الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كيفية الخروج من أزمة كورونا؟.. تقرير دولي يرصد تجارب 5 دول للتعافي من آثار الجائحة.. وخبراء: سرعة التحرك وتوفير الرعاية الصحية العاجلة أهم الدروس المستفادة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سلط تقرير دولي حديث الضوء على واحدة من أهم القضايا التي تشغل بال الملايين حول العالم وهي كيفية الخروج من أزمة كورونا؟ وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، ورصد التقرير الصادر عن البنك الدولي مجموعة من العناصر والتوصيات التي ساعدت العديد من البلاد على الخروج من الازمة والتعافي من آثارها.
وأكد التقرير أن هناك مجموعة من العناصر والإجراءات التي كان لها دور كبير في تخطي البلاد لأزمة جائحة كورونا وعلى رأسها إيطاليا التي كانت بمثابة بؤرة انتشار المرض في القارة الأوروبية.
وشدد التقرير على أن هناك عناصر أسهمت بجلاء في تخطي الجائحة، ومن أهم الدروس المستفادة من تفشي "كورونا":

العمل السريع 
يعد العمل السريع وسرعة الاستجابة والتعامل مع الأزمة أمر في غاية الأهمية، كما يشكل عنصر حسم، ولعل الدول التي أسرعت في جهود التصدي الناجحة لفيروس كورونا المستجد واتخاذ إجراءات مبكرة واختبارات واسعة النطاق، وتتبع ومتابعة للمخالطين، وعزل المرضى الذين يعانون من حالات اعتلال، فضلًا عن التكيف مع الظروف المتغيرة بوتيرة سريعة على نحو اتسم بالسلاسة واليسر، وساهم ذلك في تجنب تفاقم الأوضاع في العديد من البلاد.
بناء الثقة 
وأكد التقرير أن من بينن العناصر المهمة في تخطي آثار الجائحة هو بناء الثقة والتواصل بأمانة بين القيادة السياسية والسلطات الصحية في البلاد والمواطنين، والعمل بشفافية مع المجتمع المدني من أجل مساعدة المتضررين على التصدي لهذه الجائحة واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
تحسين جودة الخدمات الحيوية
أثبتت أزمة كورونا أن تحسين جودة الخدمات الحيوية وتوفير سبل الوصول إليها، ليس في مجال الرعاية الصحية فحسب، ولكن أيضًا في مجال الحماية الاجتماعية، على سبيل المثال المدفوعات الرقمية للوصول إلى الشرائح السكانية المستضعفة والأولى بالرعاية الذين يعملون في الاقتصاد غير الرسمي أو ليس لديهم حسابات بنكية.
وفيما يلي ملخص تجارب الدول للتعامل مع الأزمة:
تجربة إيطاليا
وعلى الرغم من أن إيطاليا من الدول المتقدمة إلا أن سكانها أكبر سنًا مما جعلها أكثر تأثرًا بهذه الإخطار. ولدى إيطاليا نظام صحي لا مركزي وقد كانت أقل تأثرًا بتفشي الأمراض المعدية في الآونة الأخيرة.
وكان إقليم فينيتو أفضل حالًا من العديد من المناطق الأخرى في شمال إيطاليا. ووصف المستشار الإقليمي الدكتور أندريا كريسانتي كيف اتسمت جهود التصدي بالسرعة من جانب إقليم فينيتو من خلال الاختبارات السريعة وتتبع ومتابعة المخالطين وإجراءات العزل والمراقبة لرصد ومتابعة معدل الانتشار، خاصة بين العاملين الأساسيين وكبار السن والشرائح الأخرى المستضعفة والأولى بالرعاية، مع إغلاق مبكر للمدينة التي سجلت أول حالة. 
وبناءً على هذا النهج تم تخفيف العبء على المستشفيات كي لا تكون بؤرًا لانتشار المرض. ويتخذ إقليم فينيتو أيضًا إجراءات مبتكرة من خلال مساعدة الشركات على فحص الموظفين باستخدام أجهزة الذكاء الاصطناعي لقياس مستوى المخاطر الخاص بهم بناءً على حجم المخالطة والانتقال، حتى يتمكنوا من اختبار وفحص الأشخاص الأكثر تعرضًا للمخاطر على نحو أكثر انتظامًا.

تجربة فيتنام
اضطرت فييتنام إلى التحرك بوتيرة سريعة وتعبئة شعبها بسبب محدودية موارد الرعاية الصحية لديها، وارتفاع عدد السكان، وكثافة المدن، والحدود مع البلدان الأخرى المتضررة من تفشي هذه الجائحة. 
