصرية، وبالتالى لن تدخر مصر أى جهد فى دعم كلًا من ليبيا والمغرب وقطاع غزة فيما ألم بهم من مصيبة الزلزال والعاصفة والقصف الإسرائيلي.

وأكد «هريدي»، فى تصريحات تليفزيونية، أن هذا هو البعد العربى فى مفهوم الدولة المصرية، حيث ترتبط مصر بعلاقات متميزة بالأشقاء فى دولة المغرب العربي، مضيفًا أن دولة ليبيا والشعب الليبى هو امتداد للدولة المصرية والشعب المصري، كما أن مصر لن تدير ظهرها أبدا للفلسطينيين، فإن هذه المواقف المصرية تأتى فى إطار إيمان مصر الكامل بالتضامن العربي، وأن كل ما يصيب أى دولة عربية يصيب الشعب المصري، حيث إن المساعدات التى تم إرسالها اثبتت أن الدولة المصرية تحركاتها سريعة وتتجاوب مع الأحداث والتطورات المتلاحقة فى العالم العربي.

موقف مصر من القضية الفلسطينية

كما يؤكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن موقف مصر واضح وصريح هو السعى من أجل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لإنقاذ الفلسطينيين من البطش الإسرائيلى المخالف للقانون الدولى والإبادة الجماعية، موضحًا أن العنف المتواصل من المحتل الإسرائيلى يدل على ضعف موقفه والتخبط فى اتخاذ القرارات، فإن إسرائيل لا تحارب حركة حماس كما تدعى هى تقصف المدنيين وتبيدهم وستعاقب على أفعالها.

ويضيف «حجازي»، فى تصريحات تليفزيونية، أن الأحداث فى غزة أثبتت أن القضية الفلسطينية مازالت قائمة وأن رجال غزة يقفون أبطالا فى وجه الباطل، مطالبين بحقهم فى وجه الاحتلال الغاشم وأنهم ما زالوا متمسكين بدولتهم، والمعارضة فى إسرائيل باتت تتربص برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذى يتوسع فى ممارسات الاستيطان، واقتحم القرى وتنديس المسجد الأقصي، مما أضر بأمن الإسرائيليين.

إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية

كما يرى الدكتور رمضان قرني، خبير الشئون السياسية والأفريقية، أن تحليل السياسة الخارجية المصرية على مدار شهور مختلفة يكشف إلى إعلاء المبادئ الأخلاقية والإنسانية فى تعاملاتها مع كافة المحيط الإقليمى والدولي، وأن هذه المبادئ الكبيرة يتعلق هذا الأمر بدعم ومساندة الأشقاء فى العالم العربى أو قارة أفريقيا أو العالم الإسلامي، حيث يمكن القول إن الدعم الإنسانى والتنموى المصرى لكافة الدول المحيطة يرتكز على مجموعة من المبادئ الأساسية.

وتابع «قرني»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن المبدأ الأول يتعلق بالمبادئ الإنسانية وعدم اللجوء إلى أى مصالح أو أغراض غير النطاق الإنساني، فإن الدعم المصرى الذى يقدم لكافة الدول الأفريقية ودعم حركات التحرر الوطنى واستضافة أغلب زعماء التحرر فى القارة السمراء والوقوف فى جامعة الدول العربية خلف استقلال عشرات من الدول فى مرحلة معينة من مراحل النضال العربى يكشف أن الجانب الأساسى فى الموقف المصرى هو إعلاء المبادئ والقيم الإنسانية فى هذه المواقف، موضحًا أن المبدأ الثانى الذى تتحرك عليه السياسة المصرية التاريخية هو إعلاء القانون الدولى حينما يتم تقديم كافة المساعدات والدعم للدول الأشقاء دون مشروطية ومن هنا وجدنا حركة دائمة من حركات السياسة المصرية الخارجية على كافة المستويات.

دعم مصرى شامل

ويوضح، أن المبدأ الثالث هو الشمولية بحركة الدعم والمساعدات الإنسانية، حيث لا يقتصر على تقديم الدعم العينى أو اللوجيستى فقط المرتبط بأزمة مثل كارثة زالزال المغرب أو السيول فى ليبيا، ولكن الدعم المصرى دعم شامل يتعلق بتقديم دعم صحى وكامل للعديد من قطاعات الدول المتضررة، وتقديم دعم اقتصادى وتنموي، والمساعدات العاجلة الإغاثية سواء فيما يتعلق بالجانب الغذائى بدرجة كبيرة، مشيرًا إلى أن المبدأ الرابع الذى يحكم المساعدات المصرية الإنسانية هو الطابع المؤسسي، حيث تتحرك مصر إيمانًا منها بدورها على الصعيد العربى والأفريقي، وفق آلية مؤسسية، فإنها أنشئت فى الثمانينيات الصندوق المصرى لدعم أفريقيا، والذى تم استبداله لاحقًا عام ٢٠١٤ بقرار الرئيس السيسى بوكالة المصرية من أجل التنمية، فإن أهميتها تؤسس لبعد تنموى ودائم ومستديم لتقديم الدعم الإنسانى والإغاثى والتنموى بدرجة كبيرة للدول الأفريقية.

ويقول، إنه هناك دعم إنسانى وتعليمى وصحى وطبى ودوائى ودبلوماسى وحقوق المرأة والإنسان والدعم البرلماني، والعديد من المجالات الأخرى التى تؤكد الرؤية الشاملة لمصر فى تعاملها مع الأشقاء فى الدول العربية والقارة السمراء، مؤكدًا أن أهمية هذا البعد يضمن بناء كوادر ويحافظ على المقدرات للدول التى تتلقى الإغاثات، كما أن المبدأ الأخير المهم الذى تتحرك من أجله السياسة الخارجية المصرية هو فكرة بناء الكوادر انطلاقًا من الخدمة المصرية ودورها فى العديد من القطاعات، ولذلك حرصت مصر على تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية والعمل على المساهمة فى تحقيق هذا الهدف، وربما العمل مع الأشقاء هو نموذج واضح فى دعم وبناء الكوادر الأفريقية.

