الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنائس الكاثوليكية بالأردن تحيي الحج إلى المغطس

الكنائس الكاثوليكية
الكنائس الكاثوليكية بالأردن تحئ الحج إلى المغطس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحيت الكنائس الكاثوليكية في المملكة الأردنية، اليوم الجمعة، يوم الحج الوطني والمسيحي العشرين إلى موقع معموديّة السيد المسيح (المغطس) في العصر الحديث، والذي يعدّ واحدًا من أبرز المواقع المسيحية المقدسة في العالم.
وقال المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في تصريحات صحفية له مساء اليوم الجمعة، أنه قبل بدء الشعائر الدينية، أقام المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام مؤتمرًا صحفيًا شارك به عدد كبير من الوكالات الإعلامية المحلية والعربية والدولية، قرب بيت الحج الروسي، أشار فيه مدير المركز الكاثوليكي الأب د. رفعت بدر إلى أننا اليوم نحتفل بمرور عشرين عامًا على بدء الحج إلى المغطس في العصر الحديث. ففي ٧ يناير من العام ٢٠٠٠ كانت الاحتفالية الأولى، حيث تمت إضاءة ألفي شمعة صلاة بمشاركة كلّ الكنائس. وفي ٢١ مارس من العام نفسه زارنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وصلّى في مطلّ مار الياس بمشاركة ٤٠ ألف حاج.
ولفت إلى أن نهر الأردن حظي بزيارة كلّ من البابا بولس السادس عام ١٩٦٤، والبابا بندكتس السادس عشر عام ٢٠٠٩، والبابا فرنسيس عام ٢٠١٤، بالإضافة إلى العديد من رؤساء الكنائس حول العالم. وأوضح أن هذه الاحتفالية تشكّل جزءًا من الإيقاع السنوي لكنائس المملكة، حيث يحتفل بالجمعة الثانية من شهر يناير من كل عام مع الكنائس الكاثوليكية، بينما في الجمعة الثالثة مع الكنائس الأرثوذكسية. وأشاد بالجهود الرسمية والكنسية والسياحية والإعلامية التي تشاركت على تسويق الموقع عالميًا، ليتم اعتماده رسميًا كموقع من مواقع الحج المقدس، بالإضافة إلى إدراجه على لائحة التراث العالمي الإنساني العالمي من قبل اليونسكو.
من جهته، أشار راعي الاحتفال المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، المطران بييرباتيستا بيتسابالا، إلى التطوّر الرائع الذي شهده موقع المغطس على مدى عشرين عامًا، بحيث أصبح من أبرز المواقع الدينية للحج المسيحي في الأردن، ناهيك عن كونه واحدًا من أهم الأماكن المقدسة للإيمان المسيحي. وقدّم باسم الكنائس الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ولرئيس مجلس أمناء هيئة المغطس صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، ولوزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، وكل الكنائس، على الاهتمام الكبير بهذا الموقع المقدس.
ولفت أمين عام وزارة السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين، إلى أن الأردن ينظر للمواقع الدينية المسيحية والإسلامية من مبدأ رسالته الخالدة في الوسطية والاعتدال وقبول الآخر، وكذلك من منطلق وصاية الهاشميين وولايتهم الكاملة على القدس والمقدسات الدينية فيها. وأكد على إيلاء المملكة اهتمامها الكبير بهذه المواقع وتوفير الخدمات فيها، لتصبح في طليعة الدول الأكثر نهضة والأجمل موقفًا والأعرق تاريخًا في نماذج العيش المشترك والتعدديّة والاحترام.
واستذكر مدير عام هيئة موقع المغطس المهندس رستم مكجيان في كلمة ترحيبية في مقر الإدارة الاحتفال الأول الذي أقيم في المغطس قبل عشرين عامًا، وتحديدًا في ٧ يناير ٢٠٠٠. وأوضح أنه وبعد هذا التاريخ شهد هذا الموقع المقدس الفريد الكثير من الزيارات واللقاءات والأحداث المهمّة، كزيارة ثلاثة بابوات والعديد من رؤساء الكنائس والملوك والقادة من مختلف بلدان العالم، والكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والقبطية والانجليكانية ليصبح بذلك الموقع شاهدًا على بناء جسور المحبة والسلام بين الإنسان.
وبعد المؤتمر الصحفي، انطلق موكب الحج من جوار مركز الحج الروسيّ باتجاه كنيسة عماد السيد المسيح الكاثوليكية متقدمًا بالفرق الكشفية والشبيبة. وترأس المطران بيتسابالا القداس الحاشد، بمشاركة رئيس أبرشية الروم الكاثوليك في المملكة المطران جوزيف جبارة، ورؤساء وممثلي الكنائس الكاثوليكية في المملكة، وعدد الشخصيات الرسمية وسفراء السلك الدبلوماسي.
وألقى المطران جبارة عظة القداس تطرق فيها إلى المعاني الروحية للمعمودية. وأوضح بأنها حدث تأسيسي في الديانة المسيحية، حيث يصبح الشخص من خلالها عضوًا في الكنيسة، داعيًا الحضور إلى رفع الشكر لله تعالى على نعمة المعمودية المقدسة، وإلى تجديد مواعيد معموديتهم وإعادة اكتشاف مفاعليها الروحيّة. ووسط تصفيق حار من الحضور العربي والأجنبي، أعلن المطران جبارة أن السيد المسيح قد اختار الأردن ليكون موقعًا لعمادة الفريد في التاريخ.
واشتمل الاحتفال الديني الذي شارك به رؤساء وممثلو الكنائس الكاثوليكية (اللاتين والروم الكاثوليك والموارنة والكلدان والسريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك) على مباركة مياه نهر الأردن المقدس، ورشه على جموع المؤمنين. ورفعت خلال القداس الصلوات والترانيم من جوقات متعددة بقيادة ميرا سميرات والشماس مالك فرحات من أجل ديمومة الأمن والاستقرار في المملكة، والسلام في عموم منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وفي نهاية القداس ألقى أمين سر البطريركية اللاتينية الأب إبراهيم الشوملي كلمة شكر وتقدير لكل الجهات الرسمية والكنسية والأمنية والجيش ووسائل الإعلام على الجهود المشتركة المبذولة لإنجاح هذا الاحتفال السنوي.