الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

أوليفييه دوزون يكتب: دول «البريكس» أداء متميز وصعود قوى.. القوى الناشئة العظمى تجذب أنظار العالم وطلبات دولية للحصول على العضوية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعربت ١٩ دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة دول البريكس بينما تستعد لعقد قمة سنوية فى جنوب أفريقيا وقال أنيل سوكلال، سفير جنوب أفريقيا لدى المجموعة، إن مجموعة الأسواق الناشئة التى تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ستجتمع فى كيب تاون يومى ٢ و٣ يونيو ٢٠٢٣ لمناقشة آفاق توسعها.
وبالفعل تتكون دول البريكس من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، بمساهمة تصل إلى ٣١.٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى العالمى فى عام ٢٠٢٣ مقابل ٣٠.٧٪ لمجموعة السبع. وتعتبر دول البريكس هى القوى الناشئة العظمى فى الوقت الحالى. وسيكون توسع بريكس وكيفية تحقيق ذلك، مدرجا على جدول الأعمال فى يونيو المقبل وتقدمت ١٣ دولة بطلب رسمى للعضوية وست دول أخرى تقدمت بطلبات غير رسمية.
وبالفعل بدأت الصين المناقشات حول توسع البريكس عندما شغلت منصب رئيس المجموعة فى عام ٢٠٢٢، حيث يحاول ثانى أكبر اقتصاد فى العالم تعزيز نفوذه الدبلوماسى لمواجهة هيمنة الدول المتقدمة فى الأمم المتحدة كما أثار التوسع المقترح مخاوف بين الأعضاء الآخرين من أن يجدوا نفوذهم قد تضاءل، خاصة إذا تم الاعتراف بحلفاء بكين المقربين.
 


فى هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الناتج المحلى الإجمالى للصين هو أكثر من ضعف الناتج المحلى لأعضاء البريكس الأربعة الآخرين مجتمعين وقال سوكلال إن وزراء خارجية الدول الخمس الأعضاء أكدوا جميعا أنهم سينضمون إلى المحادثات فى يونيو، وأنهم سيناقشون أيضا «القضايا الساخنة» بما فى ذلك السودان.
منذ تشكيل هذه المجموعة تحت اسم البريكس فى عام ٢٠٠٦، أضافت المجموعة عضوًا جديدًا واحدًا فقط، وهو جنوب أفريقيا فى عام ٢٠١٠ كما قال سوكلال فى فبراير ٢٠٢٣، إن المملكة العربية السعودية وإيران من بين الدول التى تقدمت رسميًا للانضمام. الأرجنتين، والإمارات العربية المتحدة، والجزائر، ومصر، والبحرين، وأندونيسيا، وكذلك نيجيريا هى بالفعل عضو فى مجموعة بريكس-MNA والسودان وزيمبابوى. يهدف هذا التوسيع بالتأكيد إلى تعزيز أهمية التحالف الاقتصادى على الساحة الدولية.
على أية حال، يستحق موضوع عضوية المملكة العربية السعودية فى البريكس أن نقوم بتسليط الضوء عليه لأن ذلك سيسرع من استخدام اليوان الصيني؛ وإذا انضمت الرياض إلى منظمة شنغهاى للتعاون ودول البريكس، فسيؤدى ذلك إلى تسريع التجارة الثنائية باستخدام اليوان كعملة ويمكن لليوان أن يحل محل الدولار الأمريكى.. ومن هذا المنظور، يلاحظ أن عددا متزايدا من الدول تتخلى عن استخدام الدولار الأمريكى لتسوية معاملاتها. وقد تؤدى عضوية المملكة العربية السعودية فى البريكس إلى تسريع هذا الاتجاه.
وفى الحقيقة، حل اليوان الصينى مؤخرًا محل الدولار الأمريكى كعملة مرجعية وفى نفس الوقت، تقوم بكين بالتفكير مع أعضاء البريكس حول إنشاء عملة جديدة من شأنها تقليل اعتمادهم على الدولار الأمريكى.
ويؤكد بعض الاقتصاديين بأن ظهور عملة البريكس سيؤدى بالضرورة إلى تآكل هيمنة الدولار. كما توقعوا أن اليوان واليورو سيعطلان هيمنة العملة الأمريكية وأن الثلاثة معًا سيشكلون عالمًا ثلاثى الأقطاب من العملات الاحتياطية.
ما تأثير انضمام السعودية إلى البريكس؟.. لن تؤدى عضوية الرياض فى البريكس إلا إلى تسريع الانتقال المستمر إلى اليوان الصينى كعملة تسوية.
فى حين أن عضوية الرياض فى البريكس لن تثير الشكوك حول هيمنة العملة الأمريكية على المدى القصير، إلا أنها ستساهم بالتأكيد فى تدويل اليوان الصينى، ودعونا نتذكر أن بكين تستخدم بالفعل اليوان للمدفوعات عبر الحدود، وبالتالى تعزيز مكانة عملتها.
فى الوقت نفسه، سجلت واشنطن زيادة مستمرة وكبيرة فى عجزها التجارى والأكثر من ذلك، يمكن اعتبار عضوية المملكة العربية السعودية فى البريكس، فرصة لبكين لتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية بديلة والتخلص أخيرًا من الاعتماد على الدولار الأمريكى.
معلومات عن الكاتب: 
أوليفييه دوزون.. مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. من أهم مؤلفاته: «القرصنة البحرية اليوم»، و«ماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟» و«الهند تواجه مصيرها».. يتناول فى مقاله، مستقبل دول البريكس وصعودها القوى فى العالم الذى يتشكل حولنا من جديد.