الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أدب المقاومة.. نصوص خالدة في وجه الاحتلال الصهيوني

الروائى الفلسطينى
الروائى الفلسطينى الكبير غسان كنفانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اعترافه بسيادة الاحتلال الإسرائيلى على هضبة الجولان السورية، الأمر الذى استنكرته وأدانته جميع الدول العربية والأوروبية، وخرج الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب فى بيان، ليعلن رفضه التام لهذا القرار واصفا إياه بالخطوة المتهورة من جانب الرئيس الأمريكي، التى ضرب بها كل المعاهدات والقرارات الدولية عرض الحائط.
ويشهد التاريخ الأدبى أن هناك عددا من الكتاب والأدباء العرب كانت كلماتهم وأعمالهم، سواء الروائية أو المسرحية، بمثابة طلقات فى وجه العدو الصهيوني، فنجد الروائى الفلسطينى الكبير غسان كنفانى من أشهر الكتاب، الذين ظلت أعماله محفورة فى عمق الثقافة الفلسطنية والعربية، وفى رواياته «رجال فى الشمس»، وصف كنفانى تأثيرات النكبة عام ١٩٤٨ على الشعب الفلسطيني، وتناول فيها عددًا من الشخصيات، ومنهم رجل فقد كل ما يملك عقب الحرب ليعيش فى المخيمات، ولكنه لم يجرؤ على التفكير فى المخيمات، والآخر الذى ارتبط ببلده ويحلم بعودة ما كان، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن تحدث هذه العودة بعد ضياع كل شيء وشاب آخر تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي، ولا ينسى أحدا كلمته الشهيرة «لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟ والتى صورت موت ثلاثة أشخاص داخل خزان سيارة دون محاولة للمقاومة، بين فيها كنفانى روح الفلسطينيين وكيف كانوا يجدون صعوبة فى مقاومة العدو الصهيوني.
وعلى الجانب الآخر، كتبت الأديبة المصرية رضوى عاشور روايتها «الطنطورية» وقد جاءت هذه الرواية نسبة إلى قرية الطنطورة الواقعة على الساحل الفلسطينى جنوب حيفا، والتى تعرضت فى عام ١٩٤٨ لهجوم كبير من العدو الصهيوني.
وقد سردت «عاشور» خلال هذه الرواية قصة حياة عائلة عاشت تجربة التهجير من قريتها فنجد رقية الطنطورية التى عانت وتحملت فقدان والدها وشقيقها وتزوجت فى المنفى، حتى إنها يوم زواجها تغنت ببعض الأبيات «قولوا لامه تفرح وتتهنا/ وترش الوسايد بالعطر والحنا والفرح إلنا والعرسان تتهنا/والدار دارى والبيوت بيوتي/واحنا يا عدوى موتي.
وكتب المسرحى السورى سعد الله ونوس مسرحيته الشهيرة «طقوس الإشارات والتحولات» أورد فيها شخصية فخرى البارودى الذى يعتبر واحدا من أشهر شخصيات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسى فى سوريا وتروى القصة أن خلافا قد نشب بين نقيب الإشراف ومفتى الشام أيام الوالى راشد باشا وتجاوز المفتى الخلاف الشخصى ومد يد العون للنقيب حين أوقع به قائد الدرك وقبض عليه فهذه الحكاية بنى عليها الكاتب قصته، وكانت نكسة ١٩٦٧ بمثابة الطعنة المسددة لشخص ونوس عن قصد، إصابته بحزن شديد خاصة أنه تلقى النبأ وهو بعيد عن وطنه وبين شوارع باريس فكتب مسرحيته الشهيرة «حفلة سمر من أجل خمسة حزيران» ثم مسرحية «عندما يلعب الرجال».
ولم تقف الكلمة عند حد الأدباء والروائيين بل كان للشعر نصيب كبير فى مقاومة الاحتلال حيث كتب الشاعر الفلسطينى محمود درويش معظم قصائده واصفا فيها حبه لدولته وما يجرى فى فلسطين والمعاناة التى يشهدها أهلها من جراء الاحتلال الصهيوني، ومن أبياته: أيها المارون بين الكلمات العابرة /منكم السيف ومنا دمنا /منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى/ ومنا حجر منكم قنبلة الغاز- ومنا المطر/ وعلينا ما عليكم من سماء وهواء /فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا / وادخلوا حفل عشاء راقص/ وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء.
أما الشاعر السورى نزار قباني، فكان له باع كبير فى كتابة الأشعار التى رفضت الاحتلال الصهيونى ومن أشعاره: إذا خسرنا الحرب لا غرابة لأننا ندخلها/بكلِ ما يملك الشرقى من مواهبِ الخطابة/بالعنتريات التى ما قتلت ذبابة لأننا ندخلها/ بمنطق الطبلة والربابة/ السر فى مأساتنا/ صراخنا أضخم من أصواتنا/ وسيفنا أطول من قاماتنا.
ويعد إبراهيم طوقان أحد أهم الشعراء الفلسطينيين الذين نجحوا فى جمع شتات الشعوب العربية حول القضية بقوة الكلمة فقد كتب قصيدته المشهورة «موطني» التى أصبحت النشيد الرسمى لفلسطين موطني.. موطني../ الجلال والجمال والسناء والبهاء /فى رباك... فى رباك / والحياة والنجاة والهناء والرجاء/ فى هواك... فى هواك / هل أراك... هل أراك../سالما منعما وغانما مكرما؟/ هل أراك... فى علاك / تبلغ السماك؟... تبلغ السماك؟ /موطني... موطني.. موطني.. موطنى / الشباب لن يكل همه أن يستقل أو يبيد.