الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل ينتهي عصر الإخوان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن جماعة الإخوان الإرهابية تخوض حاليا آخر معاركها من أجل البقاء، فكل المؤشرات تسير في اتجاه عزل وتفكيك البناء التنظيمي المُتعارف عليه للجماعة التي تأسست عام 1928، وإن كانت البداية الفعلية والجادة في التصدي للجماعة ومواجهتها مواجهة شاملة قد انطلقت من مصر بعد 30 يونيو 2013، إلا أن مسار الأحداث وتلاحقها في دول المنطقة، وخصوصا في الأماكن التي كانت تحظى فيها الجماعة بنفوذ مدعوم من قطر وتركيا، وتؤكد أن معركة بتر جذور الجماعة قد أوشكت على النهاية لعدة أسباب، وهي:
أولا: تغير مسار المواجهة بتبني الدول الداعمة لجماعة الإخوان سياسة العداء المعلن واللعب على المكشوف، وهو ما تجلت مظاهره مؤخرا في التصعيد المستمر ومحاولات استفزاز بعض الأطراف وصولا إلى ما يشبه محاولات التحرش في البحر المتوسط والخليج العربي، وهو المسار الذي بدأت أولى خطواته كرد فعل على نجاح الجهود الدبلوماسية لدول الرباعي العربي "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" في فضح وتعرية الجرائم التي ارتكبتها تلك الدول أمام العالم. 
ثانيا: الهزائم المتتالية التي تلقتها الجماعة بداية من سقوط نظام البشير الموالي لها في السودان ورغبة المجلس العسكري الانتقالي في التخلص من أي بقايا لها داخل أجهزة الحكم، بالتزامن مع العملية العسكرية التي أطلقها الجيش لوطني الليبي لتحرير طرابلس، وهي المعركة الأخيرة ضد الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة في طرابلس، والتى سيكون لها انعكاسات إيجابية على أمن واستقرار ليبيا ودول الجوار؛ لذلك لجأت عناصر التنظيم الدولي للإخوان إلى حشد تأييد دولي لعرقلة عملية الجيش الوطني، والتي تمثل تهديدا لمصالحها بعد هيمنتها على مؤسسات الدولة في طرابلس، وسيطرتها الكاملة على ثروات ومقدرات الشعب الليبي؛ لذلك لجأت إلى التحالف مع تنظيمات إرهابية في طرابلس لعرقلة تقدم القوات المسلحة، حيث سخرت كل من تركيا وقطر كل إمكانياتها السياسية والعسكرية لإنقاذ جماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة في طرابلس ومصراتة، ولعل مشهد الإرهابيين أثناء استقبالهم لسفينة أسلحة قادمة من تركيا محملة بالمدرعات والصواريخ والعديد من الأسلحة الثقيلة لاستخدامها في مواجهة الجيش الوطني وقتل المواطنين الأبرياء بما يحمله من دلالات غير مسبوقة في تطور الصراع على الأراضي الليبية يؤكد أن الجماعة وداعميها أوشكوا على الهزيمة في واحدة من أهم معاقلهم.
ثالثًا: تغير موقف الدول الكبرى والقوى الفاعلة على المستوى الدولي تجاه الجماعة، خصوصًا بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن نيتها إدراج الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، وهو القرار الذي تأخر كثيرا بفعل الضغوط القطرية التركية من خلال نواب تم تجنيدهم داخل الكونجرس والإدارة الأمريكية، إلا أن الإعلان الأمريكي جاء في كل الأحوال متوافقا مع الموقف المبدئي والمعلن منذ عام 2011 للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن صراحة أن جماعة الإخوان هي مصدر التطرف والإرهاب في العالم إلا أن تصريح الإدارة الأمريكية قد كشف طبيعة العلاقة التي تربط تنظيم الإخوان بكل من قطر وتركيا وإيران التي انتقد وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، خلال تواجده بالعاصمة القطرية "الدوحة" إعلان الإدارة الأمريكية قائلاً: "الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها لأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية ونحن نرفض أي محاولة أمريكية فيما يتعلق بهذا الأمر"، الموقف الإيراني لم يكن مفاجئًا كما يرى البعض بل جاء متناغما مع التقارب الأيديولوجي بين إيران وجماعة الإخوان، فلا أحد ينسى أن محمد مرسي هو من استقبل الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في القاهرة، وقبلها بادر بزيارة العاصمة الإيرانية طهران في 2012.