الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الساحرة المستديرة.. صانعة الأفراح (ملف)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الصينيون أول من عرفوا اللعبة.. والمصريون واليابانيون القدامى كانوا يتسلون بركل الكرة 
يوليوس قيصر أتقن استخدام كلتا ساقيه فى اللعب ونيرون لم يكن ماهرًا فى المباريات
وضع ١٢ ناديًا إنجليزيًا قواعد اللعبة.. وأقرتها جامعة كامبريدج عام ١٨٤٦.. ولم يسمح للاعبين لمس الكرة باليد أثناء المباراة



كرة القدم انتقلت من الرومان إلى الإنجليز.. وبعد قرون منعها الملك إدوارد الثانى لأنها تخلف ضحايا
«لقد رغبت مثل الجميع فى أن أصبح لاعب كرة قدم، وقد كنت ألعب جيدا، كنت رائعا، ولكن فى الليل فقط، فى أثناء نومي: أما فى النهار فأنا أسوأ قدم متخشبة شهدتها ملاعب الأحياء فى بلادي. لقد مرت السنوات، ومع مرور الوقت انتهيت إلى القناعة بهويتي: فأنا مجرد متسول أطلب كرة قدم جيدة. أمضى عبر العالم حاملا قبعتي، وأتوسل فى الاستادات:
- لعبة جميلة حبًا بالرب.
وعندما أرى كرة قدم جيدة، أحمد هذه المعجزة دون أن يهمنى من هو النادى أو البلد الذى قدم ذلك اللعب الجيد».

هكذا بدأ الكاتب الأرغوانى إدوارد غاليانو كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل»، الذى تناول فيه عالم كرة القدم الذى يعتبره البعض أنه يبدأ وينتهى بصافرة الحكم على البساط الأخضر، لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير فهذا العالم تحكمه الكثير من العوامل ويعج بالتفاصيل فـ«تاريخ كرة القدم» هو رحلة حزينة من المتعة إلى الواجب. 
فكما تحولت هذه الرياضة إلى صناعة، كان يجرى استبعاد الجمال الذى يتولد من متعة اللعب لمجرد اللعب. وفى عالم نهاية قرننا هذا، تستنكر كرة القدم الاحترافية ما هو غير مفيد، وما هو غير مفيد فى عرفها هو كل ما لا يعود بالربح. وليس هناك أى أرباح تجنى حين يتحول الرجل، لبرهة، إلى طفل، يلعب بالكرة مثلما يلعب الطفل بالبالون ومثلما تلعب القطة بكرة خيوط صوفية: يصبح راقصا يرقص بكرة خفيفة مثل البالون الذى يطير فى الهواء أو مثل كرة الصوف الذى تتدحرج، لاعبا دون أن يدرى أنه يلعب، ودون أن يكون هناك سبب أو توقيت أو حكم. 
لقد تحول اللعب إلى استعراض، فيه قلة من الأبطال وكثرة من المشاهدين، إنها كرة قدم للنظر. وتحول هذا الاستعراض إلى واحد من أكثر الأعمال التجارية ربحا فى العالم، لا يجرى تنظيمه من أجل اللعب وإنما من أجل منع اللعب. قد راحت تكنوقراطية الرياضة الاحترافية تفرض كرة قدم تعتمد السرعة المحضة والقوة الكبيرة، وتستبعد الفرح، وتستأصل المخيلة وتمنع الجسارة.
ومن حسن الحظ أنه ما زال يظهر فى الملاعب، حتى وإن كان ذلك فى أحيان متباعدة، وقح مستهتر يخرج على النص ويقترف حماقة القفز عن كل الفريق الخصم وعن الحكم وجمهور المنصة، لمجرد متعة الجسد المنطلق إلى مغامرة الحرية المحرمة.
عبر لغة بسيطة وسهلة لكنها ساحرة، يتناول إدوارد غاليانو عناصر هذه اللعبة التى تستطيع أن تسمر ملايين المشاهدين أمام شاشات التلفاز، فضلا عن الآلاف المتواجدين فى الاستادات؛ حيث يضع تعريفات لكل من اللاعب وحارس المرمى والمشجعين والحكم والهدف وغيرهم من العناصر التى لا يكتمل بها مشهد هذه الرياضة التى أصابت الملايين بالهوس.


