الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

منتدى شباب العالم.. محمد حطب: حاربت السرطان صغيرا.. ورفضتني شركات عالمية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استطاع المهندس المصرى الشاب، محمد حطب، ٢٣ عاما، أن يلفت أنظار حضور منتدى شباب العالم، المنعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ، بتجربته الإنسانية وصموده فى محنة المرض ومواجهته والتغلب عليه من جهة، وعطائه الإنسانى فيما بعد، فى تجربة شديدة الثراء والعطاء، تكشف ملمحا من إنسانية وتفرد الشخصية المصرية.


نجاح «حطب» فى التغلب على مرض السرطان، ليست هى القصة، فقصته أكبر من ذلك بكثير، فهو يقدم الأطراف الصناعية لغير القادرين على تحمل تكلفتها، ويرى أنه لا أجمل فى الحياة من أنك تجعل شخصا يبتسم، لذلك أقدم على تدشين مؤسسة يد بيد Hand in Hand والتى تساعد ذوى الإعاقة على امتلاك أحد الأطراف الصناعية التى فقدوها، بقوله دائما «أريد أن أصنع الفارق فى حياة الناس». 

صعد محمد حطب على مسرح منتدى شباب العالم للملهمين والمبدعين، ليقص أهم محطات حياته على الحضور، قائلا: «بدأت قصتى فى يناير ٢٠٠٦ لما كنت أعتقد أنه حساسية أو نزلة برد، وعندما تطور الأمر أخذتنى عائلتى للقيام ببعض تحاليل الدم، وكان شقيقى الطبيب أول شخص يرى النتائج بحكم مهنته، وكان هناك وقتها الكثير من خلايا الدم البيضاء مرتفعة بشكل كبير فى جسدي، لحظتها عرفت أننى أصيبت بالسرطان وكان الخبر كالصاعقة، فقررت عائلتى أن أذهب للخارج للعلاج، وعشت وقتها يوما بيوم كنت أشعر بالتعب والإرهاق الشديدين وأنا لا أعلم ماذا أصابني».

وأضاف حطب: «فى المستشفى قالوا إن صحتى جيدة بشكل ما وهناك تحسن ملحوظ، لكن هناك شرطا واحدًا يجب أن يحدث حتى أتمكن من الشفاء، وهو أن يقولوا لى بالضبط عن تفاصيل مرضي، وما هو السرطان وما هى طبيعته، وقالت لى أمى وقتها عندما دخلت على الغرفة لقد أصيبت بالسرطان، وكنت فى صدمة بالفعل فكان عمرى وقتها ٩ سنوات، وكل ما كنت أعرفه عن هذا المرض أنه قاتل للأطفال، لكن يجب أن أقول إننى كنت أحظى بعائلة رائعة، فأمى حدثتنى عن الإرادة كثيرا وكان هناك بروتوكول لعلاجى لمدة عام مع المستشفى».

وتابع، بعد عدة أسابيع تفاعل جسدى بشكل إيجابى مع العلاج وتعافيت من السرطان ولكنى مكثت فى المستشفى مدة عام كامل للتأكد من التخلص النهائى من السرطان، وبالفعل عدت بعد سنة إلى وطنى وأهلى وأصدقائى وكان شعورا رائعا وجميلا أن أعود إلى بلادى فى النهاية بصحة جيدة، وبعد خمسة أعوام فى يناير ٢٠١١ شفيت من السرطان بنسبة ١٠٠٪، وتعافيت تماما، وبدأت أمارس حياتى بشكل طبيعي، ودائما كان لدى شعور بأننى أريد أن أغير العالم وأساعد غيري، كانت فى البداية مجرد فكرة لطفل صغير، وظلت تراودنى بعد أن كبرت والتحقت بكلية الهندسة فى المملكة المتحدة البريطانية، وعملت فى أكبر الشركات العالمية.


وأضاف، جاءت لى مجددا فكرة أن أساعد غيري، والتى كانت تمدنى دائما بالرضا وشغف أحارب من أجله، وبالفعل تعلمت الطباعة الـ٣D printing وهى طريقة للاستعاضة الطبية الجيدة جدا، وقمت بالبحث عن الطباعة ثلاثية الأبعاد وعمل طلب لأول جهاز طباعة ثلاثية الأبعاد ليصل إلى مصر، وبالفعل فى بداية أغسطس من العام الجاري، قمت بتصميم أول ذراع صناعية بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وتواصلت مع الجهات المختصة برعاية الأطفال الذين فقدوا أحد أطرافهم الصناعية، وقمت بمساعدة أول طفلة، اسمها «تاليا» وهى طفلة جميلة صغيرة فى السن فقدت ذراعها.

وتابع، فى هذا اليوم كان هناك أشخاص كثيرون يشاهدوننى وأنا أركب لها هذه اليد الصناعية، وبالفعل تمكنت من تركيبها وتمكنت «تاليا» من تحريك يدها بشكل طبيعى وكانت سعيدة للغاية، حينها فقط شعرت بسعادة ورضا بالغين، بعدها أردت ان أساعد الجميع فى كل مكان وليس بشكل فردى فقط، فقمت بإنشاء مؤسسة «يد بيد».

واختتم قوله: «لم يكن فى خطتى أن أكون أمامكم فى هذا المنتدى ولا على هذا المسرح، لكن هناك سببا أن أكون هنا أمامكم، وأنا أشعر بسعادة بالغة وفخور أننى ساهمت بإحداث فرق فى حياة الأشخاص، وساهموا أنتم أيضا فى مختلف مجالات حياتكم، وردوا الجميل لأى شخص وأحدثوا فارقا فى حياة احدهم».