الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

إيبارشية المنيا تقدم خدمات تنموية للمواطنين دون تفرقة دينية.. مكاريوس للأقباط الأرثوذكس: ارتداء الكمامة شرط لدخول أي كنيسة.. أتمني أن أقبل أقدام كل الذين تألموا يوم 14 أغسطس 2013

الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قدمت إيبارشية المنيا في السنوات السبعة عشر الماضية، الكثير من الخدمات الثقافية والاجتماعية والتعليمية والصحية؛ فمن (2004 وحتي 2021) سبعة عشر عامًا، من النضال الروحي والثقافي والتنموي، من الأنبا مكاريوس، كراعٍ ومعلم وأب أسقف، يجلس مع فقراء شعبة على الأرض.
ويفوت على الأرض تصلي وتصبح كنائس وخدمات، تحمل ما لا يتحمله أسقف خاصة بعد الحرب التي شنها الإخوان على كنائس مصر والمنيا، بعد فض الاعتصامات الإرهابية في رابعة والنهضة، ونالت المنيا 80% من الخسائر: بلغ عدد الكنائس التي تم حرقها وتدميرها بالكامل (36).
وقال الأنبا مكاريوس، أسقف عام إيبارشية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس، إنه كان يتمنى أن يقبل أقدام كل الذين تألموا يوم 14 أغسطس 2013.
نبدأ بالنشاط الصحي لمواجهة فيروس كورونا:
قدمت مطرانية المنيا وأبو قرقاص للأقباط الأرثوذكس، دروعًا تذكارية لأعضاء الفرق الطبية بمحافظة المنيا، في لفتة إيجابية مشجعة، تعبيرًا عن الشكر والتقدير لما بذله القطاع الطبي بالمنيا من أطباء وتمريض ومعاونين وإداريين، من جهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وشكل الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لإيبارشية المنيا وأبو قرقاص، وفدًا كنسيًا للقيام بهذه المهمة، حيث زار الوفد عددًا من المستشفيات، وهي: مستشفى الصدر بالمنيا، مستشفى القلب والصدر الجامعي بالمنيا الجديدة، المستشفى الجامعي بالمنيا، مستشفى التأمين الصحي بالمنيا، مستشفى الحميات بالمنيا، مرفق هيئة الإسعاف والطوارئ بالمنيا.
ولمواجهة فيروس كورونا، وجه الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، وتوابعها نداء إلى أقباط المنيا الأرثوذكس أنه يشترط ارتداء الكمامة قبل الدخول لأى كنيسة.
وجاء في توجيه الأنبا مكاريوس أسقف المنيا إلى الأقباط الأرثوذكس التالى "الأبناء المباركين شعب الإيبارشية المحبة للمسيح "المنيا" بعد أن أعلنت اليوم وزارة الصحة دخول مصر الموجة الرابعة لكورونا وحفاظًا على سلامتكم، سيكون ارتداء الكمامة شرطا أساسيا لدخول الكنيسة بما في ذلك الأطفال".
وأعلنت مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس عن قرارات جديدة بشأن مواجهة انتشار فيروس كورونا، تتمثل في إجراءات احترازية قوية، وهي: التشديد على ضرورة أخذ لقاح كورونا، وجعل ارتداء الكمامة شرطا لدخول الكنيسة.
استمرار تخفيض نسبة الحضور في القداسات والاجتماعات إلى 50% من عدد المقاعد بالكنيسة مع إمكانية استخدام كل المساحات المتاحة وتوزيع المصلين على القداسات خلال الأسبوع إلى جانب توزيع التربية الكنسية على أكثر من يوم.
تقليل وقت القداس إلى ساعة ونصف وكذلك تقليل الوقت في بقية الاجتماعات.
استمرار إيقاف جميع الرحلات والمؤتمرات ولقاءات اليوم الواحد باستثناء ما هو داخل الإيبارشية فقط.