نشأة كرة القدم

يتناول الكتاب نشأة لعبة كرة القدم، إذ يقول إن الصينيين هم أول من عرفوا هذه اللعبة فمنذ خمسة آلاف سنة كان البهلوانات الصينيون يرقصون الكرة بأقدامهم، وكان أن نُظمت أول ألعاب الكرة فى الصين. كان المرمى فى الوسط وكان اللاعبون يسعون ألا تلمس الكرة الأرض دون أن يلمسوها هم أنفسهم بأيديهم، وقد استمرت هذه العادة من سلالة إلى أخرى، كما يظهر فى بعض النقوش التذكارية التى تعود إلى ما قبل المسيح، وكذلك فى بعض الرسوم التالية التى تظهر صينيى سلالة مينج، وهم يلعبون بكرة تبدو كأنها من ماركة «آديداس».
ومن المعروف أن المصريين واليابانيين فى العصور القديمة، كانوا يتسلون بتبادل ركل الكرة، وعلى رخام قبر إغريقى يعود إلى ما قبل المسيح بخمسة آلاف سنة، يظهر رجل يلاعب كرة بركبته. وفى كوميديات إنتيفانيس، هناك عبارات ذات مغزى مثل: كرة طويلة، تمريرة قصيرة، كرة متقدمة.
ويقال إن الإمبراطور يوليوس قيصر كان يتقن استخدام كلتا ساقيه فى لعب الكرة، وأن نيرون لم يكن ماهرا فى اللعب.

وعلى أقدام الرومان القدماء وصلت البدعة إلى الجزر البريطانية. وبعد قرون من ذلك، وتحديدا فى عام ١٣١٤ مهر الملك إدوارد الثانى بخاتمه وثيقة ملكية تدين هذه اللعبة الرعاعية والصاخبة، وكرة القدم التى كانت تسمى بهذا الاسم منذ ذلك الحين كانت تخلف أعدادا من الضحايا. فقد كانوا يتنافسون فى جماعات كبيرة، ولم يكن هناك تحديد لعدد اللاعبين، ولا لمدة اللعب ولا لأى شيء آخر. فقد كان شعبا بكامله يتبادل ركل كرة القدم ضد شعب آخر، ويدفعونها بالأقدام والقبضات نحو الهدف، الذى كان فى ذلك الحين عجلة طاحونة قديمة، وكان اللاعبون يصطفون على امتداد عدة فراسخ، ولعدة أيام وبتكلفة تصل إلى عدة حيوات بشرية، وقد منع هذه المباريات الدموية: ففى عام ١٣٤٩، ضم الملك إدوارد الثالث كرة القدم إلى ألعاب الحماقة التى ليست لها فائدة، وهناك مراسيم ضد كرة القدم ممهورة بتوقيع هنرى الرابع فى عام ١٤١٠، وهنرى السادس فى عام ١٥٤٧. ولكنهم كلما كانوا يمنعونها كان اللعب يزداد، مما يؤكد القدرة التحريضية لكل ما هو محظور.
وفى فلورنسا كانت كرة القدم تسمى «كالشو»، مثلما تسمى حتى الآن فى إيطاليا كلها. وكان ليوناردو دافنشى مشجعا متحمسا، وميكيافيلى لاعبا ممارسا. وكان يشارك فى اللعب فرق من ٢٧ رجلا، موزعين على ثلاثة خطوط، يمكنهم استخدام الأيدى والأقدام لضرب الكرة، ولبقر بطون خصومهم. وكانت الحشود تتوافد إلى المباريات التى تجرى فى أوسع الميادين وفوق مياه نهر أرنو المتجمدة. وبعيدا عن فلورنسا فى حدائق الفاتيكان اعتاد البابوات كليمنت السابع وليون التاسع وأوربانو الثامن، أن يشمروا ثيابهم لكى يلعبوا الكالشو أى كرة القدم.
أما فى المكسيك وفى أمريكا الوسطى، فكانت طابة المطاط هى شمس الطقوس المقدسة منذ حوالى ألف وخمسمائة سنة قبل المسيح، ولكن من غير المعروف متى بدأ لعب كرة القدم فى أماكن كثيرة من القارة الأمريكية. 
ويقول الكتاب إنه بالاستناد إلى هنود غابات الأمازون البوليفية هناك أصول مغرقة فى القدم لتقليد ركضهم وراء طابة من المطاط المصمت لإدخالها بين عمودين دون استخدام الأيدي.

