الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

هل تنجح الحكومات في دحر الإخوان بشمال إفريقيا..؟ سيناريوهات جديدة للجماعة من أجل محاربة إصلاحات الرئيس التونسي.. وتحذيرات من موجة إرهاب تنشر الرعب بين الشعب

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تطورات متلاحقة عاشتها تونس، منذ أصدر الرئيس قيس سعيد قراراته الإصلاحية، التي تستهدف استعادة الدولة من بين براثن حركة النهضة الممثلة لجماعة الإخوان الإرهابية. 
القراءة المتأنية لهذه التطورات، تشير إلى أن الدولة التونسية، تقف الآن في مفترق الطرق، بين اتجاه تستعيد فيه هويتها، وقدرتها على الحركة إلى الأمام، في ظل حكم مدني ديمقراطي، وبين اتجاه آخر تنتكس فيه الدولة، وتتمكن الجماعة من العودة إلى المشهد وإسقاط الإجراءات التي نفذها الرئيس حتى الآن.  
ولعل من ينظر إلى التاريخ، يعلم أن جماعة الإخوان لن تسلم بسهولة، وستحاول مرارا أن تعود إلى المشهد، الأمر الذي دفع الكثير من المراقبين إلى الإعراب عن مخاوفهم، وتحذيراتهم من "البطء السياسي"، الذي قد يدفع القيادة التونسية إلى تأخير عدد من الإجراءات اللازمة لاستكمال عملية استئصال الجماعة، مما يمنحها الفرصة للعودة مجددا. 
العودة بالإرهاب 
منذ أيام نشرت الصحف التونسية خبرا مفاده تفكيك خلية إرهابية، تصنع عبوات ناسفة لاستهداف مواقع حيوية في الدولة، وتضم 10 أفراد.  
ووفق ما نشر بالصحف أيضا، تم اعتقال إرهابي كان يحمل قنابل يدوية الصنع، في أثناء عملية تفتيش لدراجته النارية. أما الذي يدق ناقوس الخطر، ويجب أن ينتبه إليه الجميع، فهو أنه منذ أيام  وأثناء اقتحم أنصار حزب "التحرير"، أحد أذرع الإخوان، أكبر مساجد تونس، وأثناء الصلاة، ونادوا بإقامة الخلافة الإسلامية، رافعين شعارات تحرير البلاد من الطاغوت الأجنبي، على حد وصفهم، كما اتهموا الرئيس قيس سعيد وأنصاره بالعمالة، وهذا كله يشير إلى أن الجماعة تستعد للعودة من جديد.  
لا يعرفون وطنا 
الإخوان لا يعرفون وطنا، ولا يؤمنون بالانتماء، وطنهم هو الجماعة، ومصالحهم مقدمة على مصلحة الوطن، لذا لا يجدون غضاضة في الاستقواء بالخارج، لا سيما بعد رفضهم شعبيا، هذا ما أكده الدكتور فتحي العفيفي أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، الذي أشار إلى أن الجماعة اعتادت ألا تغادر سلطة وصلت إليها دون أن تريق الدماء. 
وحذر من أن حالة البطء السياسي، التي قد تصيب تونس، وتمنع قيادتها من الاستمرار في استكمال الإجراءات اللازمة لتطهير الدولة من الجماعة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى نجاح الجماعة في العودة، عن طريق نشر الفوضى لإرباك، والوقيعة بينها وبين الشعب، الذي ينسى سريعا كعادة الشعوب العربية كافة.  
ولفت العفيفي إلى أن الخوف من النسيان، ربما يكون الدافع وراء التصريحات التي أدلى بها الرئيس التونسي، أثناء اتصال هاتفي تلقاه من الممثل الأعلى للشئون  الخارجية والسياسية الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حيث قال قيس سعيد إن الدولة  التونسية كانت على وشك السقوط، وذّكر بأعداد المتوفين جراء جائحة كورونا ببعض المستشفيات، التي كانت تفتقد لأبسط المعدات، بل وفي بعض الأحيان للماء الصالح للشرب، وللكهرباء، بينما تفرغ البرلمان الذي سيطرت عليه الجماعة إلى شل الدولة وإيقاف حركة العمل فيها، عن طريق مناوأة الحكومة، والسعي لإخضاعها. 
وطالب العفيفي، الرئيس التونسي بعدم ترك مدة زمنية طويلة، دون استكمال إجراءات تطهير الدولة، حتى لا يستغلها الإخوان للمناورة الارتداد عائدين من أجل إسقاط الخطوات الإصلاحية التي تم اتخاذها فعلا.  
ولفت العفيفي إلى أن دعوات رئيس البرلمان المنحل، راشد الغنوشي، لأنصاره بالنزول إلى الشارع واستعراض قواتهم، كان محاولة لكسب شرعية زائفة، إلا أن هذا التحرك لم يتم على الوجه الأكمل، نظرا لأن الجماعة لم تجد دعما شعبيا، وهو ما يجب استثماره والبناء عليه من قبل القيادة التونسية، حتى لا تترك الشارع فريسة في أيدي الجماعة.  
قنبلة موقوتة 
عدم حسم ملف الإخوان بتونس "قنبلة موقوتة"، يمكن أن تنفجر في وجوه الجميع، في ظل وجود دعم وتمويل من الخارج للجماعة في تونس، هذا ما أكده هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، قائلا: "إخوان تونس لديهم ما يدفعهم للعنف والإرهاب، فلهم ماض معروف وموثق بذلك منذ ثمانينات القرن المنصرم. 
وأشار إلى أن تاريخ الأخوان حافل بالعنف، حيث أسست جهازا سريا مسلحا، ارتكب جرائم اغتيال لناشطين يساريين مثل: محمد البراهمي، وشكري بلعيد، في أعقاب ثورة الياسمين، وهو ما ينذر بالتكرار هذه المرة أيضا. 
وأضاف أن إخوان تونس لديهم الرغبة الشديدة، في اللجوء للعنف خلال المرحلة الحالية، هربا من أزمتهم، أو محاولة في حلها بفرض، واقع بالقوة، أو من خلال خلط الأوراق، وإحداث اضطراب أمني يعوق المسار الذي دشنه الرئيس قيس سعيد قبل أن تكتمل
الدائرة عليهم . 
وتوقع "النجار" أن يكون مصير حركة النهضة والغنوشي، كمصير إخوان مصر, خاصة أن الظروف الحالية سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية على غير ما يشتهيه إخوان تونس فرعاة التنظيم الدولي للإخوان تغير وضعهم وتغيرت مواقفهم مثل تركيا، وقط، ولا يقدرون على تحمل فواتير عنف جديد محكوم عليه بالفشل مسبقا لجناح آخر من أجنحة الإخوان خاصة. وأن هؤلاء الرعاة قد عانوا من تبعات عنف وإرهاب إخوان مصر ويحاولون الآن إصلاح ما جرى إفساده، كذلك تغير الوضع دوليا لموقف الغرب من الإسلام السياسي الآن ليس بحماسة وقوة ودعم البدايات ومن المستبعد أن يتعاطف الأمريكيون مع سيناريوهات في تونس كالتي حدثت في مصر قبل سبع سنوات، علاوة على أن الوضع الداخلي في تونس لا يشجع على تلك السيناريوهات والتي إذا لجأ إليها إخوان تونس فستكون نهايتهم السياسية وسيكتبون بأيديهم ورقة وفاتهم لان الشعب التونسي والقوى السياسية والمدنية تعرف جيدا ما ارتكبه الإخوان من خطايا ودورهم فيما وصل إليه حال تونس من انهيار وتراجع على كل الأصعدة وإذا لجأ الإخوان للعنف فستكون هي الورقة والمبرر لكل القوى الأخرى لإقصاء هؤلاء وإزاحتهم تماما من المشهد.