تخفيض عدد المقاعد في قاعات العزاء إلى 50% من سعة القاعة مع التأكيد على ذلك عند الحجز.
لا مانع من افتقاد المرضى فقط ومناولتهم "باستثناء مرضى كورونا".
استمرار إقامة صلوات الثالث بالكنيسة مع الالتزام بالنسبة المقررة، على كل من يشعر بأى أعراض للوباء– مهما كانت بسيطة- أن يمتنع عن المجىء إلى الكنيسة حتى تمام الشفاء.
التشديد على الإجراءات الاحترازية "التباعد الاجتماعي- ارتداء الكمامة– قياس الحرارة – استخدام المطهرات".
أيضا على الصعيد الصحي، أنشأ مركز أغابي، الذى يخدم المسلمين والمسيحيين في مختلف التخصصات، إضافة إلى مستشفيات الرجاء بالفكرية، وسان مارك بالمنيا.
أما عن الأنشطة والفعاليات التنموية والفنية والتعليمية والاجتماعية، مثل أكاديمية الموهوبين والتي فكر فيها وأسسها الأنبا مكاريوس لتخدم المواهب في الصعيد، ويشرف عليها القمص أبانوب منير، و55 من 55 أعضاء هيئة تدريس من المتخصصين وأساتذة الجامعات في كل أقسام الأكاديمية، يساعدهم 80 من الخدام.
وتهدف إلى اكتشاف ثم تبني وتنمية الموهوبين، والتشجيع على اكتشاف مواهبهم، وتقديمهم للكنيسة والمجتمع، بدأت الخدمة 2013، أول كرنفال كان عدد المشتركين نحو خمسة آلاف، وفي 2014 عشرة آلاف، وتكررت أعداد قريبة من ذلك، كل عام، حتى بلغ عدد المشتركين من 2013، وحتي 2021 نحو 70 ألف مشترك.
المتوسط سبعة آلاف موهوب وموهوبة كل عام تقريبًا، والدراسة لمدة عامين، وكل صف به 600 موهوب، وبالصف الأول الآن 1200 موهوب وموهوبة، في مواهب: الألحان، الشعر، أصوات وترانيم، عزف، اختراعات، كرة قدم، شطرنج.
وتمتد الأكاديمية لتقبل كل إيبارشيات محافظة المنيا (مغاغة والعدوة وبني مزار ومطاي وسمالوط والمنيا وأبو قرقاص) وأسيوط. ويختبر الموهوبين نخبة من المتخصصين: المعلم إبراهيم عياد، والفنانين: لطفي لبيب وعاصم سامي، فريد النقراشي، جميل عزيز، صبري إسكندر، الشاعر رمزي بشارة، والفنان التشكيلي الدكتور إيفان أديب، والمخرج مرقس عادل، والإعلامية دينا عبد الكريم، المرنمة هايدي منتصر.
وتم تأسيس مدرستين: سان مارك بالمنيا الجديدة، سانت ماريا بأبو قرقاص، مدرسة الأقباط الابتدائية بأبوقرقاص البلد، إضافة لمدرسة الأقباط الخاصة بالمنيا، وتقدم خدماتها التعليمية للمسلمين والمسيحيين، إضافة لعشرات الحضانات.
أما عن العمل الاجتماعي؛ فهناك دار مسنين بالمنيا الجديدة، دار للأيتام بنين بالمنيا، دار أيتام بنات بالمنيا، دار للملائكة (أطفال أيتام) ودار كفيفات، وكذلك جمعية أبناء الملوك الأهلية.
ويظل الأنبا مكاريوس، هو الوحيد الذى استمر في إيبارشية المنيا وأبوقرقاص، في ظل أعقد مراحل مر بها الوطن والإيبارشية، وعاصر ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
كما عاصر خمسة رؤساء: حسني مبارك، المجلس العسكرى، محمد مرسى، عدلى منصور، والرئيس عبدالفتاح السيسي، وتسعة محافظين للمنيا؛ هم: فؤاد سعد الدين، أحمد ضياء الدين، سمير سلام، سراج الدين الروبي، صلاح زيادة، طارق نصر، عصام بديوي، قاسم حسين، وأسامة القاضي.