وفى القرن الثامن عشر، قدم كاهن إسبانى من بعثات الجيزويت التبشيرية فى أعالى نهر بارانا، شرحا بهذه الطريقة لعادة قديمة من عادات هنود الغواراني: إنهم لا يقذفون الكرة بأيديهم مثلما نفعل نحن، وإنما بالجزء العلوى من القدم العارية.
وفى المكسيك وأمريكا الوسطى كان ضرب الكرة يتم بالورك أو بالعضد، بالرغم من أن رسوم تيويتهواكان وتشيشتين إيتزا، تبين أن بعض الألعاب كانت تستدعى ركل الكرة بالقدم أو بالركبة. وهناك جدارية تعود إلى ما يزيد على ألف سنة تظهر واحدا من أجداد هوجو سانتشيز، وهو يلعب بقدمه اليسرى فى تيبانتيتلا. وعندما ينتهى اللعب كانت الكرة تنهى رحلتها: فالشمس وصلت إلى الفجر بعد أن اجتازت منطقة الموت. وعندئذ ولكى تطلع الشمس كانت تراق الدماء. وحسب رأى بعض العارفين، كما يوضح الكتاب كان من عادة الأزتيك التضحية بالفائزين وتقديمهم قرابين. وقبل أن يقطعوا رءوسهم كانوا يطلون أجسادهم بخطوط حمراء. وكان المختارون من الآلهة يقدمون دماءهم قربانا لكى تكون الأرض خصبة والسماء سخية.


قواعد اللعبة

يقول الكتاب، إنه وبعد قرون طويلة من الإنكار الرسمى، انتهى الأمر بالجزر البريطانية إلى الإقرار بوجود كرة فى قدرها. ففى زمن الملكة فيكتوريا لم تعد كرة القدم مجرد رذيلة جماعية يمارسها الرعاع وحدهم، وإنما صارت كذلك فضيلة أرستقراطية.
فقادة المجتمع المستقبليون كانوا يتدربون على الفوز بلعب كرة القدم فى باحات المدارس والجامعات. وكان شباب الطبقة الراقية ينفسون هناك من اندفاعات حماسهم الشبابي، ويصلبون انضباطهم ويقيسون شجاعتهم ويشحذون دهاءهم. وفى الطرف الآخر من السلم الاجتماعي، لم يكن البروليتاريون بحاجة إلى إنهاك أجسادهم؛ لأن المصانع والورش كانت قد وجدت لتحقيق ذلك، ولكن وطن الرأسمالية الصناعية كان قد اكتشف أن كرة القدم هوى الجماهير، توفر تسلية وعزاء للفقراء وتبعدهم عن الإضرابات وعن الأفكار الخبيثة الأخرى.
كرة القدم فى شكلها الحديث تنحدر من اتفاق جنتلمان بين اثنى عشر ناديا إنجليزيا، توصلت إليه فى خريف عام ١٨٣٦ فى إحدى حانات لندن. وقد تبنت تلك الأندية القواعد التى كانت أقرتها جامعة كامبردج فى عام ١٨٤٦. ففى كامبردج تم منع حمل الكرة باليد، مع أنه كان مسموحا لمسها، ومنع كذلك توجيه الركلات إلى الخصم. فـ«ركلات الأقدام يجب أن توجه إلى الكرة فقط»، هذا ما تنبه إليه إحدى القواعد.
اتفاق لندن لم يحدد عدد اللاعبين، ولا أبعاد الملعب ولا ارتفاع المرمى ولا مدة المباراة؛ فقد كانت المباراة تستمر ساعتين أو ثلاث ساعات، وكان أبطالها يتبادلون الحديث ويدخنون حين تكون الكرة بعيدة، ولكن التسلل كان معروفا. فقد كان من غير المقبول تسجيل أهداف من وراء الخصم.



