الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حصاد سوريا 2019.. الانسحاب الأمريكي والغزو التركي ومقتل البغدادي والغارات الإسرائيلية واستهداف الإيرانيين ترسم الواقع السوري العام الماضي.. و4 ملايين سوري في انتظار تمديد المساعدات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الساحة السورية خلال 2019 زخما متواصلا لاسيما خلال الشهور الأخيرة من العام بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الأراضي السورية مفسحة المجال للغزو التركي الذي لعب دورا في تشكيل المشهد السياسي الشائك الذي تعيشه سوريا هذه الأيام.



الغزو التركي أو عملية "نبع السلام"
شنت تركيا هجوما عسكريا على شمال شرق سوريا في 9 أكتوبر 2019 مطلقة على هذه العملية اسم "نبع السلام" عندما شنت القوات الجوية التركية غارات جوية على البلدات السورية الحدودية في أعقاب بدء القوات الأمريكية الانسحاب من شمال شرق سوريا، بعد عدة أعوام من تدخلها العسكري البلاد بدعمها لقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية في حربها على تنظيم (داعش).
وقامت القوات التركية والمجموعات المسلحة المدعومة منها بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل المتعمّد والهجمات غير القانونية التي أدّت لقتل وجرح المدنيين، وتم الإبلاغ عن انتهاكات عدة لحقوق الإنسان وفقا لمنظمة العفو الدولية.
وأدان المجتمع الدولي العملية التركية على نطاق واسع وفرضت دول مختلفة حظرًا على تصدير الأسلحة إلى تركيا، بينما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الوزارات التركية وكبار المسؤولين الحكوميين ردًا على الهجوم. 
كما أدين قرار ترامب بالانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من سوريا على نطاق واسع باعتباره خيانة خطيرة للأكراد وضربة كارثية لمصداقية الولايات المتحدة.
واستنكرت الحكومة السورية الهجوم التركي واعتبرته غزو واحتلال، ملقية باللوم على القوات الكردية بسبب عدم مصالحتها مع الحكومة، متهمّة إياها بالتحضير لخطط انفصالية. 
ومع ذلك، بعد بضعة أيام، توصلت قوات سوريا الديمقراطية إلى اتفاق مع الحكومة السورية، سمح للجيش العربي السوري بدخول مدينتي منبج وعين العرب (كوباني) اللتان تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، في محاولة لحماية البلدات من الغزو التركي. 



"إسبر" يعلن إتمام انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا
وقبل أيام، أعلن وزير الحرب الأمريكي مارك إسبر، عن إتمام انسحاب قوات الولايات المتحدة من شمال شرقي سوريا، ليصبح عدد الجنود الأمريكيين في عموم أراضي البلاد نحو 600 عسكري.
وصرح وزير الحرب الأمريكي بأن البنتاجون قد يسحب مزيدا من العسكريين من سوريا إذا ساهم الحلفاء الأوروبيون في مهمة التحالف الدولي هناك، قائلا: "التحالف يتحدث كثيرا مرة أخرى. رأينا أن بعض الحلفاء يرغبون في المساهمة طوعا بقوات.. وإذا قررت دولة حليفة عضو في حلف شمال الأطلسي تقديم 50 عسكريا لنا فقد يكون بإمكاني سحب 50 عسكريا (أمريكيا) إضافيا".



مقتل أبي بكر البغدادي:
ومن أهم الأحداث التي شهدتها سوريا العام المنصرم مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي خلال عملية عسكرية أمريكية في 27 أكتوبر 2019 في الريف الشمالي لمحافظة إدلب في سوريا، بعملية إنزال جوي أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذتها قوات خاصة من الجيش الأمريكي.
ففي عشية يوم السابع والعشرين من أكتوبر 2019؛ أعلنَ البيت الأبيض أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيُدلي بـ "تصريحٍ هامٍ" صباح الأحد (بتوقيت واشنطن) الموافق لـ 28 أكتوبر.
وبعد ساعاتٌ، غرَّد ترامب على حسابه الرسمي في موقع تويتر قائلًا: "شيء كبير للغاية حدث للتو".
بعدها بدقائق؛ نشرت مجلّة نيوزويك خبرًا مفاده أنَّ الرئيس الأمريكي قد صادقَ على "عملية خاصة" تستهدفُ زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي مؤكدةً على أن هذا الأخير قد قُتل في "عمليّة سرية" نفذتها مروحيات فوق مدينة إدلب شمال غرب سوريا. 
عادت نيوزويك بعد وقتٍ قصيرٍ لتقول إن البغدادي قد قتل نفسه عبر تفجير سترة ناسفة كان يرتديها وذلك نقلًا عن مسؤولٍ رفيعٍ في البنتاجون. 
وجاء أول تأكيدٍ لخبر مقتل أبو بكر على لسانِ مسؤولٍ عسكري أمريكي حيثُ قال لفوكس نيوز إن الذي قُتل في الغارة هو فعلًا زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي وذلك بعد التحقق من هويته عن طريق تحليل الحمض النووي.
وأدلى المسئول نفسه بمعلومات إضافيّة من قبيل أن القوات الأمريكية التي شاركت في الغارة قد انطلقت من أربيل بالعراق مؤكدًا في الوقتِ ذاته على أن البغدادي قد قُتل حينما فجَّر نفسه.