وتضاعفت كنائس الإيبارشية ثلاث مرات، وعدد الكهنة ثلاث مرات. لإيبارشية المنيا، مشاريع لخدمة الفقراء، بدلا من تقديم المساعدات، ومنها مشروع لتنمية 500 سيدة، عبر مساعدتها في عمل مشروع تنموي بدلا من المساعدات.
وقال الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، إنهم لم ينظموا بالإيباراشية موائد إفطار، خلال شهر رمضان، في إطار الوحدة الوطنية، بل قاموا بتسليم شيك بمبلغ مالي في محافظة المنيا، من أجل توزيعه على الفقراء والمساكين خلال شهر رمضان.
وأكد أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، أنهم اعتادوا على ذلك، على مدى الأعوام الماضية، بإعطاء النقود للفقراء والمساكين بدلًا من إنفاقها على الولائم.
وعندما اجتاحت السيول المنيا، العام الماضي (2020)، استمر الأنبا مكاريوس في تفقد الفقراء والمساكين بمدينة المنيا، حيث تجول في أطراف مدينة المنيا، وتقابل مع عدد كبير جدًا من المساكين، الذين يغالبون البرد القارس والرياح الصعبة والأمطار، لأجل القوت والأغلبية كانوا من الأطفال وقام بتوزيع بعض الاحتياجات عليهم وتقويتهم بكلمات الأبوى.
وقال تعليقا على ما شاهده في هذا الطقس: "رغم قسوة الظروف فهؤلاء الفقراء مبتسمون راضون، فرحون جدًا بما قدمناه لهم، وكان يكفينا أجرًا تلك الابتسامة التي ارتسمت على وجوههم، ورفع أيديهم بالدعاء لنا. كان أغلبهم يجمعون القمامة، ووجدنا مع مجموعة منهم حمارًا يجرّ العربة، ولكنه في حالة إعياء شديد، ومصاب في أكثر من مكان من جسده، وعلمنا أنه ليس لديهم ما يطعمونه به. كما تقابلنا مع عدد كبير من العاملين في الشوارع في حالة يُرثى لها. كذلك تقابلنا مع آخرين بلا مأوى.
وتابع كما فعلنا نحن فعل الكثيرون من الخدام والخادمات، وأعرف أن كثيرين جدًا فعلوا مثل ذلك في أماكن كثيرة في المنيا وبقية الإيبارشيات، وما نشرنا هذا إلّا لتشجيع أولادنا هنا على عمل الرحمة والمشاركة العملية للمحتاجين.
وكانت هذه الساعات من أغلى وأغنى ما قضينا من أوقات في الخدمة، ونحن نلتقي المسيح في هؤلاء المساكين، فهو القائل: «كل ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم".
هذه بعض الإنجازات في مختلف المجالات، والتى لم تشهدها إيبارشية المنيا من قبل، تلك الأنشطة التى تخدم ما يقارب الثلاثمائة ألف مواطن ولا تفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان بسبب دينه أو مذهبه أو مستواه الاجتماعي.
هكذا يقول الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، إنه يجب على الشعب المصري التكاتف من أجل تغيير انطباعات بعض المواطنين، حيث يجب أن يشعر المواطن المصري سواء مسلم أو مسيحي بوجود دولة القانون، وليس التصالح و"الطبطبة"، وما شابه ذلك.
وأضاف مكاريوس، أن المسلمين المتواجدين في المنيا، يتعاملون بكل نبل مع الأقباط، وهناك درجة كبيرة من الاحترام في التعاملات بينهم، وهذا لا يعني عدم وجود بعض أزمات.