الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

كيف خدعت غرفة عمليات أكتوبر العدو وأفسدت «يوم الغفران»؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت الغرفة تتوسطها منضدة رئيسية كبيرة علوية مخصصة لجلوس القائد الأعلى وإلى يمينه القائد العام وعلى يساره رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعلى الجانب يجلس رئيس هيئة العمليات، وأسفل المنضدة يوجد مجسم خريطة العمليات للرؤية، والذى يتم تحديث المعلومات عليه.. هكذا شرح الرائد سمير سعيد محمود فرج أصغر ضابط - سنًا ورتبة- داخل غرفة عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة فى مركز ١٠ أثناء حرب أكتوبر.

كانت هناك صورة شهيرة لغرفة عمليات حرب أكتوبر يتوسطها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الحربية الفريق أحمد إسماعيل، الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان الحرب، واللواء محمد عبدالغنى الجمسى رئيس غرفة العمليات آنذاك.

التخطيط للحرب وتشكيل غرفة العمليات

كان قد مر وقت طويل على القادة العسكريين والسياسيين والشعب وهم يعدون عدتهم لملاقاة العدو الإسرائيلى وطرده من أراضى سيناء فكان لا بد أن تعد العدة كاملة لهذه الحرب حيث المجال فيها إما النصر أو انهيار مصر للأبد.

بدأت القيادة العسكرية إعداد القوات المسلحة المصرية ومسرح العمليات يتمثل فى تنفيذ مخطط تجهيز مسرح العمليات أعقاب حرب يونيو ١٩٦٧ خاصة بعد الهزيمة ووصول القوات المصرية للشاطئ الشرقى لقناة السويس.

ركزت القوات المسلحة المصرية جهودها وطاقتها مستغلة طاقات الشركات المدنية من القطاع الخاص والقطاع العام وقامت بأعمال ضخمة شملت الأراضى المصرية جميعها حيث تم أقامت تحصينات لوقاية الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائر وحفر خنادق ومرابض النيران للمدفعية الرئيسية. 

لماذا اختارت غرفة العمليات العاشر من رمضان؟

الرئيس السادات سأل غرفة العمليات عن أنسب يوم لتنفيذ أول ضربة فى حرب أكتوبر فكان الاختيار أن يكون يوم العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر وكان يوافق عيدا دينيا «يوم الغفران» فى إسرائيل ولا يتحرك أى فرد إسرائيلي، وكان يتزامن ذلك أيضا مع شهر رمضان المقدس حيث الصيام والصلاة والطقوس المصرية المعتادة.

عندما كان يأتى للعدو أى بيانات عن تحرك الجيش المصرى وغرفة عملياته فكان الأمر لا يصدق أيضا من ناحيتهم.

إنسانية السادات

قبل العبور بساعة دخل الرئيس الراحل السادات إلى الغرفة وبرفقته الفريق أول أحمد إسماعيل والفريق سعد الشاذلى وخلف الثلاثة عدد من الجنود يحملون «صوانى» عليها سندويتشات من الجبن وعلب العصائر.

وبصوته الحماسى تحدث السادات قائلًا: «أنا حصلت على فتوى من دار الإفتاء بشرعية الجندى الصائم فى الإفطار.. وإحنا فى حرب وأدعوكم جميعًا للإفطار». وكانت تلك اللفتات قد ساهمت فى رفع روحنا المعنوية، ليدرك الجنود أن الأمر مختلف تلك المرة وسيتم النصر والعبور وتحطيم خط بارليف وفقا للخطة التى أعدتها غرفة العمليات.

كيف خدعت غرفة العمليات العدو؟

الراحل أحمد إدريس، أحد أبطال حرب أكتوبر

يتحدث الراحل أحمد إدريس، أحد أبطال حرب أكتوبر، عن أن قادة غرفة العمليات كانوا يبحثون عن لغة لا يفهمها العدو من أجل استخدامها فى الشفرات فاقترح أن تكون النوبية، فهى لغة يتم التحدث بها لكنها لا تكتب وسيكون صعبا جدا أن يكتشفها العدو.

وتابع «إدريس»: «وصل قادتى الفكرة لرئيس الأركان الذى بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي».

والتقى «إدريس» بالرئيس السادات فى لقاء وصفه بالمهيب، وأكد له انه يوجد جنود يتحدثون النوبية بحرس الحدود، وبعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين ٣٥ فردًا، وعلم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم نحو ٧٠ مجندًا من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعًا وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام ١٩٧١ وحتى حرب ١٩٧٣.