الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

نائب رئيس مستقبل وطن يفوض الرئيس السيسي للحفاظ على أمن مصر

أشرف رشاد
أشرف رشاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شارك المهندس أشرف رشاد الشريف، الأمين العام ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، اليوم الخميس، في فعاليات الجلسة الطارئة لمجلس النواب لبحث تداعيات الأوضاع في فلسطين

وقال "رشاد" في كلمة تعليقًا على القصف العسكري في غزة وقتل الأبرياء من الفلسطينيين، جاءت كالتالي:


بسم الله الرحمن الرحيم …..

عندما خلق الله العقل والقلب جعلهما مترادفين متلازمين يكملان بعضهما البعض فإذا هاج القلب كبح العقل جماحه، وإن ضل العقل أنار القلب جوانبه.


فلا ذاك ولا ذاك قادرين على اتخاذ ما يناسب الإنسان سوى باكتمالها جنبًا إلى جنب.

 

أُقدّر من اتبع قلبه فدعا لحرب لا تُبقي ولا تذر بدافع الدين والقومية والأرض والعرض، وأحيي تلك النخوه التي هي سمة من سماتنا نحن الأمة العربية..

ولكن أؤكد أن أسوء الحروب في التاريخ هي التي يختار الخصم فيها زمانها و مكانها فتساق إليها دون ترتيب و تحارب فيها بشروطه و بطريقته.

وإن التاريخ مليء بنكبات قادها أبطال امتازوا بحسن النوايا وصدق العزيمة ولكن خانهم حسن التخطيط والاستعداد.

وأعي تمامًا من اتبع عقله فقال: "مالنا ومال الحروب وويلاتها" بدافع الوطنية والخوف من أضرارها الاقتصادية وحرصًا على مصر من شر الحروب وتوابعها.

ورغم ما في هذا الرأي من تملص من الوازع الديني والأخلاقي وتخلص من قوميتنا العربية إلا أنه بجانب ذلك كله فقد غاب عنه أن أمننا القومي يبدأ من فلسطين من هناك لا من سيناء و أن الدفاع عنها دفاعًا عن مصر في المقام الأول.

و لذلك يجب أن نضع عدة حقائق أمام أعيننا؛ أولها أن قضية فلسطين وأرضها قديمة قِدم التاريخ وستستمر حتى يرث الله الأرض وما عليها.

فهم يريدون هيكلهم ونحن نريد مسجدنا وكنيستنا وكل مقدساتنا..

هم يعتقدون أن مخلصهم سينتصر بهم هناك، ونحن نعتقد أيضا أن أمامنا سينتصر بنا هناك، وأن كل تلك المجازر الوحشية ما هي إلا مسلسل مستمر وسيستمر مع اختلاف السبب والمسمى..

 

فصبرا و شاتيلا وبحر البقر ودير ياسين ومستشفى المعمداني حلقات في وحشية بدأت منذ قتل الأنبياء وتستمر الآن بقتل الأطفال العزل من السلاح..

 

ولا أعلم لماذا التعجب من قوم قتلوا رجالًا كانوا يكلمونهم بوحي الله عندما يقتلون الأطفال والعزل!! فذلك ديدنهم وتلك شريعتهم وهذا مذهبهم الذي نشأوا عليه..

لم أجزع ولم أحزن لتلك المشاهد المأساوية لشهداء نزفهم إلى الجنة واحدًا تلو الآخر؛ فنحن قوم نحب الموت كما يحبون الحياة..

والحزن الوحيد أنهم سبقونا لرضوان الله ونالوا الجنة؛ ولعلني ألحق بهم قريبا.

فخففوا عنكم الفزع والحزن، فنحن أمة تحصد انتصاراتها من فم نكباتها، وتلقى الموت وهي باسمة مشرقة.

أما عن مصر فكل محاولات المزايدة عليها على مدار التاريخ قد باءت بالفشل وستبوء أيضا الآن بالفشل.

فمصر التاريخ هنا صلاح الدين خرج بحيشه ليحرر القدس من أرضها..

وتعلم ياسر عرفات وعز الدين القسام على أرضها وكل من حملوا راية التنوير والجهاد شربوا من تعاليم مصر وتقاليدها وأتقنوا التعليم فيها، فنار فكرهم وأشعلوا فلسطين بنور العلم  ونار المقاومه لعدوهم.

مصر الحاضر التي أخذت موقفا ثابتًا منذ بداية الأزمة عندما اختفى الجميع وصمتت الحناجر التي كانت تملأ الدنيا صياحًا وحماسًا في كل المنابر الإعلامية..

وقدمت كل غال ورخيص وستقدم كل غال ورخيص من أجل أمتنا العربية والإسلامية..

مصر المستقبل.. فجيشها هو الجيش الوحيد الذي تبقى في منطقة قتلتها الاختلافات ومزقتها الصراعات؛ فلم تبقى سوى مصر ضمانًا لمستقبل تلك الأمة التليدة.

إن معطيات الأمور وبرهانها تقتضي مننا أن نلتف سويًا نوحد الصفوف مؤيد ومعارض، متفق ومختلف خلف القيادة السياسية التي تخوض الآن تحدٍ يعتبر هو الأكبر منذ سبعينات القرن الماضي.

تحدٍ من حيث اختلاط الأوراق وتشابك الخيوط، وغموض المواقف والصراعات الداخلية التي تضرب أكثر من نصف دول المنطقة، وتقطع أوصالها وأقول له ليس كما قالت اليهود اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون..

و لكني أقول له اذهب فإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله، وإن اعتدوا فادخل عليهم فإنا بإذن الله غالبون.

أفوضه في اتخاذ ما يلزم وكلي ثقة في قيادته الحكيمة ورؤيته الثاقبة.. وفقه الله دومًا لخير هذا الوطن والأمة