ينظم بيت السناري الأثري، بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، والتابعان لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، عروض بانوراما التراث تحت عنوان "مصر التراث والحضارة"، في السابعة من مساء يومي الإثنين والثلاثاء من كل أسبوع خلال الفترة من 9 حتى 24 أغسطس الجاري، بمقر البيت في السيدة زينب، مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
تحكي العروض تاريخ وحضارة مصر على مدار 5000 سنة، وهي عبارة عن رحلة في الزمان والمكان لتسليط الضوء على التراث المصري القديم والتراث القبطي والتراث الإسلامي، حيث سيتم التركيز على أهم وأشهر الملوك والحكام وأعمالهم وانجازاتهم ابتداًء من الملك مينا نارمر موحد القطرين، بالإضافة إلى تقديم شرح حول أهم المباني والأماكن الأثرية من العصرين القبطي والإسلامي، فضلًا عن عرض نماذج من مصر الحديثة.
كما ستشتمل العروض على عرض لرحلة من أهم وأقدم الرحلات في التاريخ؛ وهي رحلات بلاد بونت التي حرصت الملكة حتشبسوت على تصويرها على جدران معبدها بالبر الغربي، مع أخذ جولة في شارع المعز من خلال خرائط تفاعلية تشتمل على الأماكن التراثية والأثرية.
وتعد بانوراما التراث والمعروفة بـ "Culturama" عرض تفاعلي من إعداد مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، ويُقدم من خلال تسع شاشات رقمية هي الأولى من نوعها في العالم، وتجمع بانوراما التراث "Culturama" ثروة من المعلومات الخاصة بالتراث الطبيعي والحضاري في شكل متناغم ومبتكر، بالإضافة إلى برنامج ثري وجذاب للوسائط المتعددة، وأحدث تكنولوجيا للعرض.
وقد نالت البانوراما الحضارية جوائز عديدة، وحصلت أيضًا على براءة اختراع من وزارة الدولة لشئون البحث العلمي عام ٢٠٠٧، وهي تتيح عرض طبقات متعددة من البيانات.
ينظم البيت العديد من ورش العمل والفعاليات العلمية والثقافية والفنية، ويمثل هذا المنزل أحد أروع أمثلة العمائر السكنية من دور وقصور الأمراء ورجال الدولة الكبار في فترة مهمة من تاريخ مصر، الذي يتسم بأهمية تاريخية خاصة حيث ارتبط تاريخه بالحملة الفرنسية على مصر 1798-1801م؛ فقد أقام فيه عدد من أعضاء لجنة العلوم والفنون ضمن الحملة، وكان غالبيتهم من الرسامين والمهندسين.
أدركت مكتبة الاسكندرية مدى أهميته المعمارية والتاريخية، لذلك عملت على تجهيزه ليكون مركزاً ثقافياً كبيراً وبيتاً للعلوم والثقافة والفنون بهدف إحياء المجمع العلمي المصري القديم الذي شهد تأليف موسوعة "وصف مصر" الشهيرة، حرصت على أن يكون البيت امتدادًا لها داخل القاهرة انطلاقًا من دورها في نشر الثقافة والوعي بين الجماهير.
يقدم البيت أنشطته للأطفال في برنامج شهري يتعامل فيه مع المدارس المجاورة في القاهرة ومع الأطفال عمومًا بهدف تنمية قدراتهم واكسابهم مهارات مختلفة، وكذا يقدم البيت خدماته للشباب حيث يهدف إلى تعليم الشباب حرف جديدة لمساعدتهم على مجابهة تحديات سوق العمل وتنميتهم تنمية ذاتية وصقل مهاراتهم الفنية في الفنون المختلفة والموسيقى.
أما المرأة فلها نصيب كبير من الفعاليات، فهي مرآة المجتمع التي تجذب باقي أفراد الأسرة كالشباب والأطفال حتى الآباء، وبالإضافة إلى ذلك تقام العديد من الحفلات الشهرية والندوات التثقيفية والمعارض الفنية والمؤتمرات الدولية والصالونات الثقافية وعلى رأسها الصالون الثقافي العربي.
يعد البيت نموذجًا مصغرًا من مكتبة الإسكندرية بكل فعالياتها وأنشطتها.
