الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. «فتات الفرصة» لـ سلمى فايد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..

تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.

واليوم ننشر قصيدة بعنوان "فتات الفرصة" للشاعرة سلمى فايد، ضمن المجموعة الشعرية "من قبل العالم".

 فُتاتُ الفُرصة 
خُذني لا بأس..
ولكن دَعْ لي جذرًا
في الأرض
يطولُ ويتمدّدُ 
كأصابعَ تتمسّكُ
بفتاتِ الفُرصةِ 
خُذْ جسمَ الآلةِ
واترُكْ لي روحَ الأُغنيةِ وعازفَها
حتى لا أنسى كيفَ
يطيبُ الجرحُ وكيفَ يُخفّفُ 
وطأُ الأقدامِ 
الماشيةِ على الشّريانْ
خُذْ كلَّ النّاس
وخلِّ مساءً يملؤهُ
كلامٌ سقطتْ منهُ الصّورةُ
فتناولَ سهمًا
وأصابَ الجرحَ بلا خُططٍ 
أو حظٍّ أصلحَهُ السُّكْرُ
اترُكْ لي الدّهشةَ
من أنَّ وجوهًا تُلبِسُ خارجَها
داخلَها يمكنُ أن تظهرَ في الواقعِ 
وتمرُّ جواركَ
خَلِّ
أماكِنَ
تحفظُ رائحةَ اللّحظةِ
وتُعيدُ حكايةَ قصّتَها
طَعمَ القُبلةِ
وهي تشدّكَ من قلبِكَ
تدخلُك الغابةَ وتُريكَ الشجرةَ
وتقولُ "مغامرةٌ أخرى 
قد تُحيي أحدًا"
دَعْ صوتَ النّفَسِ الخارجِ مِنكَ
إلى رئةٍ أخرى تركَتْ 
صاحبَها كي تلهثَ عندَكْ 
حُلمًا لا يحدثُ
إلا لو وجدَتْ رأسُكَ
لحظةَ أن تُغمِضَ كلَّ الأضواءِ
على كتِفٍ
تعرفُ كيفَ يحِنُّ الغُصنُ
على الطّيرِ الزعلانْ
خُذْ كلّ القصّةِ
واسمحْ للحيِّ
بأنْ يبتكِرَ حياةً
يزرعَها في نصٍّ آخرْ
خُذْ منّي الشمسَ
وما ستحطُّ عليه
الحائطَ والسّرَّ المتروكَ إليهْ 
والسّورَ وما يمتدُّ حوالَيهْ
خُذْ
منّي العالمَ
هيئَتَهُ
وحكايتَهُ
واترْكْ لي فرصةَ
أن أنسى 
ما تأخذُ منّي!