تاريخ من العمالة 
فيما رأى الدكتور أكرم الزغبي أستاذ القانون الدولي جامعة الزقازيق، أن العمالة والاستقواء بالخارج ليس جديدا على الإخوان  وأتباعهم، وهو ما ظهر جليا في تونس بعد الإجراءات  الاستثنائية التي اتخذها الرئيس، حيث عقدت الجماعة لقاءات خارجية للابتزاز والتحريض الواضح ضد الدولة التونسية.

وأوضح أن هذه التدابير التي اتخذها الرئيس كانت منقذة للبلاد، وخاصة فى ظل الأزمات الاقتصادية،  والسياسية، والاجتماعية  وانتشار الفساد،  وما ظهر جليا في ملف الصحة والذي كبد البلاد خسائر في أرواح الأبرياء.

مصير واحد 
وتوقع أستاذ القانون الدولي أن يستخدم الإخوان العنف ضد السلطة والشعب، باعتبار السلطة هي التي واجهت التنظيم، والشعب هو الذي ثار ضدهم، وقد يصل الأمر إلى مرحلة الإرهاب العنيفة التي شاهدناها سابقا في مصر.

وأشار إلى أن الإخوان تعدوا مرحلة ممارسة التهديد بالعنف، إلى صناعة العنف، والفوضى بإثارة الفتن، والقلاقل، وهو ما يجب أن يحذر منه التونسيون.

وقال: "من خلال متابعتنا للتجارب السابقة للإخوان، في العواصم العربية الأخرى، أتوقع أن يكرر إخوان تونس تجربة الإخوان في مصر، وبالتالي  سينتهون إلى ما وصل إليه التنظيم في مصر، فهم سقطوا في تونس شعبيا وسقوطهم لم يختلف كثيرا عن سقوطهم في مصر.

وأضاف: "هذا يعني انتهاء فكرة التنظيم من أساسها، واندحار الجماعة في شمال إفريقيا، خاصة بعد خسائرها الإضافية في الجزائر والمغرب أيضا، نتيجة انكشاف كذبهم ويفهم الجماعة، وتناقض شعاراتهم. 
وتابع: "التنظيم انكشف حينما كذب على الشعوب، فأحل ما يتماشى مع مصالحه، واستخدم أسلوب التقية لإقناع الشباب بهذا الكذب والتضليل.