الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشعاع الأزرق بين عودة الأموات والإعلانات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- «هل أنت متأكد أن وينستون تشرشل مات فعلًا؟». 
- «نعم منذ عقود».
- «لقد شاهدوه بجوار كوخ صحراوى في أريزونا يدخن السيجار.. أنا شاهدت الصور بنفسي.. اكتسب بعض الوزن لكن وجهه لم يتغير. أؤكد لك أنه هو».
- «غير معقول».
دار حوار مشابه لهذا الحوار بين الآلاف من سكان الأرض. لكن هل حقًا لم يمت تشرشل؟. هل حقًا استطاع أن يحيا كل هذه العقود التى لم يتمكن أى إنسان من أن يحياها حتى الآن؟ هل لا يخرج الأمر عن كونه مجرد تخيلات كتلك التى سمعناها ونسمعها كل عام من معجبى ألفيس بريسلى الذين يقسمون بكل مقدس أنهم يرونه يتجول حول بيته ماشيًا على قدميه؟. لا أحد يستطيع أن يؤكد أى شيء هذه الأيام للجميع. فإقناع الجميع صار أسطورة في عصرنا هذا.
نحن نحيا في عصر «الشعاع الأزرق». الذى بدأت به حرب الجيل السادس بل وسميت تيمنًا به في كثير من المحافل بـ «حرب الشعاع الأزرق». لكن ما هو هذا الشعاع الأزرق؟ وكيف يأتى بالموتى من جديد؟. يتعلق الأمر بكاميرات عالية التقنية تبث على طبقة التراستوسفير وهى من طبقات الغلاف الجوى السبعة وكأنها شاشة عملاقة بتقنية الشعاع الأزرق BLUE BEEM. تستطيع هذه الكاميرات أن تجسد صورًا ثلاثية الأبعاد تتحرك حركة طبيعية على سطح الأرض وبجودة صورة يحددها صاحب التصميم. وهو أمر يمكن استخدامه في التطبيقات العلمية وعروض الإبهار المسرحى لأغراض سلمية على نحو يحقق أهدافا سلمية بشرية رائدة. إن هذه الطبقة التى يتم منها بث الصور الزرقاء هى ذات الطبقة التى يمكن من خلالها أن تغير الأقمار الصناعية من حالة الطقس فيها. يتم ذلك عبر تقنيات مختلفة تبث مواد تغير من درجة حرارة السحب فتهطل الأمطار سائلة أو ثلجية في مناطق مختارة من العالم. لن ينسى العالم الاقتراح الروسى عام 2012م من محاولة التدخل في حركة الأمطار حتى يتمكن المواطنون من الاحتفال بالكريسماس في الميادين دون ثلوج. إلا أن هذا الاقتراح لم يلقَ قبولًا كثيرًا في هذه الأثناء. يميل العلماء دائمًا لعدم التدخل في الأحوال الطبيعية للكرة الأرضية لأن العمل على أى تغيير قد يتسبب في تلوث أو دمار قد لا يمكن التحكم فيه لاحقًا. لأن ما نعرفه حتى الآن لا يكفى لكى ندعى أننا نعرف عن السماء ما يؤهلنا للقدرة على التحكم. 
بدأ ظهور الشعاع الأزرق على نحو عرف به الإعلام على نحو عرف به الجمهور خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حين تداولت الصحف الأمريكية، وفى مقدمتها الواشنطن بوست، أخبارًا عن ظهور غريب لكائنات فضائية استوطنت صحراء أريزونا لفترة طويلة، تظهر في فترات متفاوتة غير منتظمة من اليوم، واستطاعت الأقمار الصناعية الأمريكية أن تلتقط صورًا لها وهى تمارس حياتها اليومية، فهى تتحرك وتقفز تتجاذب أطراف الحديث بصوت لم تتمكن الأذن البشرية من التقاطه بالتسجيل، إذ إن صوتها لا يمكن رصد اهتزازات له في الهواء. رصدت الصورة بعد فترة صورًا لكائنات أقل حجمًا لها ذات شكل الكائنات السابقة إلا أنها أصغر حجمًا، بدا وكأنها أطفال صغار. استمر الهوس بأخبار الفضاء في أريزونا حتى اكتشف أن الأمر كله لا يتجاوز استخدامًا روسيًا مطورًا لقمر صناعى روسى استطاع أن يبث بثًا قويًا منتظمًا لصور متحركة بدقة. كان الأمر أشبه بصدمة كبيرة، إلا أنه حسم بشكل كبير حالة من الخوف قد بدأت في الانتشار بين بعض الأمريكيين. يهم الكثيرين أن يشعروا بالأمان على كوكب الأرض، وفكرة وصول كائنات غير أرضية يهدد هذا الأمان لأنه لا أحد يمكنه تحديد أهدافهم من هذا الوصول. 
يعنى الشعاع الأزرق من الناحية التقنية بإيجاز ذلك الشعاع الذى يستخدم تقنية الليزر الأزرق، والليزر الأزرق هو ليزر يسبب انبعاث الإشعاعات الكهرومغناطيسية التى تكون زرقاء غالبًا، ولكنها أيضا قادرة على إنتاج ألوان أخرى بتحسين طريقة عملها وتعزيز علاقاتها بالخلفيات المحيطة بها. 
بالغ البعض في الآونة الأخيرة في تقديم تطبيقات متصورة مرعبة لاستخدام الشعاع الأزرق، لكن بحثًا طبق على عينة من سكان دول أوروبا وأفريقيا خرج على العالم بحقيقة مريحة نسبية للبشر، وهى أن الأفراد اليوم يستطيعون أن يتعاملوا مع كل ما يحدث دون الإصابة بأى هلع، إذ إنهم يتوقعون من التكنولوجيا ذلك وأكثر، وما تتوقعه لا يصيبك بالذعر عادة. 
إذ كان هذا أمر الشعاع الأزرق فلماذا لا يستخدم في أمور مهمة إرشادية أو إنقاذية، أو حتى تعليمية؟. نجد أنفسنا أمام تقنية كبيرة وهائلة يمكنها أن تنقل الأفكار المتخيلة متجسدة تمام التجسد في محاكاة ناجحة بشكل كبير للواقع. ألا نحتاج لذلك في كثير من تطبيقات حياتنا؟!