الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر الأهم لنبذ التعصب الكروي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

التعصب في الرياضة يرفضه خبراء في التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلماء الدين ونقاد الرياضة ومشجعو كرة القدم بالإجماع، وهنا أقصد التعصب الذي يؤدي إلى الكراهية ونشر الفتنة والانقسامات بين الناس مطالبين بالتشجيع بـالروح الرياضية؛ لأنها بعد كل شيء هي وسيلة خلق روح التعاون الجماعي والعمل المشترك، وليس الأنانية الفردية وقبول المكاسب والخسائر دون غطرسة أو إذلال وقبة قيمة للفريق الخاسر.

ويظهر التعصب الرياضي في الجماهير على شكل تجمعات للجماعات المتعصبة في الساحات والشوارع واعتدائهم على الآخرين والإهانات، وتعطيل حركة السير وعرقلة المصالح العامة وممارساتهم غير العادلة هي بالفعل جزء من السلوكيات التي يرفضها المجتمع سواء كان الفريق منتصر أو مهزوم.

بينما يأخذ التعصب شكل آخر مختلف عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا حيث يظهر التعصب الرياضي في وسائل الإعلام من خلال تسليط الضوء على النادي الخاسر في عناوينه ومقالاته  والسخرية منه والتقليل من مكانته  الأمر الذي يضر بمشاعر جماهير هذا النادي لاستفزاز الطرف الآخر.

هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه لا يوجد تعصب في الألعاب الأخرى ولكن قبل كل شيء يوجد تعصب في كرة القدم لأنها أول لعبة شعبية في العالم، ويجب علينا جميعا الاهتمام بنشر الثقافة بين الرياضيين وتوعيتهم وتوجيههم وبمتابعة دقيقة لكرة القدم المصرية في الآونة الأخيرة نجد زيادة في حساسية الجمهور في المباريات الرياضية ويعلي الإعلام دورا بارزا في تسخين الجماهير لاكتساب مزيد من المشاهدات.

ونحتاج الروح الرياضية في جميع الأوقات خاصة في المرحلة الحالية  حتى نتغلب على التحديات والصعوبات التي تواجهنا  ويفترض أن كرة القدم هي التي تخلق وتغرس تلك الروح في نفوس الشباب حتى لو كان العكس هو الآخر للأسف هذا يرجع إلى عدم فهمنا لهدف هذه البطولات في خلق وإعادة تأهيل وتشكيل روح الفريق التعاوني حيث تختفي الفردية وتتفوق المجموعة جميع الاعتبارات يقدم كل فرد ويظهر إمكاناته وقدراته ومواهبه في إطار جماعي، وهذا ما نبرز الحاجة لغرسه في الأجيال الجديدة وهي روح الفريق حتي تنتصر مصر لأنها هي الأهم.

علينا أن نعترف بأن هذه القضية تحتاج إلى استراحة حقيقية لمعالجة هذه الظاهرة السلبية، ويجب أن يدرك مقدمو البرامج الرياضية أنهم قدوة للشباب وأن مهمتهم هي دفع الشباب إلى أخلاقيات الرياضة والمنافسة في إطار روح رياضية جيدة.

وأيضًا رسالتي إلى قادة الرأي في مصر من الحكماء ورموزهم اقتراح مبادرة نبذ التعصب لإنهاء حالة الاحتقان من خلال حوار هادئ ومتوازن وتلاقي وجهات النظر خاصة بين الأندية الشعبية بدلًا من السعي وراء الشهرة الزائفة على حساب التعصب  الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى انهيار نظام كرة القدم في مصر.

وأخيرا رسالتي لجماهير الاندية الابتعاد عن التعصب والتصادم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأن الرياضة هي للمتعة وليس للعنف.

وأتمنى من وسائل الإعلام أن تغطي الأحداث الرياضية الحالية والمستقبلية بشكل حيادي  حتى يعرف الجمهور من هو المخطئ، ومن على حق في كل أزمة لكن وجود ضباب حول الأمور الرياضية يزيد من حدة التعصب والشكاوى من الجمهور، ويؤدي إلى تبادل الإهانات بين المشجعين واللاعبين ووسائل الإعلام  بل أصبحت ظاهرة يتعين عليك التوقف فيها لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.