وأوضح دكتور دانغ كوانغ تان المسئول وزارة الصحة بفيتنام أن جهود التصدي تضمنت إجراء فحوصات صارمة في موانئ الدخول واختبارات دقيقة وتتبع ومتابعة المخالطين والحجر الصحي. وتواصلت الحكومة من خلال وسائل الإعلام المختلفة وعملت مع المجتمعات المحلية لمكافحة هذا المرض. وتم إثراء هذه الاستراتيجيات بالتجارب والخبرات بالأوبئة التي شهدها الماضي، ومنها وباء سارس ووباء إتش 1 إن 1. وإلى الآن، لا يزال الأثر الصحي لجائحة كورونا صغيرًا نسبيًا في فييتنام، كما عاد النشاط الاقتصادي إلى حد كبير إلى طبيعته.
تجربة غانا 
وجاءت جهود غانا للتصدي لهذا الوباء سريعة وشمل ذلك إغلاق المطارات، ونشر العاملين الصحيين المجتمعيين لاختبار وفحص ومتابعة المخالطين، وعزل الحالات الإيجابية، كما شمل ذلك أيضًا تعزيز القدرات الإنتاجية المحلية لمعدات الوقاية الشخصية وغيرها من الإمدادات الطبية. 
وأفاد الدكتور أنتوني نسيا أساري، مستشار الرئيس الغاني، أن البلاد فرضت إغلاقًا في أكبر مدينتين وعملت على إبطاء انتشار هذا المرض بين أفراد المجتمع المحلي من خلال حملات التوعية بغسل اليدين، والتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة. وبعث الرئيس رسائل مشددًا وقائلًا "أؤكد لكم أننا نعرف ما يجب القيام به لإعادة عجلة الاقتصاد إلى ما كانت عليه، لكننا لا نعرف كيف نعيد الحياة ". وأدت هذه الجهود، التي استندت إلى أنظمة قوية، إلى إبطاء انتشار الفيروس وسمحت بإعادة فتح قطاعات محددة من الأنشطة الاقتصادية على نحو اتسام بالعناية، مع تقديم الدعم لقطاعات الاقتصاد، مثل السياحة، التي لم تنتعش بعد.
تجربة جنوب أفريقيا
كما تصدت جنوب أفريقيا لهذا الوباء بفرض الإغلاق والاستعانة بالعاملين الصحيين المجتمعيين لاختبار وفحص الأفراد، والاستفادة من الخبرة في مكافحة الإيدز والسل. 
وأشار المستشار الاقتصادي للرئيس الجنوب أفريقي إلى التحديات التي تتمثل في توفير عدد كافٍ من مجموعات وأدوات الاختبار والفحص، ومعالجة المخاطر في أنظمة النقل العام، وإدارة نقاط تفشي هذا المرض بوتيرة سريعة. ومع هذه الأزمة وتفاقم انعدام المساواة، ركزت جنوب أفريقيا على توزيع أموال الإغاثة الاجتماعية للوصول إلى نسبة أكبر من السكان، لا سيما لمنع الناس من الانزلاق إلى غيابات الفقر. كما شهدت البلاد أيامًا كان يجري فيها القيام بأنشطة المدفوعات على مراحل لتجنب الازدحام في نقاط الدفع أو مناطق التسوق، كما إنها تعمل حاليًا على زيادة مشروعات الأشغال العامة لخلق المزيد من الوظائف وفرص العمل. وفي سبيل المضي قدما، سيكون الهدف هو معالجة عجز المالية العامة (عجز الموازنة)، وفي الوقت نفسه العمل لزيادة نشاط الاقتصاد الأخضر (المراعي للبيئة) وزيادة التكامل الإقليمي لتعزيز الانتعاش.
تجربة كولومبيا
وأبرزت كولومبيا أيضًا التحدي المتمثل في إجراء اختبارات وفحوصات كافية مع الوصول إلى 50٪ من سكانها الذين يعملون في الاقتصاد غير الرسمي وتقديم يد العون والمساعدة والمساندة لهم.
وشدد لويس غيليرمو بلاتا بايز، الذي يقود جهود كولومبيا للتصدي لجائحة كورونا، على أنه لا يوجد خيار بين إنقاذ الأرواح وإنقاذ الاقتصاد- كلاهما مطلوب - كما أن تعزيز أنشطة الاختبارات والفحوصات يمكن أن يعمل على تسريع وتيرة إعادة فتح النشاط الاقتصادي. وعملت الحكومة على نحو وثيق مع القطاع الخاص، مما أدى إلى تحويل عشرات الشركات إلى إنتاج معدات الوقاية الشخصية وأجهزة التنفس الصناعي. كما أدت الأزمة إلى تسريع وتيرة استخدام التكنولوجيا والرقمنة، مما يعطي الأمل في مستقبل أكثر ازدهارًا لجميع الكولومبيين.