الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفتاة ذات القرط اللؤلؤى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من أجمل اللوحات التى اتفق عليها النقاد ورواد المتاحف والمهتمون بالفن التشكيلى في أنحاء العالم، لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلوى" للفنان الهولندى يوهان فيرمير والتى كانت تعرض ضمن مجموعة لوحات متحف ماروتشوس في لاهاى بهولندا منذ عام ١٩٠٢. وتعد من أشهر لوحات فيرمير ما دفع النقد إلى أن يطلقوا عليها موناليزا الشمال أو موناليزا الهولندية. وتعود اللوحة إلى عصر الباروك والروكوكو، الذى يركز على إبراز المشاعر والأحاسيس. وهى بورتريه من البورتريهات التى تعنى برسم الوجوه التى تحمل تعبيرات واضحة ومحددة كالصراخ أو الغضب أو الحزن. عاش فيرمير بين عامى ١٦٣٢ - ١٦٧٥ مات بعمر الثالثة والاربعين ونسى الناس شخصه ورسومه لولا لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤى التى أعادته إلى ذاكرة جمهور الفن التشكيلى والفنون بشكل عام. تتميزصورة فتاة اللوحة بارتدائها قرطا لؤلؤيا وغطاء رأس كان يعد موضة شائعة لدى سيدات أوروبا خلال فترة الحرب مع العثمانيين وكانوا معجبات بطريقة ملابس هذا العدو. عرضت اللوحة في العديد من متاحف العالم في سان فرانسسكو بأمريكا وطوكيو باليابان وبولونيا بإيطاليا وغيرها ثم عادت إلى بيتها الأساسى متحف ماروتشيوس بهولندا وقرروا عدم مغادرتها مرة أخرى. هذه اللوحة أيضا ألهمت صناع السينما بعمل فيلم يحمل نفس اسم اللوحة، كتبت السيناريو تريسى شيفالييه، الفيلم إنتاج مشترك بين لوكسمبورج وإنجلترا عرض في أمريكا عام ٢٠٠٣ وفى استراليا وبريطانيا ونيوزيلاندا عام ٢٠٠٤ ولاقى استحسانا كبيرا. الفيلم أخرجه بيتر ويبر. ويلقى الضوء على شخصية تلك الفتاة وتحكى جانبا من حياة الفنان والحياة بشكل عام في هولندا في تلك الفترة التاريخية. فنعرف أن الفتاة اسمها جريت وهى تعمل خادمة في بيت فيرميربالطبع هى شخصية نسجها خيال المؤلفة وهى الفتاة المراهقة ذات الستة عشر عامًا، التى تضطر إلى أن تخرج من بيت أسرتها الفقيرة للعمل لدى أسرة من الأسرات الأعلى اجتماعيا، فتعمل لدى الرسام فيرمي، وتلقى معاملة سيئة من الجميع. كانت الفتاة تنظف مرسم الفنان الذى لم يكن مسموحا لأحد دخوله حتى زوجته وفى إحدى زيارات الراعى لثرى الذى يرعى فيرمير يرى جريت ويطلب منه أن يأخذها لتعمل عنده فيرفض الفنان رغم معاملته القاسية لها. فلا يجد الراعى بد من أن يقترح عليه ان يرسم لها لوحة ليعلقها في بيته ومن هنا تبدأ حكاية تلك اللوحة الرائعة. إن ما ينتجه الفن من جمال مشع لا يتوقف عند ذاته وما يشعه على نفوسنا من جمال كمشاهدين أو جمهور وإنما يمكن أن يهب من روحه لمرآة فنية أخرى تعكس بدورها نورا جديدا لتتسع وتتسع دائرة الجمال في العالم.