الغارات الإسرائيلية على سوريا واستهداف الإيرانيين:
ولم تتوقف "إسرائيل" عن توجيه ضربات إلى أهداف إيرانية داخل سوريا، وفي أماكن مختلفة بالمنطقة، وإسقاط قتلى وجرحى من عناصر "الحرس الثوري" وعدد من ضباطه والتي كان آخرها في 20 نوفمبر الماضي، إلا أن إيران تجاهلت الرد على تلك الهجمات.
إذ أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن الغارات شملت ثلاثة أهداف تكتيكية في الجولان وست بطاريات تابعة لمنظومة الدفاعات الجوية السورية.
"ويهدف الهجوم الإسرائيلي إلى توجيه رسالة أُخرى إلى السوريين، فحواها أنه يتعين عليهم أن يتحملوا المسئولية عما يحدث في دولتهم من جرّاء الحماية التي يوفرونها للإيرانيين، وأنه على الرغم من الغطاء الجوي والسياسي الروسي، فإنهم غير محصَّنين من الهجمات الإسرائيلية".


4 ملايين سوري في انتظار تمديد المساعدات:
ومازال أربعة ملايين سوري ينتظرون قرارا من مجلس الأمن الدولي بتمديد المساعدات الأممية العابرة للحدود، في قرار مهدد منذ أيام بفيتو روسي، وذلك بعد اقتراح ألمانيا وبلجيكا والكويت نصا توافقيا ثانيا خلال يومين، وكان يفترض أن تعقد جلسة التصويت بطلب من ألمانيا وبلجيكا والكويت، الدول الثلاث التي صاغت مشروع قرار أول بهذا الشأن ثم عادت بعد أيام عدة من النقاشات الصاخبة لتقدّمه بصيغة معدّلة في محاولة لإرضاء روسيا التي اعترضت بشدّة على الصيغة الأولى.
وينصّ مشروع القرار المعدّل على أن يمدّد لفترة سنة العمل بالآلية المعتمدة منذ 2014 لإيصال المساعدات الإنسانية الدولية لنحو أربعة ملايين سوري عبر الحدود وخطوط الجبهة في سورية، قبل أن تنتهي هذه الآلية التي تسمح بإيصال المساعدات في العاشر من يناير.
وفي بداية الأمر حاولت ألمانيا وبلجيكا والكويت، الدول المكلّفة بالشقّ الإنساني من الملف السوري، زيادة عدد المعابر إلى خمسة "ثلاث نقاط مع تركيا ونقطة مع العراق ونقطة أخرى مع الأردن"، من خلال استحداث نقطة حدودية جديدة عبر تركيا، لكن موسكو رفضت ذلك بشدة، مطالبة في المقابل بخفض عدد المعابر إلى اثنين، بخفض مدة التمديد إلى ستة أشهر بدلًا من عام.
وتستخدم حاليًا لإيصال المساعدات الأممية إلى محتاجيها في سورية أربع نقاط حدودية "اثنتان عبر تركيا وواحدة عبر الأردن وواحدة عبر العراق". 
ويطلب النص من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "تقريرا خطيا مستقلا عن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة العابرة للحدود ولخطوط الجبهة" بعد ستة أشهر من تبني النص.
ووافقت روسيا على دراسة النص الأخير المقترح بعد دعوة من الأمين العام للمنظمة الدولية الذي يزور أوروبا حاليا، فيما يعود حسم الوضع إلى موسكو التي تملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي، عبر تصويت أو فيتو أو امتناع عن التصويت، وفقا "لروسيا اليوم".
وليتم اعتماد قرار في مجلس الأمن الدولي، ينبغي أن يحصل على تأييد تسع على الأقل من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، وألا تستخدم أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس حقّ النقض، فيما تدعم ثلاث من هذه الدول "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا" النصّ الألماني البلجيكي الكويتي.