الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشيطان.. والقمة المرتقبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ناقشت صحف ومواقع عربية فرص تحقيق مصالحة خليجية بعد إعلان وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر الصباح، عن قرب التوصل لحل للأزمة في الخليج، ولا شك أن التفاؤل دون تردد شعور جميل، لكن الالتزام بالأدبيات، وعدم الخروج عن نص الأخلاقيات التي تفترضها الشخصية العربية ومراعاة الحقوق الموضوعة على الطاولة أجمل بكثير، ربما هذا ما أراد توصيله الرئيس عبدالفتاح السيسي حال استقباله الدكتور أحمد ناصر الصباح وزير الخارجية الكويتي، السبت 2 يناير 2021، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، بالإضافة إلى سفير دولة الكويت بالقاهرة. وقد أكد الرئيس السيسي على ثوابت السياسة المصرية لتحقيق التعاون والبناء ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية، إلى جانب أهمية الالتزام بالنوايا الصادقة لتحقيق المصلحة المشتركة، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل تلتزم إمارة قطر بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.. حتى تتم المصالحة العربية؟ فمنذ الإعلان الكويتي عن الوصول لاتفاق مصالحة، حتى الآن يغيب الحماس الرسمي في دول المقاطعة وقطر لتلك المصالحة، وبدت البيانات الرسمية الصادرة من الرياض التي تمثل باقي دول المقاطعة في مفاوضات المصالحة، من جهة، والدوحة، من جهة ثانية، متحفظة جدا وبعيدة عن التفاؤل الكويتي، ولم تجزم بالوصول لاتفاق مصالحة شامل ونهائي. وبالتزامن مع ذلك التحفظ والغموض، لا تلوح في المشهد الخليجي العام أي تغييرات تتعلق بالأزمة الخليجية، فالخطاب الإعلامي لقناة "الجزيرة" وباقي الأذرع الإعلامية القطرية، لا يزال معاديا لدول المقاطعة، لا سيما الإمارات، ومصر. وفي الوقت الذي كثر فيه الحديث عن المصالحة الخليجية، رفعت وسائل الإعلام القطرية في الداخل والخارج من وتيرة هجومها على الدول المقاطعة، وخاصة الإمارات، والبحرين، ومصر، مع مهادنة وقتية للسعودية التي ستحتضن قمة مجلس التعاون الخليجي، فهل يستطيع النظام القطري إسكات منافذه الإعلامية، في حال تحقق المصالحة، تلك الأبواق التي أسسها ومولها في عدد من العواصم العربية والغربية، أم سينكر علاقته بها ويكتفي بالتبرؤ مما تقول..؟ وقد أثبتت التجارب أن أصابع الأخطبوط الإعلامي القطري الممتدة في أغلب الدول العربية والغربية... لن تحتاج إلى الدعم المباشر من الدوحة، مايثبت أن الموقف القطري لا يزال يراوح مكانه، وتصعب عليه مغادرته، نظرًا لاعتبارات شتى، منها أنه تجاوز محيط الإمارة الخليجية الجغرافي وحجمها السياسي، كما تجاوز قدرة النظام على لجمه نظرًا لاختلاف وجهات النظر داخله، وتغلغل المشروع العقائدي المعادي لمحور الاعتدال. فمحاولات قناة الفتنة القطرية لا تنتهي في استفزاز الإمارات ومصر والبحرين في هذه الفترة المتزامنة مع انعقاد القمة الخليجية الـ41 بالرياض، مناوشات إعلامية قطرية تهدف إلى إفشال القمة الخليجية في اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وبثّ الفوضى من خلال إثارة الفتن والتشويش على المساعي لإنهاء الأزمة القطرية". وهذا يؤدي بنا لطرح سؤال مهم للغاية ربما الاجابة عنه تكون مؤشرا لنجاح المصالحة أو فشلها، فهل تستطيع قطر وقف التمويل للإرهاب، وإغلاق شبكة 'الجزيرة'، وتقليص العلاقات مع إيران..؟ وتلك هي أبرز المطالب أو الشروط الـ١٣، التي وضعتها دول الرباعي العربي، لتطبيع علاقاتها مع قطر. ولأن الكلام المتداول المتفائل، خلا من أي تفاصيل بشأن تلك المطالب أو الشروط، نتوقع أن يكون الشيطان، الذي يسكن التفاصيل، بين المشاركين في القمة المرتقبة، وغالبًا سيجلس على المقعد نفسه، الذى سيجلس عليه حاكم قطر بالوكالة، إن ذهب.