الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

موائد مسيحية لإفطار الصائمين في رمضان.. "المحبة الوطنية" في وسط القاهرة تعكس النسيج المصري الواحد.. حنين إسحاق صاحب أول مائدة.. والقمص سرجيوس نظمها في جامع الأزهر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشارك الكنائس فرحة المسلمين برمضان، حيث تقيم العديد من موائد الإفطار للصائمين، كما يقوم عدد كبير من الأقباط بإعداد وتنظيم موائد الإفطار الرمضانية ويقومون فيها على خدمة الصائمين المسلمين، وهذه الموائد ليست حديثة العهد بل تعود إلى زمن طويل مضى، ويذكر التاريخ أن أول مسيحى أقام مائدة إفطار كان حنين إسحق، وهو عبقرى الترجمة والطبيب العربي، ذائع الصيت وكان ثريا ويحرص دائمًا على مشاركة احتفالات المسلمين فى هذا الشهر، لم يبخل فى إعداده للمائدة، وكان يقدم كل أنواع الأطعمة والوجبات.
كما كانت مائدة مكرم عبيد، تقليدًا وطنيًا يشارك فيه مجموعة من الرموز المصرية، أبرزهم مصطفى النحاس ولطفى بك السيد. 
أما القمص سرجيوس، خطيب ثورة 1919، فكان ينظم موائد الرحمن فى جامع الأزهر، وعاش فيه 90 يومًا منها شهر رمضان بالكامل، بل كان يخطب فى المسجد ضد المحتلين، آنذاك، ويحرص على خدمة فقراء مصر على موائد الرحمن.
بينما تأتى مائدة القمص عجايبي، والذى يعتبر أول قسيس يتم انتخابه فى عضوية المكتب السياسى لحزب التجمع آنذاك، تليها مائدة البابا شنودة الثالث، التى كان يحضرها 7 آلاف شخص سنويًا، وتحدث عنها فى رمضان عام 200 2، حينما قال: «مصر نسيج واحد يستحيل تفتيته» أما أولى موائد إفطار رمضانية كنسية فى مصر، فكانت كنيسة مار جرجس فى منطقة شبرا عام 1969، برعاية الراحل القمص صليب متى ساويرس، والذى أكد أن المصريين مسلمين ومسيحيين نسيج واحد، وانتشرت الفكرة بعدها إلى الكنائس الأخرى، وتطوع العديد من الشباب المسيحيين فى الجمعيات الأهلية؛ من أجل إعداد «شنط » رمضان، لتوزيعها على المحتاجين.
ويقيم عدد من الكنائس موائد رحمن فى رمضان أبرزها قصر الدوبارة، وتقيم أمام بوابتها الرئيسية فى شارع الشيخ ريحان، مائدة رمضانية تحت شعار «مائدة إفطار المحبة الوطنية »، ويتولى الإشراف عدد من شباب الكنيسة وفتياتها.
كما تقيم الكنيسة أكبر إفطار وسط القاهرة فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان. وتقيم الكنيسة الإنجيلية الأولى بمدينة 6 أكتوبر مائدة رحمن يوم فى الأسبوع ﻻستقبال الصائمين وأهالى الشارع الذى تقيم فيه الكنيسة، كما تنظم الكنيسة الإنجيلية بالمقطم أمسيات رمضانية وموائد سحور، بحضور عدد من قيادات الكنائس،
والمسئولين، وعدد من شيوخ الأزهر الشريف، وتحرص على إقامة حفلات بها مزيج ما بين الإنشاد الإسلامى والترانيم المسيحية.
تاريخ المائدة
تباينت الروايات فى أصل موائد الرحمن، فمنها من أرجعها إلى النبى صلى الله عليه وسلم، لأنه صار على هذا المنهج الخلفاء الراشدون، حيث كان عمر بن الخطاب أول من أقام دارًا للضيافة وكان أول من أقام مأدبة طعام، لوفد الطائف عندما قدموا إلى المدينة، ليعلنوا إسلامهم ومبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح، ومن بعده الصائمون.
أما عن تاريخها فى مصر، فذهب الرأى الأرجح إلى الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، ليكون هو أول من أقام مائدة الرحمن بمصر فى أول أيام رمضان، اجتمع عليها كبار رجال الدولة من القادة والأعيان فى السنة الرابعة لولايته، وأمر بأن تستمر هذه المائدة طوال الشهر الكريم.
وتقول رواية أخرى، إن أول من أدخل موائد الرحمن إلى مصر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وكان أول من أقام مائدة فى شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص، وكان يخرج من قصره 1100 قِدر بها جميع أصناف الطعام لتوزع على الفقراء، وكانت تسمى هذه الموائد بـ«دار الفطرة » وكانت تمتد بطول ١٧٥ مترًا وعرض ٣ أمتار.
وتشير رواية ثالثة بأن موائد الرحمن بدأت مع الفقيه المصرى الليث بن سعد، والذى كان يقيمها ليقدم فيها للصائمين أشهى الأطعمة، خاصة «الهريسة » حتى عُرِفَت باسم «هريسة الليث».