بداية تنظيم الفرق وظهور الحكم والفيفا

لم يكن أحد فى ذلك الزمن مشغولا بأن يشغل أحد مكانا معينا فى أرض الملعب؛ فالجميع يركضون مبتهجين وراء الكرة، وكل شخص يذهب حيثما يشاء ويبدل موقعه حسب مشيئته. وقد بدأ تنظيم الفرق فى اسكتلندا فى حوالى ١٨٧٠، وتوزيعها فى مهمة الدفاع وخطى الوسط والهجوم. وفى أثناء ذلك كان عدد اللاعبين قد تحدد بأحد عشر لاعبا. ولم يعد بإمكان أى منهم لمس الكرة بيده منذ عام ١٨٦٩ حتى ولا لوقفها أو إيصالها إلى القدم. ولكن فى عام ١٨٧١ ولد حارس المرمى ليكون الاستثناء الوحيد فى هذا التحريم، إذ يمكنه حماية مرماه بكل أعضاء جسده.
كان حارس المرمى يحرس حصنا مربعا: المرمى، وكان طوله أقصر من المرمى الحالى ارتفاعه وأعلى منه بكثير، ويتألف من أعمدة متصلة بشريط قماشى على ارتفاع خمسة أمتار ونصف المتر. ثم استبدل الشريط القماشى بعارضة خشبية فى عام ١٨٧٥. وكانت الأهداف تسجل على قائم المرمى بحفر خطوط صغيرة. وتعبير تسجيل هدف ما زال مستخدما، بالرغم من أن الأهداف لم تعد تسجل اليوم على قائم المرمى، وإنما ترصدها لوحات إلكترونية فى الاستادات. والمرمى المؤلف من زوايا قائمة ليس لها شكل القوس، ولكنهم ما زالوا يطلقون عليه فى بعض البلدان تسمية القوس وعلى من يدافع عنه اسم حارس القوس.
وفى عام ١٨٧٢، ظهر الحكم، وكان اللاعبون حتى ذلك الحين هم حكام أنفسهم، فهم أنفسهم يفرضون العقوبات على المخالفات التى تحدث. وفى عام ١٨٨٠ كان الحكم يحمل جهاز توقيت فى يده ليقرر متى تنتهى المباراة، وكانت له سلطة طرد من يسيء التصرف خارجا ولكنه لا يزال يوجه المباراة بإطلاق الصرخات من خارج الملعب. وفى عام ١٨٩١ دخل الحكم لأول مرة إلى الملعب نافخا فى الصفارة، وأقرت أول ضربة جزاء فى التاريخ حين خطا الحكم اثنتى عشرة خطوة، محددا نقطة توجيه الضربة. وقبل سنوات من ذلك كانت الصحافة البريطانية تشن حملة لصالح إقرار ضربة الجزاء. فقد كان لا بد من توفير الحماية للاعبين عند فم المرمى الذى كان مسرحا لمجازر دامية. وكانت مجلة «ويستمنيتر غازيت» قد نشرت قائمة مرعبة بأسماء اللاعبين الذين قضوا نحبهم أو تكسرت عظامهم.
وعندما انتهى القرن التاسع عشر انتهى معه الاحتكار البريطانى لكرة القدم، ففى عام ١٩٠٤ ولدت الفيفا، أى الاتحاد الدولى لكرة القدم، التى صارت تحكم منذ ذلك الحين العلاقة ما بين الكرة والقدم فى العالم بأسره، وعلى امتداد بطولات العالم المتتالية أدخلت الفيفا تعديلات قليلة على تلك القواعد البريطانية التى نظمت اللعبة.
اللاعب وحارس المرمى والمشجع