ويواصل، أن مصر تستقبل الألاف من أبناء القارة السمراء فى العديد من المؤسسات العسكرية والشرطية والتعليمية والإعلامية المختلفة، برعاية الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وترسل مصر العديد من البعثات الخاصة بالصحة والزراعة وغيرها لتقديم الدعم للأشقاء الأفارقة، لافتًا إلى أنه مبادرة ١٠٠ مليون صحة على الصعيد الأفريقى لابد من إبرازها بدرجة كبيرة، حيث يتم تقديم الدعم الصحى للمواطن الأفريقي، باعتباره مواطنا مصريا سواء متعلق الكشف الطبى أو الأدوية أو العمليات وما يتعلق بالعملية الطبية بشكل عام، فإننا بصدد مبدأ راسخ إنسانى دائم ومؤسسى يتعلق بالمساعدات والدعم الذى تقدمه السياسة المصرية، وهو دعم غير مشروط ولا يحمل أى مصالح ولا توجهات سوى إعلاء قيم الإغاثة الإنسانية بدرجة كبيرة، كما تقوم مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية بدور كبير فى مجال العمل الدعوى والإنسانى وتقديم الرعاية الطبية والإغاثية للعديد من دول العالم، وخاصةً الأشقاء فى القارة السمراء.

وفى سياق متصل، يوضح الدكتور عطية عيسوي، الخبير فى الشئون الأفريقية، أن مصر كانت تسعى لتقديم المساعدة الإنسانية للمغرب والتضامن المعنوى مع ضحايا كارثة الزلزال، كما أنها قدمت المساعدة الإنسانية فى ليبيا، وكذلك العمل على حل المشكلة السياسية والصراع بين الأشقاء الليبيين فى الشرق والغرب، فيما يتعلق بتقاسم السلطة والموارد الاقتصادية وتسعى مصر جاهدة لحل هذه المشكلة على مدى أكثر من ١٠ سنوات، استضافت العديد من المؤتمرات ضمت الأشقاء فى ليبيا من كل الأطراف، وذللت بعض العقبات ولكن للأسف تراجعت بعض الأطراف خاصةً فى الغرب على ما تم الاتفاق عليه فى القاهرة أو تعسرت تنفيذه.

ويواصل «عيسوي»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن مصر ساعدت فى حماية حدود ليبيا من الإرهابيين والجماعات المتطرفة، لأنه كان ينعكس أيضًا على الأمن القومى المصرى بالسلب، وساعدتها فى العديد من الأمور المتعلقة بمكافحة الإرهاب وخروج المرتزقة خاصةً الذين أدخلتهم تركيا إلى ليبيا، وجعلت مصر أحد شروط تحسين علاقاتها مع تركيا هو خروج المرتزقة الذين جلبتهم إلى ليبيا، هو الأمر الذى تحقق بنسبة كبيرة، موضحًا أنه فيما يتعلق بغزة فإن مصر خاضعت حروب ١٩٤٨ و١٩٥٦ و١٩٦٧ و١٩٧٣، من أجل القضية الفلسطينية ولم تتوقف عن محاولاتها لتهدئة الأوضاع بين فلسطين وإسرائيل كلما أوشكت الأوضاع على الانفجار بين الطرفين.

القضية الفلسطينية

ويقول، إن مصر بذلت جهودا كبيرة للتوفيق بين الفلسطينيين فى غزة بقيادة حماس وفى الضفة بقيادة حركة فتح، وحدث العديد من الاتفاقات بين الطرفين برعاية مصر، والحفاظ على الحد الأدنى من التوافق بينهم حتى لا تستغل إسرائيل الخلاف وتستمر فى احتلال الأراضى بدعوة عدم وجود الطرف التى تتفاوض معه، مشيرًا إلى أن مصر استمرت فى إرسال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى ولم تتوقف من خلال معبر رفح، ودخول الفلسطينيين المحتاجين للعلاج أو السفر إلى دولة أخرى أو الإقامة فى مصر لأسباب إنسانية، فلم تتوقف منذ سيطرة حماس على غزة فى عام ٢٠٠٧، مؤكدًا أن الدور المصرى لم يتوقف لحظة سواء فى الأزمات أو خلال فترات التهدئة عن دعم القضية ومنع انفجارها أو نسيانها من المجتمع الدولي، ويتوقف الأمر على مدى المرونة التى يبيدها الطرفين حركة فتح وحماس وجعل الضفة وغزة تحت إدارة فلسطينية واحدة، وكذلك التعنت الإسرائيلى والحصار والزعم بأن الشعب الفلسطينى فى غزة يهددون أمن إسرائيل، وبالتالى نجد أن القضية يتعسر حلها.

ويواصل، أن التقصير وعدم النجاح الكامل لحل القضية الفلسطينية ليس من مصر، وإنما من الخلافات بين الفلسطينيين أنفسهم والتعنت الإسرائيلى والرغبة فى تهجير الشعب الفلسطينى من أراضيهم والسيطرة على غزة بالكامل، وتقصير المجتمع الدولى بالكامل سواء من الناحية العسكرية أو السياسية، ولكن من الناحية الإنسانية فلم يقصر المجتمع الدولى ومصر عن تقديم المساعدات اللازمة للفلسطينيين.