رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. "الشباب" قصيدة العراقي عبد العزيز الجواهري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.

تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.

واليوم تنشر قصيدة بعنوان "الشباب" للشاعر العراقي عبد العزيز الجواهري، تزامنا مع ذكرى وفاته، التي تحل اليوم السبت.

"الشباب"
تَطلَّبْ في شبابك للصعابِ
فما عمرُ الفتى غير الشبابِ
وسُلَّ حسامَ عزمك للمعالي
فإنَّ السيف يصدأ بالقِراب
ودَعْ طلب الهوان لمبتغيه
فإن المجد أجدر بالطِّلاب
وكرِّرْ لو خطأتَ الجِدَّ يومًا
فكم خطأٍ يؤول إلى الصواب!
إذا ما الجهلُ أرْتَج منه بابًا
فإن الجدّ مِقْلد كل باب
ولا تُجدي الشجاعةُ في غبيٍّ
تقاعسَ عزمه عند الغِلاب
إذا انعكس السنان لدى طِعانٍ
فليس يفيد مطَّرد الكعاب
وإنْ غصنُ الشبيبة راق حسنًا
فما للشيب فرعٌ للشباب
ولا ينقصْك قولهمُ فتيٌّ
فإن السيف يقطع بالذباب
وكم قمرٍ تولَّدَ من هلالٍ!
وكم شهرٍ توقَّد في شهاب!
وإن الدهر كالميزان يعلو
إذا يخلو وينزل وهو رابي
ولو لم يعلُ إلا ذو محلٍّ
لما شمختْ على الروض الروابي
ولو معنى الجهالة صِيغَ طوقًا
تبرّأتِ النفوسُ من الرقاب
ولو رهنُ البطالةِ حاز فخرًا
لما افتخر الحسام على القراب
وليس ابن النقيبة في هوانٍ
أعزّ عَليَّ من بنت النقاب
فأصل أرومة الأخلاق منها
يمتّ بكل فرعٍ مُستطاب
وينمو من عوائدها ربيّاً
كما تنمو الرياض من الرباب
إذا روح الحياة بها تسرَّت
فما تلد العقابَ سوى عقاب
لأنت أجلُّ مدرسةٍ تسامت
لدرس بنيك يا صدرَ الكعاب
وإنك للحياة أجلُّ بيتٍ
منيعِ الركن مرعيِّ الجناب
وإنك للوليد أجل سِفْرٍ
يطالع فيه شاكلةَ الصواب
وإنك في ارتجافك خيرُ درسٍ
تُردَّد فيه ألسنةُ الخطاب
وكالمرآة أنت صفتْ صقالاً
بها ارتسمت خِلالُ الاكتساب
وما ضَرْبُ النوابض فيك إلا
لتحريض الصبيّ على الطِّلاب.