يركض لاهثا على شفير الهاوية. فى جانب تنتظره سماوات المجد، وفى الجانب الآخر هوة الدمار. الحى الشعبى الذى خرج منه يحسده بأسره: فاللاعب المحترف قد نجا من العمل فى المصنع أو المكتب، إنهم يدفعون له من أجل توفير التسلية، لقد ربح اليانصيب. وبالرغم من أنه يتوجب عليه أن ينضح عرقا مثل مرشة، دون أن يكون له الحق فى التعب أو الخطأ، فإنه يظهر فى المصحف وفى التليفزيون، وتردد الإذاعات اسمه، والنساء يتنهدن من أجله، والأطفال يريدون تقليده. أما هو الذى بدأ يلعب من أجل متعة اللعب، فى الشوارع الترابية للأحياء الهامشية، فقد صار يلعب الآن فى الاستادات الكبرى من أجل واجب العمل، وهو مجبر على الربح أو الربح.
رجال الأعمال يشترونه، يبيعونه، يعيرونه، ويسلم هو قياده لهم مقابل الوعد بمزيد من الشهرة ومزيد من المال. وكلما نال شهرة أكبر وكسب أموال أكثر يصبح أسيرا أكثر. إنه يخضع لانضباط صارم ويعانى كل يوم عقوبة التدريب القاسية ويخضع للمسكنات وتسلل الكورتيزون الذى ينسيه الألم ويزيف حقيقة حالته الصحية وعشية المباريات المهمة يحبسونه فى معسكر اعتقال حيث يقوم بأعمال شاقة ويأكل أطعمة غبية.



فى المهن الإنسانية الأخرى يأتى الغروب مع الشيخوخة، أما لاعب كرة القدم فقد يشيخ وهو فى الثلاثين من عمره لأن العضلات تتعب باكرا. 
أما حارس المرمى فيسمونه البواب، كما يقول الكتاب وحارس الحاجز وحارس القوس، ولكننا نستطيع أن نسميه الشهيد أو المهرج الذى يتلقى الصفعات، ويقولون إن المكان الذى يطأه لا ينبت فيه العشب أبدا.
إنه وحيد ومحكوم عليه بمشاهدة المباراة من بعيد ينتظر وحيدا إعدامه رميا بالرصاص بين العوارض الثلاث. كان فى السابق يرتدى الأسود مثل الحكم أما الآن فلم يعد مضطرا أن يتنكر فى زى الغراب.
إنه يحمل الرقم (١) ولا يسجل أهدافا، بل يقف ليمنع تسجيلها، ولأن الهدف هو عيد كرة القدم فإن مسجل الأهداف يصنع الأفراح.
أما المشجع فهو بالرغم من أنه يستطيع أن يشاهد المباراة فى التليفزيون، لكنه يفضل أن يذهب إلى الاستاد ويلوح بيديه، يهتف بصوت عال، ونادرا ما يقول: اليوم سيلعب نادي كذا. ولكن دائما يقول: اليوم سنلعب نحن. معتبرا نفسه مشاركا فى اللعب وفى الربح وفى الخسارة. 
اللاعبون أيضا يعرفون أنهم لا يستطيعون اللعب دون وجود مشجعين الذى يفرحون فى حالة الفوز ويبكون فى حالة الخسارة أى يبتهجون معهم ويحزنون معهم.
يعد كتاب إدوارد غاليانو واحدا من الكتب التى احتفت بلعبة كرة الكرة، وأكثرها استعراضا لتاريخها وقواعدها وأشهر لاعبيها وبطولاتها.. إنه كتاب لا ينبغى إغفاله خاصة مع قدوم بطولة الأمم الأفريقية التى تعيد للكرة مهرجاناتها وحيويتها بعد سنوات من التكلس.