الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أنواع من العلاقات

إميل لبيب  استشارى
إميل لبيب استشارى العلاقات الأسرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مشورة أُسرية

أنواع من العلاقات

إميل لبيب

استشارى العلاقات الأسرية 

يشتق اسم إنسان حسب معجم المعانى الجامع من الفعل «أنس» أى اطمأن وألِف الصحبة. وهو فعل يعبر عن حال الأغلبية العظمى من بنى الناس وحاجتها للائتناس والعشرة والتفاعل الاجتماعي، فيقال فى لسان العرب «أنس جاره» أى لاطفه وأزال وحشته.

وفى الموروث الثقافى للأمثال والحكم الشعبية المعبرة عن أهمية وجود الإنسان لبنى جنسه: «جنة من غير ناس ماتنداس»، بمعنى أنه حتى لو كان الإنسان فى روضة تشبه فى صفاتها الجنة بدون ناس لا تستحق العيش فيها.

ووجود ناس فى الحياة يعلمنا ويدربنا كيف نحيا الحياة ذاتها، فنحن نعمل ونسلك على منوال المجتمع المحيط بنا. لذلك فوجود الناس تمثل أهمية لكى نعرف كيف نحيا ونسلك ونتصرف فى أمورنا الحياتية.

وجود بعض الناس فى حياتنا تمثل بركة كبيرة إلا أن هناك حقيقة لابد وأن نعترف ونقر بها ونؤكدها ونعلنها حتى نستطيع التخلص من أسرها وقيدها إلا وهى:
وجود بعض الناس فى حياتنا يمثل بركة كبيرة.
واختفاء بعضهم يمثل بركة أكبر وأعظم وأعم وأشمل.
واكتب من صيغ التفضيل ما تشاء حتى يرتاح قلبك وتستقر وتيرتك

لا نحتاج توضيح ما نقصده بقولنا ببركة وجود بعض الناس فى حياتنا، فبالتأكيد الكل اختبر التعاملات الرقيقة المشبعة من بعض الناس وكيف أنهم ساعدوه ليجتاز محن وشدائد بوقوفهم ومواقفهم معه.

والغريب أنه قد تصدر مثل هذه المواقف من أشخاص لا يكونوا فى حسبان الفرد منا قبل لأن يمر بموقفه هذا.

مثلما يحدث تماماً وبالنص من سلوكيات بعض الذين نقصد أن عدم وجودهم هو بركة كبيرة وعظيمة، حيث يصدر منهم وعنهم ما لا يكون فى الحسبان.

فتجد من كان من المفترض فيه الدعم والتشجيع يتخلى ويرحل بدون أي كلمة دعم أو مساندة، وتفاجئ أن اليد التى كان من المفترض فيها الرفق والحنان «الطبطبة» هى من تقسو وتؤذى « تلطش». وأن من يسرى عنك ويستمع إليك وأن تشكو وتتألم عند أول خلاف بينكم ويستخدم ما قصصته عليه من مواضع وجعك وأسرار نفسك يستخدمها فى معايرتك وتقريعك وتشعر وقتها، وفى تلك اللحظة ليس فقط بخيانة أمانة الإنصات والاستماع إليك لكن بمدى سذاجتك وغبائك لتقديمك له السلاح والسكين الذى ذبحك به.

كتب أحد الأصدقاء هذا السؤال مستوضحاً كم شخص يسلك مثله، ويضيف بعد سؤاله شعوره: ‏هل شعرت يوماً أنك بمنتهى الغباء لأنك كنت صادقاً مع أحدهم بما يكفي؟ ... أنا شعرت.

أظنه شعور جماعى  وأجدنى أردد نفس كلمات الفنان أحمد زكى فى فيلم ضد الحكومة، وبنفس النبرة:
" لا أستثنى أحدا، بالفعل لا يوجد إنسان يمكن استثناؤه من المرور بشعور الخذلان والإحباط من سلوكيات من ظن فيهم السند والدعم.

عندما نكتب على الخذلان فأكثر ما يؤلمنا فيه أن نقع فى دائرة الرثاء على الذات والإحساس بالتخلى والفقد، وهى مشاعر تحترم إلا أن الركون لها وإليها سوف تبتلع كل فرحه قد تراود النفس، وتبتر كل نبت للثقة قد يرد على الخاطر، وهى مرحلة نمر بها تعبر عن الاكتئاب والحزن، لا نستطيع الخروج منها إلا من خلال علاقات شافية فما تخربه العلاقات لا تصلحه إلا العلاقات، ندخل فى علاقات بعد أن نكون قد شكلتنا علاقات أخرى تجعلنا أكثر حرصاً وحكمة، إلا أنها لا تضمن لنا أننا لن نخذل مرة أخرى.. فهذه هى الحياة  وهذه هى العلاقات، بعضها يؤذى... وغيرها يشفى.