الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا لا تستطيع الملائكة أو غيرها الاختراع مثل الإنسان؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* قبل أن نبدأ، دعنا نسأل لماذا هو الإنسان وحده حصرا القادر على الاختراع والابتكار ولماذا لا تسطيع الملائكة أو غيرها من المخلوقات الاختراع وتفشل فى فعل ذلك؟!
* ماذا علم الله الإنسان ليؤهل للخلافة الأرض وإعمارها وكيف أهله للخلافة؟!
* كيف علمه، ماهى الطريقة؟! وما هو القلم؟!
*قال ربى انه نفخ في البشر من روحه وروح الله هى أوامره أى إعطائه (جزء من علمه) ولست الروح هى النفس كما اعتقدوا
* النفخة لآدم كانت لها طريقتين (تعلم) و(تلقى)، تعلم تجريد المشخص وتلقى للمجرد.
*وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا
( البقرة 31)
*فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ
(البقرة 37)

*الله علم الإنسان تجريد المشخص، ولم يعلمه لغيره وهو من متطلبات خلافة الأرض.
* بشر + عدل + تسوية = آدم + نفخة = إنسان.
* جنه آدم كانت على الأرض.
* الهبوط فى المصحف يعنى الانتقال من مكان لآخر على الأرض أو الانتقال من مرحلة إلى أخرى
مثلما نقول فى لغتنا الدارجة (أنا نازل مصر) أو( نازل القاهرة) وكذلك إذا انتقل ابنك من مرحلة الدراسة والتعليم إلى مرحلة الوظيفة والتكليف فهو هبط وفقا لمعنى الهبوط فى المصحف.
* قال تعالى ( اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ) ( البقرة 61)
* قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) هود.
(وبنى اسرائيل ونوح لم يعيشا فى السماء طبعا).
* وتم فى الغابة تعريف آدم بالشيطان وإخباره أنه عدو له.
ثم
* أولا تعليمه (تجريد المشخص) *ثانيا تلقيه ( المجرد).
* فعندما ( اصطفى) الله آدم ( ذكورا وإناثا) وأخذهم للغابة المليئة بالأشجار والماء لتعليمه تعلم وتلقى.
* علينا أن ندرك أن الله لم يعلم كل البشر الموجودين وقتها لكنه أخذ جزء منهم (اصطفى) مجموعة منهم (ذكورا وإناث).
* الزوج فى المصحف تعنى القرين أحيانا كثيرة ولا تعنى شريكة الحياة، فقد تعنى شريك أو شريكة المهمه قال تعالى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) الصافات.
* علينا أن ندرك أن للاصطفاء عند ربى شرطين فى المصحف بسطة العلم وبسطة الجسم أى السلامة العقلية والجسدية.
* قال تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (247) البقرة.
* التعليم
كان تعليم آدم التجريد للمشخصات، أى إطلاق رموز أسماء على الموجودات حوله كما نفعل فى علم الرياضيات مثلا فنقول الجاموسة سنسميها (س) والبقرة (ق) والجمل (ج) والأسد (د) وهكذا.
وبعد تعليم آدم (المجرد) تم العرض الثانى على الملائكة التى رفضت واستنكرت فى أول مرة عندما أخبرها ربى بأن اختياره وقع على أحد مخلوقاته وهو( البشر) ليجعله خليفة الأرض وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)البقرة.
تعالوا لنرى ماذا حدث بعد تعليم آدم التجريد للمشخصات وإعادة العرض
*وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖفَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) البقرة.
*عرض ربى المشخصات على الملائكة وقال أنبؤنى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، فرد الملائكة لا علم لنا إلا ماعلمتنا ( أى لا نعرف ذلك طبعا) فقال ربى لآدم أنبئهم يا آدم، فقال آدم فقال ربى أرأيتم أنى أعلم ما لا تعلمون.
*وتعليم الإنسان التجريد للمشخص كان أحد أهم أدوات آدم للخلافة فى الأرض، فالتجريد الذى نسميه حديثا علم الرياضيات هو أساس أى اختراعات حديثة والاختراع والابتكار دون تجريد ولذلك يقول العلماء إن الرياضيات سبقت الفيزياء ومهدت لها الأرض وأسهمت في وجودها كعلم
* ثانيا التلقى
تلقى آدم المجرد أى الأحاسيس المجردة مثل( التوبة والفرح والسعادة والحب العطاء الحنان و...) وهى أشياء لا يمكن أن تمسكها بيديك ليست مشخصات أنها مجردات تطلبت نفخة ربانية.
* ففى بداية الأمر قال ربى (وعلم) آدم الأسماء كلها ثم قال ربى ( فتلقى) آدم من ربه( كلمات) فتاب عليه، وكلمات ربى( مخلوقات) (مجردات أحاسيس) آدم تلقى مخلوقات جديدة.
*الله علم الإنسان (تجريد المشخص)، ولم يعلمه لغيره وهو من أهم متطلبات خلافة الأرض وإعمارها، فاخترع الإنسان علم الرياضيات ثم الفيزياء تاليا ثم باقى العلوم ونجح فى اختراع كل ما اخترع، وهو ما لم يتمكن غيره من الكائنات.
* كما تلقى البشر (المجردات)، خلق الله له أحاسيسه المتعددة وخلق له إحساس الخجل عند الخطأ فأصبح الإنسان الجديد قادر على التعبير عن أحاسيسه ومشاعره فكتب كل هذا الأدب والشعر والقصة والرواية وصنع كل هذا التاريخ.
*وتلقى آدم كلمات
وكلمات الله هى مخلوقات
إذا آدم تلقى مخلوقات ( أحاسيس) عديدة خلقها الله، إحساس الفرح إحساس الحزن إحساس الخوف إحساس الطمأنينة......
*تعليمه تجريد المشخص
*وتلقيه للمجرد
كذلك قال ربى موضحا طريقة تعليم الإنسان وأنه علمه عن طريق التقليم التمييز قال تعالى
* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) القلم.
*والقلم من التقليم
والتقليم تفكيك وتجزئ وتجزئ المجزء من أجل التمييز
وهو ما يعتبره الراحل العظيم محمد شحرور أساسا لنظرية المعرفة الإنسانية التى أعطاها الله للإنسان وهى سبب معرفته بكثير من الأشياء حوله وبقدرته على تمييزها وفهمها وبحثها وخلق القدرة لديه على الاختراع.
* ودم الإنسان مثلا كان عنصرا واحدا وبتقليم الإنسان له إلى عنصرين كرات بيضاء وكرات حمراء ثم تقليم البيضاء وتقليم الحمراء ثم تقليم الدم إلى 10 ثم إلى 20 ثم إلى 100 ويتوالى تقليم الإنسان لزيادة الفهم حتى استطاع أن يفهم، وأن يخترع الدواء المطلوب لعلل عديدة وأن يسيطر على بعض الظواهر والأمراض.
ربى علم الإنسان بالقلم بالتمييز وعلمه البيان أي الإيضاح للشيء.
خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن.